تقرير: على الجيش الأمريكي أن يغير موقفه العسكري في الشرق الأوسط
كشف تقرير لـ مجلة السياسة الخارجية الأمريكية والشؤون الدولية أسباب تغيير سياسة الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة الماضية خاصة الانسحاب التدريجي من منطقة الشرق الأوسط لا سيما العراق وأفغانستان.
مساعٍ أمريكية لتغيير وجودها العسكري في الشرق الأوسط
وانتقد التقرير سياسة أمريكا في الانسحاب الأمريكية، إذ إن واشنطن سعت إلى تغيير حجم وجودها العسكري في المنطقة، لتنجذب إليها الأزمات والصراعات التي سعت إلى النأي بنفسها عنها، حيث وعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعديد من الانسحابات العسكرية من المنطقة، لكنه أرسل آلافًا إضافية من القوات مع تصاعد التوترات مع إيران في عامي 2019 و2020.
كما أن واشنطن سعت إلى إعادة التوازن إلى الوجود العسكري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فخلال حملة عام 2020، تعهد الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بـ"إنهاء الحروب الأبدية في أفغانستان والشرق الأوسط"، وبعد توليه منصبه، وعد بالمثل بإيقاف "حقبة من العمليات العسكرية الكبرى لإعادة تشكيل دول أخرى"، وفق ما جاء في التقرير.
إعادة تقويم الأدوات العسكرية
وذكر التقرير أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج إلى إعادة تقويم الأدوات العسكرية التي ينبغي أن تخصصها للشرق الأوسط، مؤكدا أن هذا لا يعني الانسحاب من المنطقة أو التغاضي عنها؛ لكنه يستلزم تقييمًا واضحًا حول كيفية ترتيب أولويات الموارد العسكرية لواشنطن، وكيفية ربطها بشكل أوثق بالأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة.
ردع إيران عن تطوير أسلحة نووية
وأضاف: يجب على الولايات المتحدة أن تبسط وجودها لتركز بشكل أضيق على حماية نفسها وحلفائها من الإرهاب، وردع إيران عن تطوير أسلحة نووية، والحفاظ على تدفق التجارة وحرية الملاحة، وعلى واشنطن أن تتعلم التأكيد على فن الحكم الدبلوماسي والاقتصادي على العمل العسكري، وذلك باستخدام الإمكانات الموثوقة للقوة لدعم الغايات الدبلوماسية والقوة الفعلية فقط عندما لا يكون لديها بديل.
وتجد الولايات المتحدة نفسها أقل استعدادًا عسكريًا للأزمات التي قد تظهر في المنطقة، إذ إن سنوات من الوجود العسكري الأمريكي المستمر داخل منطقة الشرق الأوسط لم تفعل شيئًا يذكر لردع الأزمات الأخيرة في المنطقة، وفق التقرير.
وذكر أن تبني نهج أكثر دبلوماسية واستراتيجية تجاه الشرق الأوسط سيكون متماشيًا مع أهداف الولايات المتحدة، كما سيسمح لواشنطن بإعطاء الأولوية لجهودها واهتمامها في مكان آخر، وستكون الولايات المتحدة في وضع أفضل للاستجابة للديناميكيات المتغيرة في الشرق الأوسط والتصرف وفقًا لها.
وبدأت واشنطن في نشر أعداد كبيرة من القوات في المنطقة في أعقاب الأحداث الإقليمية في أواخر السبعينيات وما تلاها من أحداث عام 1980، التي ألزمت الولايات المتحدة بأمن دول الخليج، وسعت الولايات المتحدة من تواجدها خلال حرب الخليج الأولى ثم توسعت بشكل كبير بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وأدت الصراعات المتتالية، مثل العمليات في أفغانستان، وحرب العراق، والقتال ضد داعش، إلى ترسيخ القواعد الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة.
الإفراط في استخدام الوسائل العسكرية
لكن الوجود الكبير لواشنطن في الشرق الأوسط هو أكثر من مجرد تبذير، إذ أوجد بيئة يميل فيها صانعو السياسة إلى استخدام الوسائل العسكرية بشكل غير متناسب، بدلًا من الدبلوماسية والاقتصاد، لتنفيذ أجنداتهم؛ لذلك على واشنطن أن تواصل جهودها لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية، وهي عملية تشمل الاستعداد الكامل لضربة؛ لكن يجب على الولايات المتحدة الاستمرار في استخدام الوسائل الدبلوماسية والاستعداد لاستخدام العمل العسكري كخيار أخير فقط.
وأكد التقرير أن المصالح الوحيدة لواشنطن في الشرق الأوسط هي ضمان سلامة إسرائيل ومواجهة الصين وروسيا في المنطقة، مشيرًا إلى أن الديناميات تغيرت، حيث تمتلك إسرائيل القوة الأمنية الأكثر قدرة في المنطقة، ولم تعد تستفيد من الوجود المادي للجيش الأمريكي.