مني عثمان تكتب: في صحف الغيم
وفي صحف الغيم الملبدة بضباب الأسئلة......
كتبت امرأة عائدة للتو من رهانات خاسرة......
.....لرجل لم يعِ يوما حزنها
لماذا لا أفتقدك......
لماذا لا يعربد الشوق في قلبي كلص محترف......
ولماذا لا يشتتني التلهف ......
....كمجنون أمسك بتلابيب روحي وحلا له صراخي
لماذا كف نبضي عن مناداتك .....
ثم ألف لماذا لم يعد الوقت يحتضر في غيابك......
أتساءل أنا والدهشة تربكني......
كيف انسحب دمك من أوردتي......
عجيب أني لم أستغث بك لتلملم شتاتي مذ آخر مساء لنا......
......والأعجب أني لم يخالجني الشتات كما كنت أخشى
أنت......بيديك تلك
نثرت الضباب مابيني وبينك فلم أعد أراك.......
وأقمت تلال الأسئلة فأرجفتني مخاوف الظنون.......
وشيدت جسرا من ركام المتاهة.......
.......فغامت في عيني رؤاك
وتعرت لحظة الفراق حقيقة أبدك الهش.......
ذاك الأبد الذي ياااكم ترنمت به كقصيدة لا تنتهي.......
فإذا به أقرب من رمية سهم طائش.......
أنت......من فتح سِدة التساؤل فانساب طوفانا
ومن أوقد آتون الظنون وجلس يراقب أسّنة اللهب......
.......دون أن يعي أنها تطاله لا محالة
وقفت عاقدا يديك فوق صدرك وفي عينيك ألف غيم.......
أنت......بيديك تلك
أسلمتني لدويّ انشطار فتناثرت فتاتا على حواف شوكك.......
وبصمت مريب اختبأت خلف أسوار ثلجية .......
ناسيا أني أقرأ بريدك السري من مواقيت يومك.......
أعرف أين تدور عيناك ولمن تعانق أناملك حروف الكتابة......
وذاهلا عن قصتنا الغريبة رحت تغزل بدايات بعيدة.......
طاويا صحفا لم تزل رطبة الحبر باعترافات وجدك.......
كأن الأمس طيرا أطلقته حيث فضاءات السكون.......
لتشرّع نوافذك لحكاية زاحمتني حتى كلّ صبري وأسلمت رايتي......
فمضيت عنك......
ومضيت أنت في حقول الماء تغسل ذاكرة ملبّدة بطيفي......
أتظن أنك قادر على محوي منك.....!!!؟؟؟
.......بعدما كنت أسري في وريدك
ربما أمكنك المضي نحو طائرك الجديد......
وأنا......مذ وعيت كونك زئبقيا قد كففت عن العناق
وأخبرت ليلي أنني الآن دونك.......
......ثم قلبي أنبأني أنه الآن أهدأ !!!
#