سياسي لبناني لـ”الديار”: فتح نافذة للحوار مع الخليج بعد استقالة قرداحي
علَّق الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز، على استقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، قائلًا: "وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي عزم على الاستقالة منذ بداية الأزمة بين لبنان ودول الخليج العربي، وحينما زار البطريرك الماروني بشارة الراعي وقتها كان كتاب الاستقالة في جيبه، لكن تدخلات سياسية حصلت معه آنذاك جعلته يتراجع ويربط بين استقالته وبين ضمانات بعودة العلاقات اللبنانية الخليجية إلى سابق عهدها".
وتقدَّم وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي باستقالته، في مؤتمر صحفي، كاشفًا أنه قرر التخلي عن موقعه الوزاري والاستمرار في خدمة بلاده، وأنه لم يقصد الإساءة إلى المملكة العربية السعودية بعد تصريحاته عن حرب اليمن التي جعلته في مرمى الانتقادات محليًا وإقليميًا.
وأكد الرز، في تصريح خاص لـ"الديار"، أنه يبدو أن هذه الضمانات وصلت إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فأبلغها إلى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، وهذا يعني أن الرئيس الفرنسي ماكرون سيحمل ورقة استقالة قرداحي معه إلى المملكة العربية السعودية ليفتح بواسطتها كوة في جدار الأزمة يبدأ الحوار من خلالها.
وأشار إلى أن موفد الجامعة العربية إلى لبنان السفير حسام زكي كان قد دعا خلال لقاءاته في بيروت إلى مثل هذا الموقف ليبدأ الحوار بين لبنان ودول الخليج، لكنه وجد حينها موقفًا متصلبًا من حزب الله وحلفائه الذي عمل على استغلال أزمة تصريح قرداحي حول اليمن؛ ليوظفها في مشروع فصل لبنان عن محيطه العربي.
وشدد المحلل اللبناني على أن هذه المحاولات اصطدمت بمواقف معظم القوى اللبنانية، وبينهم حلفاء لحزب الله، حول التمسك بعروبة لبنان وبعلاقاته الأخوية مع محيطه العربي،.
وردًا على سؤال: ماذا بعد استقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي؟ قال المحلل السياسي إنه بعد تقديم قرداحي استقالته أتوقع تنفيس الاحتقان في الأزمة اللبنانية الخليجية، وفتح نافذة للحوار تشكل مدخلًا لعودة العلاقات الطبيعية، وفي نفس الوقت الذي تعكس فيه تراجعًا جديدًا لمشروع حزب الله وأجندته الإيرانية على الساحة اللبنانية.
وفي وقت سابق، أعلن جورج قرداحي، صباح اليوم الجمعة، أنه سيستقيل «لمنح لبنان فرصة»، مضيفًا: «سأستقيل بعد ظهر اليوم، ولا أريد التشبث بهذا المنصب، إذا كان يمكنني أن أكون مفيدًا، أريد أن أعطي فرصة للبنان»، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وقال : "رفضتُ الاستقالة في السابق لأقول إن لبنان لا يستحق هذه المعاملة، نحن اليوم أمام تطورات جديدة، الرئيس الفرنسي ماكرون ذاهب للسعودية، وسيفتح موضوع إعادة العلاقات مع لبنان مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان".
وختم قرداحي مؤتمره الصحفي قائلًا: "حرب اليمن التي تسببت لنا بكل هذه الأزمة لن تستمر إلى الأبد وسيأتي يوم يجلس فيه المتحاربون على الطاولة ويوقعون سلام الشجعان، وعندها أرجو أن يتذكروا أنّ هناك رجل في لبنان طلب بوقف الحرب محبة باليمن وأهل اليمن ومحبة للسعودية وأهل السعودية، ومحبة للإمارات وأهل الإمارات، ومحبة لكل العرب".