مني عثمان تكتب: تحت المجهر ...
تحت المجهر ...
(1)
يُسكبون قلبي...
مشاعري.....تفاصيلي الصغيرة
يُشرّحون روحي بمبضع الحصار......
ويجزءونني قطعا .....
.....يلوكونها بين أسنان صدئة
يرمونني بحصى التساؤل إن أنا شردت......
يحيكون قصصا من وهمهم ويوقعون باسمي......
تحت المجهر......
يمددون جسدي المرهق موتا......
المطعن بالضجر في خلاياه المطفأة......
يصلبون شهيقي على أعمدة القلق المؤصدة .....
ويحقنونني بإبر المواجع حتى أنزف آخر حلما......
أتيبس بين أياد تتقن جدا كيف تمزق أوردتي الحُبلى بالوهج......
اتشقق جزعا حيث الشهقات تدوي ظمأً في صمت قاس .....
تحت المجهر......
أزوي وحدي......لا كتف يحملني عني
لا صدر يحضن أوجاعي المسهدة من عهد الريح وذاكرة الماء......
لا مغزل ينسجني شالا من ضوء......
......لا قلب يتدثر دفئي
ينقذني من وجه يخمش نبضي بعين من نار......
يحيل خطاي لمقبرة تبتلع أناي.....ويبسم
يقصم جذع نخيلي ويسمم عنبي.....
.....ويرقص نشوانا بتأوه قلبي !!
تحت المجهر
(2)
يحصون هزائمي ..... يخفوني تحت مقاعد خيبة
وتقهقه تلك الأفواه الثملة نخب الزيف القابع فيهم.....
تتهامس عن برق أنوثة لا يخبو......
كلما تفتقت الزنابق في مفرقي.... تتوهج أكثر
تفزعهم دهشة تسكن عيني تستقطب نجمي الآفل منذ عصور الوهن.....
وتفضي بمواقيت الشغف فتترقىق جذلى بالحلم البكر.....
رغم خريف يتسرب نحوي....وتجاعيد تتآمر ضدي
تفزعهم تلك الطفلة ال تتراقص في جنبات الروح وترفض أن تستسلم للموت المطبق حولي.....
وتفضي بواقيت الشغف فتترقرق جذلى بالحلم البكر......
رغم الصفعات ورغم شتات لف الريح لعكس الوجهة.....
ورغم خريف يتسرب نحوي و تجاعيد تتآمر ضدي......
تفزعهم تلك الطفلة ال تتراقص في جنبات الروح وترفض أن تستسلم للصمت المطبق حولي.....
تجذبني صوب رياض لا تنضب......
وأطاوعها....وأرفل !!
تحت المجهر
(3)
نزعوا ثوب الصبر الساكنني منذ وعيت الجُرح وتباريح الوجد .....
تركوا للنار مسامي عارية علّ رماد يطفئني فأسكن......
ولسات الحال يراود مل حروف العلة أن تهزمني .....
أن تُسكت صوتي النابض بالأحلام وبالدفء .....
أن تنزع عني نداي ال يروي ليلي....رغم الجدب الساكبني
تتدلى الألسن بسؤال كالسهم المرسل يترصدني.....
من أي الغيمات يحل نداكِ المفعم بالريّ ......
من أي جهات الحلم يشف مداكِ لفجر قادم نحوك......
وكيف لتلك الشمس القابعة بعينك أن تُشرق دوما......
ومواسم قطف تزهر على ثغرك .....
وأنا.....طفلة تتهجى معان الغدر بأعينهم.....وتصمت !!
تحت المجهر
(4)
أركل كل عتوم المرآة وأركض فزعى......
صوب سنابل مسدلة على شرفات الآتي......
تنبيء عن ظل ربيع يتشكل في أوعية الغيب.....
أرسم أفقي بفرشاة الضوء.....
وأناديك......
ياذاك الغائب فتتنني الشوق.....
تلك الزيتونة على بابي تورق حين أدندن باسمك......
وكروم الروض عتقها نداء لا يهدأ.....وأنا سكرى بنبضك
ياذاك الغائب في غيهب عمري.....
يابرق النون ودثار الميم.....أقبل
زمّل يائي من جرّ شجوني لنبدأ .....
أدخلني مدن اللهفة وأغلق أقواس البعد الممتدة......
احملني بعيدا عن محرقة المجهر......
لأولد فيك فراشة عشق تتقن وترك.....
أغادر شرنقتي المسجونة دهورا....تحت المجهر !!