تصدت للإنجليز وفتحت مدرسة للرقص وجمعتها علاقة بالشيخ الشعرواي.. في ذكرى ميلادها شاهد تفاصيل عن حياة تحية كاريوكا
تمر اليوم ذكرى ميلاد فنانة من أجمل فنانات السينما المصرية وخاصة سينما الزمن الجميل، حالة استثنائية في الوسط الفني، تميزت دائماً بشخصيتها القوية ومواقفها الشجاعة. الفنانة التي وقفت أمام الإنجليز و الحكومة الظالمة وتصدت لهم بضراوة.
نقدم لكم اليوم نحن موقع "الديار" أقوى محطات للفنانة الكبيرة الراحلة "تحية كاريوكا" التي تعد واحدة من أشهر وأشجع الممثلات في تاريخ السينما المصرية
عرفت باسم "تحية كاريوكا" ولكن اسمها الحقيقي كان "بدوية محمد علي النيداني كريم"، وولدت في مدينة الإسماعيلية المصرية عام 22 فبراير عام 1919، وفي عام 1940 قدمت رقصة "الكاريوكا" العالمية في أحد عروض فرقة بديعة مصابنى، وهي الرقصة التي التصقت بها بعد ذلك حتى أنها لازمت اسمها.
وكانت بدايتها لعالم الفن حيث بدأت كاريوكا في ممارسة الرقص والغناء والتمثيل في سن صغيرة كموهبة، وسافرت إلى القاهرة وتعرفت على الراقصة سعاد محاسن، ثم ذهبت إلى بديعة مصابني التي اكتشفتها وانضمت إلى فرقتها، وبعد ذلك توجهت إلى السينما والمسرح بمساعدة سليمان باشا نجيب.
وتميزت تحية كاريوكا بأنها آخر العظماء في تاريخ الرقص الشرقي، حيث طورت تحية أسلوبها الخاص الذي اعتمد على إعادة إنتاج الهرمونية الشرقية القديمة في الرقص، وهو الأسلوب الذي تأسست عليه مدرسة كاملة في الرقص الشرقي، في مقابل مدرسة سامية جمال التي لجأت إلى مزج الرقص الشرقي بالرقص الغربي.
أما في منتصف الخمسينيات اعتزلت كاريوكا الرقص الشرقي وتفرغت نهائياً للسينما، حيث شاركت في أكثر من 125 فيلما حملت بصمتها الفريدة مثل "لعبة الست، شباب امرأة، الفتوة، سمارة، آه يا بلد آه، أم العروسة، منديل الحلو، السقا مات، الطريق، خلي بالك من زوزو، وداعاً بونابارت، الصبر فى الملاحات، إسكندرية كمان وكمان".
كما قدمت العديد من المسلسلات والمسرحيات، ومن أبرز مسرحياتها " روبابيكيا، الأوبك، البغل في الإبريق، حارة الشرفا، يحيا الوفد، شفيقة القبطية".
وبعد وفاتها تم تناول شخصية كاريوكا بعدد من الأفلام والمسلسلات منها مسلسل "السندريلا" وقامت بتأدية دورها رجاء الجداوي، ومسلسل "أبو ضحكة جنان"، وأدت دورها مروى عيد، بالإضافة لمسلسل كامل عن حياتها بعنوان "كاريوكا" سنة 2012 من بطولة وفاء عامر.
وإضافة للفن كان لكاريوكا نشاطها السياسي منذ عام 1948، والذي تجلى في مساعدتها للثوار ضد الاحتلال الإنجليزي لمصر، كما كانت من أوائل المشاركين في مقاومة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
والجدير ذكره أن كاريوكا قد سجنت أكثر من مرة، بل والأكثر غرابة وشجاعة أنها وقفت أمام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقالت أن حكمه لا يختلف عن حكم الملك فاروق.
ويذكر أن دار "نهضة مصر" أصدرت العام الماضي كتاب "مذكرات كاريوكا" للكاتب والباحث المصري محمد توفيق، بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب، وضم مذكرات كاريوكا التي سجّلها الكاتب الكبير صالح مرسي (17 فبراير/شباط 1929 - 24 أغسطس/آب 1996)، وتتناول حياتها، وضمت تفاصيل حياتها الشخصية والمشهد العام في مصر.
أما من الناحية الدينية كان لـ كاريوكا علاقة وطيدة بالشيخ الشعراوي فى الفترة الأخيرة من حياتها وجمعته بها العديد من المواقف
حيث كانت أول مرة تلتقى فيها كاريوكا بالشعراوى عندما كانت تؤدى العمرة، وكانت قد اعتزلت وارتدت الحجاب.
ومن الناحية الإنسانية فقد قالت الفنانة الراحلة رجاء الجداوى خلال إحدى لقاءاتها عن قصة الطفلة التى وجدتها خالتها تحية كاريوكا على باب شقتها قبل وفاتها بعامين ونصف، قائلة: "وجدت أمام شقتها طفلة مولودة بدمها، فأخذتها واعتنت بها واتصلت بالشيخ الشعراوى وأخبرته بأنها تريد أن تربيها فقال لها اكفليها وسميها عطية الله، وهتكون مفتاحك للجنة".
وتابعت: "كانت تعشق هذه الطفلة وكانت مصدر سعادة لها، وبعد دخولها الرعاية المركزة، طلبت ورقة وكتبت اسم فيفى عبده، وأوصت بأن تتولى رعاية الطفلة بعد وفاتها".
وقد تزوجت تحية كاريوكا 14 مرة لتكون بذلك صاحبة الرقم القياسي في عدد الزيجات بين الفنانات، ومن أشهر أزواجها من الوسط الفني رشدي أباظة ومحرم فؤاد، وفايز حلاوة، والمخرج فطين عبد الوهاب، والمخرج حسن عبد السلام.
ومن خارج الوسط الفني تزوجت كاريوكا أكبر أثرياء مصر في ذلك الوقت محمد سلطان باشا، والضابط الأمريكي ليفي، وطيار الملك فاروق الخاص حسين عاكف، وأحد ضباط الملك وهو البكباشي مصطفى كمال صدقي، وكذلك البكباشي طبيب حسن حسين، وكلها زيجات لم تستمر أكثر من بضعة أشهر.
رحلت تحية كاريوكا عن عالمنا في 20 سبتمبر 1999، تاركة وراءها أثرها العظيم في الفن والسينما والسياسة، فقد كانت فنانة وسياسية وإنسانة عظيمة.