أحمد سلام يكتب: ذكري غزو العراق للكويت
أحمد سلام يكتب: ذكري غزو العراق للكويت
كارثة عربية مفزعة !.. مانشيت جريدة الأهرام الأشهر وقتها صياغة معبرة موجعة للرأي العام في تغطيتها لغزو الكويت لأن العراق بلد عربي والكويت أيضاً ولكن هذا ماجري في 2 أغسطس 1990 ولاتسل بعدما عن صلاح للأحوال!.
الأمر بحسب أحاديث تلك الأيام استدراج من الولايات المتحدة الأمريكية للرئيس صدام حسين وقد فعلها وكان الأمر بمثابة أول مسمار في نعشه!.
دخل الجيش العراقي الكويت واحتلها في ساعات معلنا ضمها لتكون المحافظة رقم 19 بالتزامن مع نهب واستلاب لمقدرات دولة غنية جراء عوائد النفط.
لم يستجب الرئيس صدام حسين لنداء العقل وكان جموحه وتهوره سببا في غضب عارم ضد رئيس يبدد مقدرات بلاده سيما أن ماجري عقب عشر سنوات من الحرب مع إيران.
حديث الاستدراج الذي انتشر في تلك الأيام مفاده رسائل مسمومة من الولايات المتحدة الأمريكية بأن الكويت قد تحصلت على صواريخ يمكن أن تلحق الضرر بالعراق مع إتهام عراقي للكويت بتجاوز في الحدود والاستيلاء على النفط العراقي وقد خرج الأمر عن مظلة التدخل العربي لأن صدام حسين لم يكن يستمع لأحد وهذا من سلبياته ولو أعمل العقل ماجري ماجري.
فر أمير الكويت وبالمجمل الأسرة الحاكمة الكويتية إلي السعودية وفر أغلب الكويتين إلي الدول العربية ومنها مصر وتدخلت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تحالف دولي مدفوع الثمن لتحرير الكويت.
خرج الأمر عن السيطرة عربيا لأن سياق الأمور إطار وضعته الولايات المتحدة الأمريكية وسار كما أرادت.
تدخل الجيش المصري في تحرير الكويت مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وانتهي الأمر إلي طرد الجيش العراقي وتحرير الكويت.
وقر يقينا بعد ماجري أن صدام حسين يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة وانتهي الأمر إلي احتلال أمريكي للعراق عام 2003 لأسباب ملفقة مسماها وجود أسلحة نووية وبعدها تم إعدام صدام حسين في 30 ديسمبر 2006.
استردت الكويت عافيتها سريعًا بسبب ثراءها كدولة نفطية ولكن ماجري يدشن سلسلة من الكوارث التي نالت من الوطن العربي ليضحي حديث التمزق والوهن إلي دوام.
أن تغزو دولة عربية دولة مجاورة فقد كانت كارثة ومن بعدها رسخت الولايات المتحدة الأمريكية وجودها في المنطقة تحمي العروش في سبيل حماية مصالحها لضمان تدفق النفط مع يقين بأنها لم تخسر عندما تم غزو الكويت بل ربحت كثيرا لأنها تحصلت علي الثمن!.