محمد السعيد يكتب: هل ستكون جائحة (كورونا) أحد أسلحة الحرب العالمية الثالثة؟
وسط غيمة عالمية خلفها فيروس كورونا المستجد خيمت بظلالها السوداوية وعمت أنحاءً كثيرة من بقاع الأرض ، لتُشعر الناس بالهلع الذي وصفه العديد من الخبراء الدوليين بأنه الحدث الأعنف بعد الحرب العالمية الثانية. وتشير تصريحات المعنيين بالشأن الصحي العالمي معبرةً هذا الفيروس كارثة إنسانية خطيرة ، تودي تطوراته إلى الوفاة ، هذا الوباء العالمي الذي تحول إلى جائحة وكانت الصين أولى محطاته ، ومنها انتشر إلى جميع أنحاء العالم تقريباً.
ف
من تقدم العلم و التكنولوجيا الحديثة التي باتت متطورة أكثر من ذي قبل، إلا أن العلماء لم يعلنوا وإلى الآن عن اكتشاف اللقاح أو العلاج الفعال لمواجهة هذا الفيروس.
ولعل الإدارة الأمريكية لازالت تؤيد الرأي الداعم لفكرة أنه لاعلاج إلى الآن لفيروس كورونا المستجد، الذي هو تطوراً لفيروس أنفلونزا الخنازير H1N1، لكنني أرى أن أصحاب الرأي المؤيد لعدم امتلاك الولايات المتحدة لعلاج هذا الفيروس قد يكونوا مخطئين ، وأحبذ أن الولايات المتحدة تمتلك العلاج ولا تبوح به إلى الآن لتحقيق نوع من الخسائر النفسية و المعنوية و المادية كـ (الاقتصادية والبشرية) الفادحة في عتاد وصفوف دول وكيانات تعتبرها ألد أعدائها، ليساهم هذا الوهن العالمي الذي يسببه ذلك الفيروس إذا ما اعتبرناه سلاحاً بيولوجياً في زيادة بسط النفوذ والهيمنة الأمريكية على العالم، وإعادة رسم الخريطة العالمية مع إعادة النظر في موازين القوى العالمية، وإبقاء العالم تابع لسياسة القطب الأوحد وشرطي العالم المتمثلان في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى حساب العالم أجمع حتى ولو نال هذا الضر من حلفائها المقربين.
وحين يأتي ذكري للإدارة الأمريكية وعلاقتها بفيروس قاتل يهاجم الإنسانية ويهددها بالفناء، رغم إعلان وسائل إعلام عن إصابات بفيروس كورونا بالعديد من الولايات الأمريكية، لكن من يمعن النظر محللاً لهذا الظرف المحدق بالعالم ويرجع بالذاكرة إلى العام ٢٠١١ ويربط بين هذه الأزمة العالمية الحالية وبين سيناريو الفيلم الأمريكي (Contagion أو الوباء) الذي كان يتحدث عن وباء سببه فيروس غامض يشبه "فيروس الانفلونزا "ساد العالم وكانت بدايته من الصين أيضاً ، يجد تطابقاً كبيراً بين سيناريو الأزمة التي نعيشها الآن التي سببها فيروس كورونا المستجد و سيناريو ذلك الفيلم الذي تم إنتاجه في العام ٢٠١١م.
وكأن مؤلف هذا الفيلم كان يقصد وباء "كورونا" الحالي كما هو وبنفس السيناريو الحاصل الآن، الأمر الذي يجعلنا لا ننسى من تنبؤوا باحتمالية أن يشهد العالم نشوب حرب عالمية ثالثة، وأن هذه الحرب لن تدار بالأسلحة التقليدية، بل ستعتمد في الأساس على السلاح "البيولوجي" المعتمد على نشر الأوبئة والأمراض التي تفتك بالبشر وتسببها فيروسات وبكتيريا مصنعة، والتي لا نستبعد أن يكون فيروس كورونا المستجد هو أحد تلك الأسلحة الفتاكه أو كما يسميه المختصون Covid19، والذي تسبب وإلى الآن بإصابة نحو أكثر من ٦٠٠ ألف حالة إصابة، مخلفاً مايزيد عن ١٩ ألف حالة وفاة حول العالم مع مؤشرات تقول بأن الأعداد مرشحة للزيادة وسط ترقبٍ حذر لما يقوم به هذا الفيروس من حصدٍ لأرواح المئات من البشر يومياً في عدد من دول العالم.
المهم.. سواء ثبتت صحة رؤيتي المؤيده بأن كورونا صناعة أمريكية من عدمها أو أن الفيروس تواجد لعوامل بيئية وعادات غذائية صينية غير صحية، وأن مخرج فيلم Contagion يتمتع بحاسة سادسة خارقة وتنبؤات مستقبلية صائبة لا تخطئ، أو أن قصة الفيلم جاءت محض صدفة، فقد بات على العالم الاهتمام بالأمر واليقين بأن الأمر جد خطير وأن كورونا المستجد واقعاً وأنه خطر يجب الحد من انتشاره وردعه بكافة الأساليب الممكنة والتعامل معه بالحيطة والحذر.
وحين يأتي ذكر الصينيون وأطعمتهم ، فإن أولئك الذين لا يمكن إقناعهم بسهولة للعدول عن عاداتهم الخاطئة فيما يخص تناولهم للأطعمة الغير صحية، ومثال على ذلك تلك الرفقة الصينية التي تم توقيفها من قبل السلطات المصرية بمنطقة القاهرة الجديدة خلال اليومين الماضيين، أثناء قيامهم بإعداد حفلة شواء كمية من الثعابين لتناولها. تلك الثعابين التي قيل أنها أحد أهم الأسباب التي أدت إلى الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
وحين نتحدث عن تعامل الحكومة المصرية مع أزمة وباء كورونا المستجد، فأرى أن التدابير والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة للوقاية من الإصابة بالفيروس القاتل "جيدة" وساهمت بشكل كبير في الحد من أعداد المصابين به، ما أدى إلى عدم انتشار ذلك الڨيروس بوتيرة سريعة كما هو حادث في إيطاليا و أسبانيا مثلاً ، وعلى الرغم من أن قرار الحكومة بإيقاف رحلات السفر من وإلى مصر جاء متأخراً، فلو أنه أقر قبل هذه الفترة فمن المتوقع أنه كان سيجنبنا الكثير من المتاعب، خاصة وأن الصينيون والأجانب كانوا يترددون على الموانئ المصرية حتى يوم صدور القرار.
وعن قرار حظر التجوال فيستلزم على المواطنين التعاون مع أجهزة الدولة المعنية بالأمر بتفعيل مثل هذه القرارات تحقيقاً لمبدأ (الوقاية خيرٌ من العلاج)، مع ضرورة اتخاذ حكومتنا تدابير أكثر من المتخذة حالياً، لتفادي أي تطورات محتملة مستقبلاً، والعمل بجهد أكبر لتوفير المستلزمات الطبية بالمستشفيات والوحدات الصحية اللازمة لأغراض الوقاية.
(حمى الله الأمة من كل شر وبلاء) .