الأميرة ديانا 23 عاما علي الرحيل ولاتزال في قلوب الملايين
في مثل هذا اليوم عام 1997 تُوفِّيت أميرة القلوب الأميرة ديانا بحادث سير مأساوي فس باريس أودى بحياتها في عمر 36 عاماً.. ورغم مرور 23 عاماً على الحادث إلا أن التساؤلات ما تزال قائمة، حول كيفية وفاتها، وهل كان من الممكن إنقاذها أم لا؟
توفيت الأميرة ديانا فرانسيس سبنسر، المعروفة باسم "ليدي دي"، في حادث سير، ما أصاب العالم بحالة من الصدمة للمكانة الكبيرة في قلوب عشاقها في انحاء العالم، بسبب أعمالها الخيرية.
إستطلاع رأي: أسهم التكنولوجيا والذهب الأكثر جذبا للمستثمرين
الأمر لم ينته برحيل الحسناء البريطانية التي كانت دوما محط أنظار الشغوفين بكل جديد في عالم الموضة والأناقة والجمال، بل ظلت أميرة ويلز حاضرة في ذاكرة البريطانيين في ظل استمرار نشر تقارير حول بعض تفاصيل حياتها، أو حتى ملابسات وفاتها بعد مرور عقدين من الزمن.
وقبل هذا الحدث المأساوي، كانت ديانا دوما في بؤرة اهتمام وسائل الإعلام؛ خاصة في ظل أحداث مثل زواجها من تشارلز أمير ويلز ثم طلاقها اللاحق وقصص الغرام التي جمعتها بعدة أشخاص ومشكلاتها الشخصية، ومحاولات الانتحار المزعومة، كل ذلك إلى جانب الكاريزما التي كانت تتمتع بها، ما جعل حياتها شأنا عاما.
فنسجت "ليدي دي" أسطورة لم تدفن معها، بل ظلت تنمو وتبجل ملامح شخصيتها التي ظلت خالدة رغم مرور 23 عاما على رحيلها، لا سيما أن الأسرار والشائعات حول وفاة الأميرة وجنازتها ساهمت في بقاء ذكراها حاضرة خاصة مع استمرار ظهور معلومات جديدة حول حياتها أو ملابسات وفاتها.
قبل أن تكون أميرة، كانت ديانا ذات أصول نبيلة، إذ إنها ابنة جون سبنسر الإيرل الثامن والشريفة فرانسيس شاند كايد.
وخلال فترة الدراسة، توجهت إلى عدة مدارس؛ "سيلفيلد كينجز لين" و"ريدلز وورث هول" (في نورفولك) وكذلك "بويست هيث" في سيفينوكس بمقاطعة كينت، وفي الـ16 من عمرها، درست في ألبين فيدمانيت في مدينة روجيمونت بسويسرا،وكانت جميع هذه المراكز التعليمية مخصصة للفتيات من فئة النخبة،وتألقت الشابة النبيلة في السباحة والغوص، لكن أرادت أن تكون راقصة، لذلك تلقت دروسا في الرقص.
ولم تكن قد بلغت 17 عاما عندما انتقلت للسكن في شقة بمنطقة كنسينجتون بالعاصمة لندن، حيث كانت تعمل في مركز بيمليكو لرعاية الأطفال، وحيث ظلت حتى وقت زفافها الملكي في عام 1981.
واشتهرت الأميرة ديانا في مجال العمل الخيري، ولم تتوقف عن المشاركة في هذا الجانب الإنساني حتى وفاتها؛ إذ تعاونت مع "المدرسة الملكية للمكفوفين" و"جمعية الصم البريطانية" و"مساعدة المسنين" و"صندوق مالكولم سارجنت لسرطان الأطفال" و"شباب الصليب الأحمر البريطاني" و"الأوركسترا الوطنية للأطفال".
وتعرفت "ليدي دي" على الأمير تشارلز خلال صيف عام 1965 في قصر ساندرينجهام، وكان أمير ويلز أكبر منها بواقع 13 عاما.
وتزوج تشارلز وديانا في كاتدرائية القديس بولس بالعاصمة في 29 يوليو 1981، وكانت أول امرأة إنجليزية تتزوج من وريث للعرش البريطاني في غضون 300 سنة.
رغم أن أميرة ويلز أصبحت رمزا للمجتمع البريطاني، الذي بات يقلدها في أحدث صيحات الموضة وفنون الزينة والأناقة وأبقاها دوما في بؤرة اهتمام وسائل الإعلام، أكدت أن زواجها لم يكن مثاليا.
وقالت ديانا عن فترة الزواج كانت "واحدة من أسوأ أيام حياتي"، وهو الاعتراف الذي ظهر للتو في فيلم وثائقي صدر بعنوان"ديانا: في كلماتها الخاصة"، الذي يشمل تسجيلات مختلفة للأميرة أدلت بها في محادثة مع مدربها الخاص للخطابة، بيتر سيتيلن.
على الرغم من كل ذلك، اعترفت "ليدي دي" في تلك التسجيلات بأنها كانت ترغب بشدة أن ينفع ويجدي هذا الزواج، مشيرة أيضا إلى أنها "كانت تحب" زوجها.
وبعد عام واحد من الزواج، بالتحديد في 1982، ولدت ديانا أول طفل لها وهو الأمير وليام، المقبل في ترتيب خلافة العرش البريطاني بعد تشارلز، ثم أنجبت الطفل الثاني، الأمير هنري في 1984.
وتتباين السير الذاتية فيما إذا كانت أزمة زواج ديانا قد بدأت بعد الولادة الثانية أو بعد ذلك بسنوات، في 1986 أو عطلاتها الصيفية خلال 1987 بمدينة مايوركا الإسبانية.
وكانت الأميرة قد أقدمت في هذا العام على الانتحار، في محاولة لم تكن الوحيدة، حسبما كشفت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية في وقت لاحق خلال 1992.
وفي 1989، عندما كان ثمة مصالحة بين الزوجين، تسبب نشر بعض الصور لديانا مع صديق حميم في تباعد جديد بين الطرفين،وخلال 1992، تم الإعلان عن الانفصال "الودي" بين الزوجين.
وكانت العلاقة بين تشارلز وكاميلا باركر بولز أو خيانة ديانا مع جيمس هيويت، من بين الأسباب العديدة لنهاية الزيجة التي رغم كل شيء، لا تزال تنطوي على العديد من الأسرار.
وعندما اعترفت الأميرة بهذه الخيانة في مقابلة مع شبكة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، حيث عبرت عن شكوكها بشأن قدرة الأمير على إدارة مهام التاج البريطاني في المستقبل، نصحتهم الملكة إليزابيث الثانية بالطلاق.
وجرى الطلاق بالفعل في عام 1996 وبموجبه حصلت ديانا على تعويض مالي وخسرت المعاملة الملكية، لكنها تمكنت من الاحتفاظ بالمعاملة كأميرة ويلز، وواصلت الإقامة في قصر كنسينجتون بلندن وتمتعت بحرية رؤية أطفالها وليام وهنري في أي وقت.
ولم تضع نهاية الزيجة حدا لشعبية "ليدي دي"، حيث استمرت الصحافة تلاحقها في جميع خطواتها، وبعد عام من طلاقها، بالتحديد في 1997، تسربت تقارير حول علاقتها مع رجل الأعمال دودي الفايد.
وبعد فترة وجيزة من تسرب هذه التقارير، توفيت ديانا في باريس في 31 أغسطس1997 بعد أن تعرضت لحادث سير في نفق ساحة ألما.
وتوفي دودي بجانبها، وهو نفس مصير السائق هنري بول، في حين كان الناجي الوحيد، هو الحارس الشخصي للأميرة، تريفور ريس جونز، الذي عانى من فقدان للذاكرة بشكل جزئي، وتعافى منه لاحقا.
ولم يوارِ توالي الأيام ذكرى ديانا بعد رحيلها، إذ لا تزال الشائعات والأسرار المحيطة بوفاتها تشق طريقها بإيجاد حالة من الإثارة.
وفي مايو من نفس العام، صدر كتاب بعنوان "من قتل ليدي دي؟" للكتاب الفرنسيين، جان ميشيل كراديتشه وباسكال روستين وبرونو مورون.
ومن بين تفاصيل كثيرة، يكشف الكتاب تفاصيل عن السيارة التي كانت ديانا على متنها خلال الحادث، وهي مملوكة لفندق ريتز، حيث كانت تقيم الأميرة في باريس،وكانت السيارة قد عانت بالفعل من حادث آخر قبل أشهر.
ولم يكن هذا الحادث الوحيد الذي تعرضت له السيارة، حسبما كشف المالك الأصلي للمركبة طراز "مرسيدس اس 280" لمؤلفي الكتاب، موضحا أنه منذ أكثر من عامين، بالتحديد في يناير 1995 سرقت السيارة وشهدت حادثا آخر،وصفت التأمينات السيارة بأنها "كارثية"، لكن بعد ذلك بوقت قصير تم صدور تصريح بإصلاحها وبيعها.
وهي معلومة تدعم ما قاله كريم كازي، السائق السابق بالفندق، في فيلم وثائقي: "كنا نخشى استخدامها بأي سرعة، قلت لرئيسي علينا أن نبيعها"، وكان هذا رأيه الذي نقله لمديره قبل أشهر من وقوع الحادث.
ويدعم كتاب آخر صدر بعنوان "ديانا. موسيقى قداس الموتى من أجل كذبة"، للصحفية الإسبانية، كونتشا كايخا، نظرية أن الأمير وليام كان يعلم أن جثمان ديانا تم حرقه ودفنه مع عائلة سبنسر في كنيسة القديسة مريم العذراء وأن النعش كان فارغا أُثناء تشييع الجنازة بدلا من دفنها في منطقة الثورب.
وقالت كايخا إن نجلي "ليدي دي"، وليام وهاري، فضلا عن زوجة الأول، كيت ميدلنتون، يعرفون الحقيقة و"الدليل القاطع على ذلك أنهم زارا كنيسة القديسة مريم العذراء قبل يوم واحد من زفافهما".
وذهبت الكاتبة إلى ما هو أبعد من ذلك، عندما ذكرت كلمات نسبتها لديانا، تقول فيها لمحمد الفايد، والد دودي، "إذا حدث لي شيء لا يكن لديك أدنى شك في أن من يقف وراءه هو دوق ادنبره"
وفي مارس الماضي اتخذ القضاء الفرنسي قراراً غريباً بالاحتفاظ بالملف الذي يحوي الأدلة التي جمعتها الشرطة الفرنسية حول الحادث، ومنع الاطِّلاع عليه حتى عام 2082!
وصرحت السلطات بالاحتفاظ بالوثائق في قبو تحت حراسة مسلحة وهي تلجأ للمادة "الـ 213-2" من "قانون التراث" لحظر الوصول للملف.