جريدة الديار
الجمعة 15 نوفمبر 2024 01:32 صـ 13 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ذكرى النكسة من كتاب ”صفحات من مذكرات نجيب محفوظ ”

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

كان يوم تنحي عبد الناصر عن الحكم من الأيام التي لا أنساها في حياتي. كنت أجلس في مقهى ريش عندما أعلن عبد الناصر في بيانه الشهير التنحي عن الحكم. لقد كنت قبل البيان بلحظات أنتظر أملًا ولو كاذبًا، ينقذني من الحالة التي كنت أعيش فيها، وكان عبد الناصر هو رمز الأمل في حياة جيلنا، وهو الزعيم الذي تعودنا أن نحصل منه على الأمل.

ولما أذيع البيان تأكدت أننا وصلنا إلى القاع، ومع ذلك ثرت على فكرة التنحي ورفضتها.. وكنت مثل المصريين أشبه بمن أعطى توكيلًا لمحام كي يترافع عنه في قضية مصيرية، ومع التوكيل أعطاه كل أوراق القضية، وقبل وأقر بحرية المحامي في التصرف حسبما يرى.. وفي لحظة خاطفة خسر المحامي القضية وأعلن تخليه عن الاستمرار فيها.. وهنا لا يكون أمام صاحب القضية سوى خيار واحد وهو أن يتمسك بمحاميه مهما كانت الظروف، لأنه لا يعرف شيئًا عن تفاصيلها وأوراقها وملفها كله، ويطلب من محاميه الاستئناف والاستمرار معه. ولذلك خرجت جموع الشعب تعلن رفضها لفكرة تنحي عبد الناصر عن السلطة، وتمسكت به، لأنه كان المحامي الذي يملك كل أوراق القضية.

من كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" لرجاء النقاش

واقرأ. . كيف تترك بصمة فى الحياة؟