جريدة الديار
الأربعاء 25 سبتمبر 2024 09:25 صـ 22 ربيع أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

”ملاك الرحمه ” الملقب بطبيب الغلابه... أتخذ الطب رساله وليس طريق للتجارة ورفض الدعم والمساعدة

محرر الجريدة مع الدكتور محمد مشالى طبيب الغلابه
محرر الجريدة مع الدكتور محمد مشالى طبيب الغلابه

ولد الدكتور محمد عبدالغفار مشالى بقرية ظهر التمساح التابعة لمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، وسط أسرة متوسطة الحال، والده رجلا مثقف، كان يعمل بمهنة التدريس بمدينة طنطا، وتخرج " مشالى" من كلية طب القصر العيني عام 1967، وعمل طبيبا في عدد من الوحدات الريفية داخل محافظة الغربية، وتزوج من طبيبة كيميائية وله 3 أبناء "عمرو، وهيثم"، مهندسين، ووليد حاصل على بكالوريوس تجارة وموظف بإحدى الشركات العمرانية.

تدرج "مشالى " في المناصب داخل مستشفيات محافظة الغربية، فشغل منصب مدير مستشفى الأمراض المتوطنة ثم مديرا لمركز طبي "سعيد" بطنطا حتى خروجه على المعاش عام 2004، ولديه من العيادات ثلاثة واحده بمدينة طنطا، بجوار مسجد السيد البدوي، والثانية بقرية محلة روح والثالثة بقرية شبشير الحصة التابعين لمركز طنطا.

وعمل "مشالى " منذ تخرجه من كلية طب القصر العيني في عام 1967 على تنفيذ وصية والده الذى أوصاه بها عقب أداء قسم الأطباء (راعي الغلابة في عملك) كان أول ثمن تذكرة كشف له في بداية عمله كطبيب 10 قروش وحتى الآن لم يتخطى ثمنها الـ10 جنيهات" رافضا الثراء أو تحقيق أي أرباح من وراء مهنته، مسخرا وقته وجهده لإزاحة الألم عن المرضى، مضيفاً أنه لايطلب من مريض مبلغ الكشف، اللي معه أكيد هيدفع والغلبان كفايا عليه ثمن الأدوية ، قائلا اللي يهمنى راحة المرضى من الألم ورسالة الطب مهنه إنسانيه و ليست لتحقيق الثراء".

وقال الدكتور مشالى ان هناك موقف حطم حياته وهو أنه كان هناك طفل يبلغ من العمر 10 سنوات قال لوالدته ياماما عاوز حقنة الأنسولين بتاعة السكر عشان تعبان اوي قالتله يابني لو جبت الحقنه اخواتك مش هيتعشوا يادوب الفلوس اللي هنا على قد الطعمية والعيش بتوع العشا فتوجه الطفل إلى سطح المنزل وقام بإشعال النار بجسده وهو يلفظ انفاسه الأخيره قال لوالدته ياماما انا عملت كدا عشان أوفر لاخواتي ثمن الأنسولين اللى بخده ولما عرفت جريت عليه لما لاقيته بيتحرق جبت بطانية وحضنته و مات وهو في حضني والموقف دا حطم حياتي واقسمت اني اتفرغ للفقراء لافتاً إلى أنه يعمل في اليوم أكثر من 12 ساعة، حيث إن يومه يبدأ من الواحدة ظهرا في عيادة طنطا حتى التاسعة مساء، ثم يستقل القطار متوجها لعيادته بقرية محلة روح، ثم عيادته بقرية شبشير الحصة، التابعين لمركز طنطا، وينتهى يومه في الواحدة صباحا.

وأشار "مشالي" لسر امتلاكه عيادتين داخل قرى ريفية تبعد عن مدينة طنطا أكثر من 15 كيلومترا وحرصه على الذهاب إليهما يوميا رغم تقدمه في السن، وعدم امتلاكه وسيلة مواصلات تساعده على الانتقال، "فتحت عيادتين في قريتى محلة روح وشبشير الحصة بناء على رغبة المواطنين الغلابة بهذه القرى غير القادرين على الذهاب إلى مدينة طنطا".

وأوضح أن ثمن تذكرة الكشف في عيادة طنطا 10 جنيهات ونفس الأمر في قرية محلة روح، و شبشير الحصة 5 جنيهات، لأن بها فقراء ومحدودي الدخل أكثر، مشيرا إلى أنه أحيانا يوفر العلاج لبعض المرضي غير القادرين على شراءه ويوزع الحلوى على الأطفال.

عندما تشاهد" طبيب الغلابه " تجد ان الزمن وضع بصماته على ملامح وجهه كما وضعها من قبلُ على جدران عيادته المجاورة لمسجد السيد البدوي بمدينة طنطا.

وتعد عيادة الدكتور محمد مشالى شاهده على تاريخه الطبى من العطاء الإنساني لطبيب اختار أن يكون دائماً يد العون التي تنقذ البسطاء والفقراء وتزيل اوجاعهم من ألم المرض حيث يتردد على هذه العيادة الآلاف من المرضى بكافة محافظات مصر.

و كان طبيب الغلابه " الدكتور محمد مشالى" فى اختبار جديد وصعب اذيع ببرنامج قلبي اطمأن على أحد القنوات الأماراتيه وكان الاختيار صعب أمام اي احد ولكن كان الاختبار لطبيب الغلابه اما الاستمرار كما اعتاده البسطاء والفقراء في عطائه اللا محدود او الثراء والعمل خارج عياداته إلا أنه وكعادته اختار أن يظل طبيبا للغلابة الذي يعطى دون انتظار مقابل او رد جميل او شكر.

تأتى بداية الحكاية عندما اقدم شاب إماراتى يدعى "غيث" والذي لا يعرف الكثيرون ملامح وجهه وتوجه الشاب إلى عيادة طبيب الغلابه إلى موقع عيادته بطنطا وذلك لتصوير حلقة جديدة من برنامج "قلبي اطمأن"، والذي يهدف لتقديم الدعم والمساعدة للمحتاجين في مختلف شتي دول العالم. وتوجه الشاب الإماراتي "غيث"خلال البرنامج بتقديم عدة اسئله للدكتور محمد مشالي، لماذا حددت تكاليف الكشف في عيادتك بـ 10 جنيهات فقط فأجابه "أنا بعتبر عملي من باب زكاة، ونوع من أنواع التقرب إلى الله، وفرصة لمساعدة الفقراء والمحتاجين تنفيذاً لوصية والدي".

و أكد طبيب الغلابه خلال البرنامج أن نشأته كانت بسيطه، موضحًا "أنه لا يريد سيارة طولها 10 أمتار وبدلة ثمنها مليون و10 آلاف جنيه وأن أي حاجة تكفيه قائلا سندويتش فول وطعمية بيكفيني ، وتسببت الكلمات الأخيرة في بكاء الشاب الإماراتي تأثرًا بعبارات الطبيب الإنسان ، وتقديرًا لكرمه وحبه للبسطاء والفقراء.

وقام "غيث" في نهاية الحلقة بتقديم مساعدة ماليه على الدكتور محمد مشالي إلا أنه رفض اي مساعدات وقال له انا ممكن اعمل عيادة تانيه بس انا سعيد بهذه العياده لأنها بمنطقة شعبيه وفيها ناس غلابه وانا بخدم الغلابه وقال الشاب الإماراتى طيب اساعدك ازاي أننا نقدر نساعد الفقراء فاجابه طبيب الغلابه إتبرع بيهم لجمعية خيريه او مؤسسة الملاجئ بشارع سعيد بطنطا واكتفى بقبول سماعة طبيه بسيطه كهديه.

وتعمد القائمون على البرنامج إخفاء شخصية غيث، والتركيز على عمل الخير الذي يقوم به، ويقوم كل موسم بتغيير ملابسه بحيث لا يمكن لأحد التعرف على شخصيته.

الدكتور محمد مشالى

الشاب الإماراتى غيث خلال لقائه بالدكتور محمد مشالى طبيب الغلابه

إقرأ أيضاً جولات مفاجئة بمركز المحلة لمتابعة قرار غلق المحلات تسفر عن غلق وتشميع عدد من المحلات