جريدة الديار
الأحد 6 أكتوبر 2024 05:42 صـ 3 ربيع آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

صلاة الجمعة في رمضان زمان

أرشيفية
أرشيفية

كان الخليفة الفاطمي يصلي أيام الجمعة الثلاث الثانية والثالثة والرابعة من رمضان في مساجد الحاكم والأزهر، ويختتمها بجامع عمرو بن العاص بالفسطاط. وكانت مواكب الخليفة إلى المساجد تُحاط بأنواع العظمة، فكان تُصرف كمية من أجود أنواع البخور وماء الورد والعود من خزانة "التوابل" والذي يتم استخدامه في موكب الخليفة.

أما المسجد فكان يتم تعطيره وفرشه بالحرير الديبقي (بلدة قرب دمياط)، ويعلق على المحراب ستران مرقوم فيهما بالحرير الأحمر بعض قصار السور – على الستر الأيمن الفاتحة وسورة الجمعة، وعلى الأيسر سورة الفاتحة وسورة المنافقين بخط واضح.

يصعد قاضي القضاة قبل الصلاة وفي يده مبخرة مصنوعه من الفضه مطعمه بالذهب ويبخر المنبر خاصة الجزء الأعلى الواقع تحت قبته، الذي يجلس عليه الخليفه قبل أن يلقي خطبة الجمعه.

ويحضر الخليفة مرتديًا ملابس بيضاء غير مذهبة توقيرًا للصلاة وسط عدد من حراس القصر حتى دخوله قاعة الخطابة، وإذا أذُن للجمعة دخل الخليفه ليلقي خطبة قصيرة كانت تُكتب في ديوان الإنشاء، ثم يصلي كامام ومن وراءه قاضي القضاه والوزير والأمراء وسائر جموع الشعب.

فإذا انتهت الصلاة خرج الناس وعاد الخليفة إلى القصر والوزير وراءه بين عزف الموسيقى وترحيب الجماهير. ثم يذاع على الناس بيان يعرف باسم "سجل البشارة" يروي ما جرى في هذا اليوم. وفي الجمعة الرابعة من شهر رمضان يذهب الخليفة إلى الجامع العتيق (جامع عمرو بن العاص)، وتزين القاهرة من الجامع الطولوني إلى جامع عمرو تحت اشراف والي القاهرة ووالي الفسطاط، فيركب الخليفة من القصر سائرًا في الشارع الأعظم حتى يصل إلى الجامع العتيق، ويؤدي صلاة الجمعة طبقا للمراسيم التي اتبعت في جامع الحاكم.

فإذا قضيت الصلاة عاد إلى قصره في موكب مهيب تُوزع فيه الدنانير على الجماهير.

واقرأ. . الفن الشعبي بالخارجة وفنون البادية في الفرافرة بثقافة الوادي الجديد