جريدة الديار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 06:36 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محلل عسكري عراقي لـ«الديار»: الانسحاب الأمريكي من العراق كاذب

القوات الأمريكية في العراق
القوات الأمريكية في العراق

تصاعدت الأقاويل خلال الفترة الماضية بشأن انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان، لدرجة أن المحليين توقعوا أن يزداد الوضع سوءًا ولعل ما يحدث حاليًا في أفغانستان (تقدم حركة طالبان نحو العاصمة كابول وسيطرتها على كثير من الولايات داخل البلاد) خير دليل على ذلك.

 

وفق الرؤية الأمريكية التي يتبناها المسئولون الأمريكيون منها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، فإن النظام الأمريكي السابق والحالي دائمًا ما يؤكد أن الانسحاب الأمريكي من العراق أمر واقع؛ ولكن الدعم العسكري والاستراتيجي قائم بين البلدين لمواجهة تنظيم داعش.

 

بينما الرؤية العراقية دائمًا ما تؤكد خروج أمريكا وحلفائها من العراق، وأن القوات العراقية تعمل على خروج القوات الأمريكية وحلفائها من العراق بسلام، وأن هناك تنسيقًا مستمرًا بين البلدين على المستوى الأمني والاستخباراتي والعسكري.

 

وفي خضم تصاعد الأحداث في المنطقة، يرى المحللون العسكريون والسياسيون أنه لن يتم انسحاب القوات الأمريكية بشكل كامل؛ نظرًا لخطورة التداعيات العسكرية والأمنية على المنطقة بالكامل لا سيما إسرائيل الحليف الأكبر بالنسبة لأمريكا.

 

ومن المهم في هذا الصدد التواصل مع رجل عسكري عراقي تعامل مع القوات الأمريكية بشكل مباشر عسكريًا وسياسيًا، لمعرفة حقيقة الانسحاب الأمريكي من العراق وأفغانستان، وهو اللواء الدكتور محمد عاصم شنشل، الخبير العسكري والمحلل السياسي والاستراتيجي العراقي، والضابط السابق برئاسة الجمهورية العراقية ومدير المكتب الخاص للرئيس العراقي السابق صدام حسين.

 

اللواء السابق بالجيش الوطني العراقي قال، في تصريحات خاصة لـ«الديار»، إنَّ الانسحاب الأمريكي من العراق ليس بمحض الصدفة أو وليد اللحظة، حيث إننا سمعنا منذ سنوات عن هذا الأمر، ولا يوجد أي تحرك حقيقي حتى الآن من قبل قوات الولايات المتحدة الأمريكية أو القوات المتحالفة معها، مؤكدًا أنه في حال تمَّ الانسحاب فلن يتم على مستوى جميع القوات أو بالأحرى مجموعات عسكرية كبيرة موجودة على جميع الأصعدة داخل الأراضي العراقية، مشددًا على أمريكا لا تريد أن تترك قواعدها العسكرية في العراق التي سيطرت عليها والتي بنتها بمعرفتها ضمن القواعد العراقية للجيش العراقي السابق.

 

وعن الوضع في أفغانستان، قال مدير المكتب الخاص للرئيس العراقي صدام حسين، إنَّ الوضع مغاير تمامًا لما هو عليه في العراق؛ لأن نقطة السيطرة والانطلاق من قبل القوات الأمريكية أو حلفائها تأتي من العراق ولا تزال تنطلق منه ليس فقط على مستوى المنطقة المحيطة به؛ ولكن تصل إلى أبعد نقطة للشمال والجنوب الأفريقي وكذلك شرق آسيا.

 

الخبير العسكري والمحلل السياسي والاستراتيجي العراقي قال إن النظام الأمريكي السابق والحالي وكذلك صُناع القرار في الاتحاد السوفيتي يدركون أنهم ذاقوا الفشل الذريع في أفغانستان ولم يعد باستطاعتهم أن يسيطروا على تلك المناطق إلا بالمفهوم الإرهابي، حيث إن هناك اتفاقًا مبطنًا يُجرى منذ سنوات ماضية بين الاستخبارات الأمريكية والحركات الإرهابية مثل: طالبان والقاعدة وداعش داخل الأراضي الأفغانية التي تهيمن على أفغانستان والدول المحاذية لها؛ ما يؤكد أن الوضع الأمريكي في كابول واضح للغاية، فهو متفق عليه من أجل اختلاق بلبلة أكبر مما كانت عليه من قبل.

 

وتوقع اللواء الدكتور/ محمد عاصم شنشل أن يكون هناك تحرك جديد للقوات الأمريكية في المنطقة بأكملها ليس فقط الوطن العربي؛ لذلك يرى أن الانسحاب الأمريكي من العراق انسحاب كاذب، فهناك غزل متبادل واضح للجميع بين أمريكا وإيران، وليس هناك أي صراع أو تنافس كما يرى البعض، وفق ما يرى.  

اقرأ أيضًا:

محلل لبناني لـ«الديار»: رفع الدعم عن المحروقات قرار عشوائي

محلل عراقي لـ«الديار»: أمريكا تدعم طالبان لمواجهة إيران

إسرائيل تسبب أزمة بالاتحاد الأفريقي.. وخبير أمني يكشف لـ«الديار» مخططات تل أبيب 

محلل لبناني لـ«الديار»: تأجيل التحقيق في انفجار مرفأ بيروت عرقلة للعدالة