ماذا بعد خروج المنتخب الأولمبي؟.. مدرب تويوتا الياباني لـ«الديار»: هذه اقتراحاتي لتطوير الكرة المصرية
ودَّع منتخب مصر الأولمبي بطولة أولمبياد طوكيو 2020 أمام المنتخب البرازيلي بهدف واحد، وكُثر الحديث خلال الفترة الماضية عن أسباب خروج المنتخب وإلقاء اللوم على اللاعبين والمدير الفني بقيادة الكابتن شوقي غريب، وبدأ الحديث - الذي يبدو أنه لن ينتهي أبدًا ما دامت العقلية واحدة ولن تتغير- عن تغيير نظام إدارة كرة القدم المصرية فنيًا وإداريًا.
وما شجّع هذه النظرة الإعلاميين المصريين الذي مارسوا دورهم على أكمل وجه في نقد المنتخب والمدير الفني واتحاد الكرة المصري وخروجه أمام منتخب البرازيل المدجج بالنجوم الذين يلعبون في كبار أندية أوروبا؛ ناسيًا أو متناسيًا الاقتراحات اللازمة لتطوير أداء الكرة المصرية منذ المنتخبات الشابة مرورًا بالأندية وانتهاءً بالمنتخب الأول المصري.
مدرب تويوتا الياباني لـ«الديار»: المنتخب الأولمبي قادر على حصد ميدالية في أولمبياد طوكيو
خروج مصر من أولمبياد طوكيو لم يكن الأول ولن يكون الأخير ولكن من المهم الاستفادة من الأخطاء، هكذا يرى المحللون الرياضيون بعد مباراة البرازيل الذين أكدوا أن المنتخب الأولمبي تعرض لضغوط شديدة قبل الذهاب إلى طوكيو من قبل الجماهير المصرية والإعلام.
وفي هذا الصدد، تحدث الكابتن محمد راضي، مدرب الفريق الأول لنادي تويوتا AFC الياباني، عن خروج المنتخب الأولمبي قائلًا: "ليس من السهل العمل تحت كل الضغوط التي كانت تصاحب هؤلاء اللاعبين، فقبل الذهاب إلى البطولة بدأ الجلد والانتقاد في انتقاء اللاعبين؛ ما عرّض اللاعبين إلى الضغط الشديد خوفًا من الجماهير الساخطة عليهم قبل بدء أي شيء".
وأوضح أول مدرب كرة قدم مصري معتمد من الاتحاد الياباني لكرة القدم، في تصريح لـ«الديار»، أن اللاعبين خوفًا من الخطأ لم يستطيعوا تنفيذ المهام المطلوبة منهم بدقة بسبب سلخ الجماهير والصحافة والإعلام، فالحالة النفسية تؤثر في الحالة البدنية بنسبة كبيرة جدًا؛ حتى إن مدرب المنتخب نفسه تعرض لضغط نفسي رهيب، مشددًا على أن الجهاز الفني الحالي لمنتخب مصر الأولمبي هو مَن حقق بطولة إفريقيا تحت 23 سنة وحينها كانت الجماهير تشكر وتمدح اللاعبين.
مدرب إسباني لـ«الديار»: منتخب مصر الأولمبي قادر على التأهل.. ومعجب بحجازي ورمضان صبحي
وبشأن الحلول المقترحة رأى لاعب نادي الداخلية السابق أنه في حال رفع مستوى اللاعبين ذهنيًا ونفسيًا وبدنيًا سيرتفع مستوى المدربين واللاعبين على السواء، وعند ذلك نستطيع بالفعل أن نحلم بتحقيق إنجازات وميداليات وليس التمثيل المشرف والسقف المحدود الذي نتحدث عنه في كل بطولة عالمية، مؤكدًا فكرة الاحتراف الحقيقي للمنظومة ككل القائم على وضع نظام محدد لتقديم ما يليق بسمعة مصر.
كما رأى أن يجب فتح باب مجال الاحتراف المبكر، مؤكدًا أن منتخب اليابان أكثر المنتخبات الذين يملكون محترفين في دوريات كبرى: ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا من سن مبكرة، مضيفًا أن الاتحاد الياباني يُوفر المناخ الملائم للاعبين والمدربين.
وألقى باللوم على دور الصحافة والإعلام، فدورها بات قاصرًا على مجرد المدح لمدرب معين صاحب إنجاز كبير وفي اليوم التالي يصب الغضب عليه لمجرد الركوب مع الموجة، مؤكدًا أن التعصب الرياضي الحقيقي في البلد أصبح في أكثر الأوقات العصا السحرية التي ترفع مدربًا للسماء، وتنزل مدربًا آخر سابع أرض لمجرد خسارة لقاء وليس موسمًا، وفق تعبيره.
ومن الاقتراحات التي رآها مدرب الفريق الأول لنادي تويوتا AFC الياباني ترك المدربين المصريين يعملون في صمت دون الضغط الشديد عليهم مثلما يحدث في الدوري المصري، حيث تفسخ الأندية المصرية عقود المدربين في بعض الأحيان في بداية الموسم بعد مباراة أو اثنتين لسوء النتائج، ضاربًا مثالًا بمدرب نادي مانشستر سيتي الإسباني بيب جوارديولا الذي لم يحصل على الدوري الإنجليزي مع ناديه في أول موسمه.
وعن ظاهرة التعصب الكروي في مصر إعلاميًا وجماهيريًا، يوضح الحاصل على دبلومة التكوين لمدرب كرة قدم من إسبانيا أنه في اليابان أو كما يُطلق عليه كوكب اليابان عندما تحضر مباراة ولم تستطع حجز تذكرة لمشاهدة فريقك لنفاد التذاكر من مقصورة فريقك تستطيع بكل سهولة أن تحجز تذكرة والجلوس في مقاعد جماهير الفريق المنافس وتشجيع فريقك دون عتاب عليك لأن لك الحرية في ذلك.