جريدة الديار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 03:02 مـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ماذا تريد إيران من الأردن؟.. ومحلل سياسي يكشف دور مصر

لأول مرة يعلن الأردن استهدافه بطائرات مسيرة تحمل تواقيع إيرانية، ففي تصريحات قوية أعلن الملك عبد الله الثاني، العاهل الأردني، أن بلاده سبق أن تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة إيرانية الصنع، وأن هناك مباعث قلق عديدة متعلقة بأنشطة إيران في المنطقة.

 

العاهل الأردني أكد، خلال مقابلة مع شبكة CNN، أنَّ ما يُطلق على إسرائيل من سوريا ولبنان ولا يصيبها يسقط أحيانًا في الأردن، وأن حوادث إطلاق النار على حدود بلاده تزايدت تقريبًا إلى الدرجة التي كان الأردن عليه خلال ذروة القتال مع داعش، مضيفًا أن الأردن هُوجم بطائرات مسيرة تبين أنها تحمل تواقيع إيرانية وتعاملنا معها.

 

الأردن وإيران على خلاف عميق حيال معظم قضايا المنطقة وأزماتها المفتوحة، منها: القضية الفلسطينية وأزمة اليمن وأزمات لبنان والوضع الراهن في العراق، وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، ومنذ سقوط نظام الشاه محمد رضا بهلوي في إيران عام 1979 ووصول الثورة إلى الحكم، مرت العلاقات الأردنية الإيرانية بمحطات عديدة بين عدم الاستقرار والتوتر والقطيعة، وظلت العلاقة بينهما خلال السنوات الماضية تتصف بالصيغة الدبلوماسية البحتة ولا تنتقل إلى مرحلة العلاقات الثنائية المشتركة.

وبعد هذه التصريحات المهمة من الضروري الإجابة عن تساؤلات عدة منها: ما دلالات هذا التصريح الخطير؟ وهل يأتي بعد عودة العلاقات الأمريكية الأردنية بشكل قوي؟ ولماذا صرّح العاهل الأردني بهذه التصريحات في هذا الوقت؟ وما هي مصالح إيران من ضرب الأردن؟

 

وفي هذا الشأن يقول الدكتور حسن الموني، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، إنَّ الأردن من الدول التي طالما عبّر عن قلقه من التمدد والتوسع الإيراني، وعلى الرغم من أن إيران ليست جارة للأردن من الناحية الجغرافية؛ ولكن جارتها من ناحية النفوذ الإيراني الذي ازداد في عشر سنوت الماضية، وبات واضحًا في سوريا ولبنان والعراق واليمن.

 

أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، في تصريح خاص لـ«الديار»، أوضح أن الجميع يعلم بمدى التموضع الإيراني في سوريا خاصة الجنوب السوري المحاذي للأردن، لذلك سوريا تُعدُّ قضية أمن وطني واستراتيجي وقومي بالنسبة للعرب عامة والأردن خاصة؛ وبما أن إيران لها مشروعها وتمددها وتوسعها يعد الأردن واحدة من الدول التي تسعى ظهران إلى أن يكون لها نفوذ في هذا الأمر؛ لذلك عمل الأردن خلال السنوات الماضية مع حلفائه من دول الخليج العربي لإبعاد مليشيات إيران عن الأمن القومي الأردني.

 

وعن تصريحات الملك عبد الله الثاني، خلال مقابلة مع شبكة CNN، قال: "هذه التصريحات طبيعية وهذا التصريح سبقه تصريحات أخرى من مسئولين أردنيين؛ وهذا تأكيد واضح أن إيران تهدد المنطقة العربية، وترى عمّان أن الوجود الإيراني في سوريا والعراق واليمن ولبنان تهديد مباشر للأمن القومي العربي لا سيما الأردني.

 

وأضاف الدكتور حسن الموني أن الجميع يعلم أن هناك مباحثات جرت بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية حول البرنامج النووي الإيراني والسلوك الإيراني في المنطقة ونشاطاتها المتعددة، وخلال اجتماع الملك عبد الله مع الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدثا عن القضايا التي تهم المنطقة سواء كانت القضية الفلسطينية والشئون العراقية والقضايا السورية، مؤكدًا أن مصر والأردن يسعيان إلى إخراج العراق من أزماته الراهنة خاصة الاستقطاب الإقليمي؛ فالكل يعلم النفوذ الإيراني في العراق.

 

 وعن دلالات توقيت هذا التصريح الخطير، قال: "يتوافق وتوقيت الزيارة الأردنية إلى أمريكا، فمن الطبيعي الحديث عن هذه الأمور، ويفترض أن الولايات المتحدة الأمريكية والمجموعة الدولية في مباحثات فيينا أن يتم بحث برنامج المفاعل النووي الإيراني والتمدد والسلوك الإيراني في دول الجوار".

 

الدكتور حسن الموني، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، أشار إلى العلاقة بين إيران والأردن اختلفت منذ عام 1979 ففي فترات كثيرة اتسمت بالجمود، والجميع يعلم أن عمان لديها سياق استراتيجي مع دول الخليج العربي، وأن طهران تُشكّل تهديدًا واضحًا لمنطقة الخليج؛ لذلك في أكثر من مناسبة يصرح المسئولون الأردنيون بمدى قلقهم من التمدد الإيراني وإدانته، مؤكدًا أنَّ أوّل من تنبَّه للتمدد الإيراني ومسألة الهلال الشيعي الإيراني هو الملك عبد الله الثاني.