جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 10:01 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ذكرى وفاة السلطان محمد الفاتح صاحب نبوءة الرسول عليه الصلاة و السلام

" لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْاَمِيرُ اَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ " .. تمر اليوم  ذكرى وفاة السلطان محمد الفاتح صاحب نبوءة الرسول عليه الصلاة و السلام ..
٢٠ أبريل ١٤٢٩ - ٣ مايو ١٤٨١ ( ٥٣ عاما )

▪️السلطان الغازي محمد الثاني الفاتح سابع سلاطين الدولة العثمانية ، يُلقب إلى جانب الفاتح بأبي الفتوح و أبو الخيرات و صاحب النبوءة ، وبعد فتح القسطنطينية أضيف لقب "قيصر" إلى ألقابه و حكم ما يقرب من ثلاثين عامًا عرفت توسعًا كبيرًا للخلافة الإسلامية ..

▪️يُعرف هذا السلطان بأنه هو من قضى نهائيًا على الإمبراطورية البيزنطية بعد أن استمرّت أحد عشر قرنًا ونيفًا ..

▪️استيقظ أهل مدينة القسطنطينية  صباح يوم ٢٢ أبريل و فوجئوا بالسفن العثمانية و هي تسيطر على ذلك المعبر المائي ، ولم يعد هناك حاجز مائي بين المدافعين عن القسطنطينية و بين الجنود العثمانيين ، و لقد عبّر أحد المؤرخين البيزنطيين عن عجبهم من هذا العمل فقال : « ما رأينا ولا سمعنا من قبل بمثل هذا الشيء الخارق، محمد الفاتح يحول الأرض إلى بحار و تعبر سفنه فوق قمم الجبال بدلاً من الأمواج ، لقد فاق محمد الثاني بهذا العمل الأسكندر الأكبر » ..
بعد فتح القسطنطينية إتجه السلطان محمد الفاتح لفتح بلاد المورة و الصرب و اليونان ..

▪️في سنة ١٤٦٢ حارب السلطان بلاد البوسنة 
لامتناع أميرها "استيفان توماسفيتش" عن دفع الخراج  ، و أسره بعد معركة هو و ولده ، فدانت له جميع بلاد البشناق ، و أرسل فرمانا إلى الفرنسيسكان من سكان تلك البلاد يُطمئنهم بعدم تعرّض أي منهم للاضطهاد بسبب معتقداتهم الدينية ، فقال 
بسم الله الرحمن الرحيم 
أنا السلطان محمد خان الفاتح
أعلن للعالم أجمع أن أهل البوسنة الفرنسيسكان قد مُنحوا بموجب هذا الفرمان السلطاني حماية جلالتي ،ونحن نأمر بأن 
▪️لا يتعرض أحد لهؤلاء الناس ولا لكنائسهم وصلبهم ! وبأنهم سيعيشون بسلام في دولتي ، و بأن أولئك الذين هجروا ديارهم منهم ، سيحظون بالأمان والحرية ..

▪️وسيُسمح لهم بالعودة إلى أديرتهم الواقعة ضمن حدود دولتنا العليّة ..

▪️لا أحد من دولتنا سواء كان نبيلاً ، وزيرا ، رجل دين ، أو من خدمنا سيتعرض لهم في شرفهم وفي أنفسهم ! لا أحد سوف يهدد ، أو يتعرض لهؤلاء الناس في أنفسهم، ممتلكاتهم ، وكنائسهم ! وسيحظى كل ما أحضروه معهم من متاع من بلادهم بنفس الحماية .

 وبإعلان هذا الفرمان ، أقسم بالله العظيم
الذي خلق الأرض في ستة أيام ورفع السماء بلا عمد ، و بسيدنا محمد عبده ورسوله ، وجميع الأنبياء و الصالحين أجمعين ، بأنه لن نسمح بأن يُخالف أي من أفراد رعيتنا أمر هذا الفرمان !" ..

كان السلطان محباً للعلم و العلماء ، لذلك اهتم ببناء المدارس و المعاهد في جميع أرجاء دولته ، و فاق أجداده في هذا المضمار ، و بذل جهوداً كبيرة في نشر العلم و إنشاء دور التعليم ، و أدخل بعض الإصلاحات في نظام التعليم و أشرف على تهذيب المناهج وتطويرها، و حرص على نشر المدارس والمعاهد في كافة المدن و القرى و أوقف عليها الأوقاف العظيمة .

ولعلّ أبرز أثار السلطان العمرانية هو قصر الباب العالي الذي أمر بالبدء ببنائه قرابة عقد الستينات من القرن الخامس عشر، إضافة إلى مسجده الذي حمل اسمه ، وآيا صوفيا بطبيعة الحال التي أمر بتحويلها من كنيسة إلى مسجد ..

كان السلطان محمد الفاتح شاعراً حيث كان يكتب الشعر تحت اسم مستعار هو ( عوني ) و تم العثور على ديوان شعري كامل له تمت ترجمته من اللغة العثمانية على يد أحد المترجمين ، و قد طبع الديوان حديثا في 208 صفحة و صدر عام 886 هجرية .

 توفى السلطان في يوم ٣ مايو عام ١٤٨١م ، و مدة حكمه ٣١ عاما ، قضاها في حروب متواصلة للفتح وتقوية الدولة وتعميرها ، وأتم في خلالها مقاصد أجداده ، ففتح القسطنطينية و جميع ممالك و أقاليم آسيا الصغرى و الصرب و البشناق وألبانيا ، وحقق كثيرا من المنجزات الإدارية الداخلية التي سارت بدولته على درب الازدهار و مهدت الطريق أمام السلاطين اللاحقين ليركزوا على توسيع الدولة وفتح أقاليم جديدة ، ومن مآثره أيضا وضعه أول مبادئ القانون المدني و قانون العقوبات ، فأبدل العقوبات البدنية ، أي العين بالعين والسنّ بالسن ّ، وجعل عوضها الغرامات النقدية بكيفية واضحة أتمها السلطان سليمان القانوني لاحقا