الفريق أول عبد المنعم رياض.. 56 عاما على رحيل الجنرال الذهبي

يحل اليوم التاسع من مارس، وهو يوم الشهيد في مصر، مستعيدًا ذكرى أحد أعظم القادة العسكريين في تاريخها، الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الذي استشهد في ميدان القتال أثناء تفقده لجبهة القتال في حرب الاستنزاف عام 1969.
وُلد الفريق عبد المنعم رياض في 22 أكتوبر 1919، وكان نموذجًا نادرًا للقيادة الميدانية التي لا تكتفي بالتوجيه من المكاتب، بل تفضل التواجد في قلب المعركة، بين الجنود، يتنفس هواء الحرب معهم، ويشاركهم المخاطر والصعوبات.
كان يؤمن بأن القائد الحقيقي هو الذي يعيش مع جنوده في الصفوف الأمامية، وهذا ما فعله يوم استشهاده، عندما ذهب بنفسه لتفقد القوات على الجبهة بالقرب من قناة السويس، ليُصاب بشظايا قذيفة غادرة أردته شهيدًا في لحظة جسدت أسمى معاني التضحية والفداء.
أكد اللواء أركان حرب متقاعد حسن سلامة، أن استشهاد عبد المنعم رياض ليس مجرد واقعة تاريخية، بل هو درس خالد في القيادة والإخلاص للوطن، مشيرًا إلى أن "هذا القائد العظيم جسّد الشجاعة الحقيقية عندما اختار أن يكون وسط جنوده في لحظات الخطر، وهو ما يندر أن نراه حتى في الجيوش الكبرى".
أما المؤرخ العسكري الدكتور أحمد زكي، فقد أوضح أن "تاريخ مصر مليء بالشهداء الذين ضحوا من أجلها، ولكن عبد المنعم رياض يظل رمزًا فريدًا، لأنه كان العقل المدبر لحرب الاستنزاف، وكان هدفه إنهاك العدو الإسرائيلي وإجباره على دفع ثمن احتلاله لأرضنا، وهو ما نجح فيه بجدارة".
في السياق ذاته، تحدثت الدكتورة هالة عبد الرحمن، الباحثة في شؤون الأمن القومي، قائلة: "يوم الشهيد ليس مجرد ذكرى لاستشهاد عبد المنعم رياض، لكنه تكريم لكل شهيد مصري، من جيل أكتوبر 1973 إلى أبطالنا الذين يضحون اليوم في معارك الإرهاب، فالتضحية من أجل الوطن لا تتوقف عند جيل معين، بل هي مستمرة عبر العصور".
وتمر السنوات، وتظل ذكرى الشهيد عبد المنعم رياض منارة تضيء للأجيال القادمة معنى الوطنية الحقيقية، فالقائد الذي عاش للجبهة واستشهد فيها، سيبقى دائمًا نموذجًا خالدًا للعسكرية المصرية المشرفة، وشاهدًا على أن التضحية هي السبيل الوحيد لحماية الأوطان.