جريدة الديار
الخميس 6 مارس 2025 05:14 مـ 7 رمضان 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

لتعزيز الطاقة المحلية.. اكتشاف جديد للغاز في مصر يوفر فرص اقتصادية واعدة

في خطوة تعكس استمرار النجاحات في قطاع الطاقة المصري، أعلنت شركة "بي بي" البريطانية عن نجاح عمليات الحفر في بئر "الفيوم-5" الاستكشافي، الواقع في منطقة امتياز شمال الإسكندرية البحرية.

هذا الاكتشاف الجديد ليس مجرد إضافة إلى سجل الاكتشافات النفطية والغازية في مصر، بل هو تأكيد على أهمية الاستثمارات الأجنبية في تعزيز قطاع الطاقة المحلي، ودعم الاقتصاد الوطني في ظل الطلب المتزايد على الغاز.

اكتشاف أربعة خزانات غازية

بدأت عمليات حفر البئر في 14 فبراير 2025 باستخدام الحفار "فالاريس DS-12"، وأسفرت عن اكتشاف أربعة خزانات غازية محتملة من العصر الميسيني، على عمق يقارب 2,860 مترًا، بإجمالي سماكة رملية تبلغ 50 مترًا. ومن المتوقع ربط هذا الاكتشاف بالتسهيلات البرية القائمة التابعة لمشروع غرب دلتا النيل، مما يعزز من كفاءة الإنتاج ويقلل من التكاليف التشغيلية.

يأتي هذا الاكتشاف كجزء من حملة حفر مكونة من أربعة آبار في مشروع غرب دلتا النيل، وهو ثاني اكتشاف لشركة "بي بي" في المنطقة بعد بئر الغاز "الكينج-2" الواقع في امتياز شمال كينج مريوط البحرية.

هذه الاكتشافات المتتالية تعكس التزام "بي بي" بمواصلة الاستثمار في مصر، وهو ما أكده نادر زكي، الرئيس الإقليمي للشركة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بقوله: "يعد هذا الاكتشاف الناجح لبئر 'فيوم-5'، بعد الإنجاز الأخير لبئر 'الكينج-2'، وكذلك بدء الإنتاج من المرحلة الثانية لمشروع تنمية آبار ريان، تأكيدًا لاستمرار التزام بي بي بالاستثمار في مصر لدعم الطلب المحلي المتزايد على الغاز".

تعزيز الاكتفاء الذاتي من الطاقة

لا شك أن هذا الاكتشاف الجديد سيعزز من قدرة مصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، وهو ما يعتبر أحد الأهداف الاستراتيجية للحكومة المصرية في السنوات الأخيرة. فمنذ أن تحولت مصر من دولة مستوردة للغاز إلى دولة مصدرة، بفضل الاكتشافات الكبيرة في حقل "ظهر" وغيره، أصبح قطاع الطاقة أحد الركائز الأساسية للاقتصاد المصري.

ووفقًا لتصريحات مسؤولي "بي بي"، فإن الاكتشافات الجديدة ستسهم في تلبية الطلب المحلي المتزايد على الغاز، خاصة في ظل النمو السكاني والتوسع الصناعي الذي تشهده البلاد.

كما أن ربط هذه الاكتشافات بالبنية التحتية القائمة سيمكن من تسريع عمليات الإنتاج، مما يعزز من إيرادات الدولة من قطاع الطاقة.

فرص اقتصادية واعدة

بالإضافة إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي من الطاقة، فإن الاكتشافات الجديدة تفتح الباب أمام فرص اقتصادية واعدة.

فمن المتوقع أن تجذب هذه الاكتشافات مزيدًا من الاستثمارات الأجنبية إلى قطاع الطاقة المصري، خاصة في ظل البيئة الاستثمارية المشجعة التي تعمل الحكومة المصرية على تهيئتها.

كما أن زيادة إنتاج الغاز ستدعم الصناعات المحلية، خاصة الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل الأسمنت والبتروكيماويات، مما سيسهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز النمو الاقتصادي.

تحديات مستقبلية
رغم التفاؤل الذي يثيره هذا الاكتشاف، إلا أن هناك تحديات لا يمكن تجاهلها. فعمليات الاستكشاف والإنتاج في المناطق البحرية تتطلب استثمارات ضخمة وتقنيات متطورة، كما أنها تحمل مخاطر بيئية يجب التعامل معها بحذر.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التقلبات في أسعار الغاز العالمية قد تؤثر على الجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع.

اكتشاف بئر "الفيوم-5"

اكتشاف بئر "الفيوم-5" يمثل خطوة جديدة في مسيرة مصر نحو تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة. وهو أيضًا تأكيد على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تحقيق الأهداف الاقتصادية الكبرى.

ففي الوقت الذي تواصل فيه شركات مثل "بي بي" استثماراتها في مصر، فإن الحكومة المصرية مطالبة بمواصلة تحسين البيئة الاستثمارية ودعم قطاع الطاقة لضمان استمرار هذه النجاحات.

في النهاية، يمكن القول إن هذا الاكتشاف ليس مجرد خبر سار لقطاع الطاقة، بل هو أيضًا رسالة تفاؤل لمستقبل الاقتصاد المصري، الذي يعتمد بشكل كبير على قطاع الطاقة كأحد محركات النمو الرئيسية.

موضوعات متعلقة