”حرب البيانات البنكية: كيف يحاول المحتالون اختراق جيوبنا؟

في عالم يزداد رقميًا يومًا بعد يوم، أصبحت البيانات البنكية كنزًا ثمينًا يسعى المحتالون لسرقته بكل ما أوتوا من حيل وأساليب متطورة.
النائبة الدكتورة حنان عبده عمار، عضو مجلس النواب، أطلقت صافرة الإنذار من خلال طلب إحاطة قدمته إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، موجهًا إلى الحكومة، للتصدي لظاهرة سرقة بيانات البطاقات البنكية التي باتت تهدد أمن المواطنين المالي.
في تصريحات صحفية، كشفت النائبة عن أساليب المحتالين التي أصبحت أكثر تعقيدًا وإقناعًا.
فهم لا يكتفون باختراق الأنظمة التقنية فحسب، بل يستخدمون أساليب نفسية لخداع الضحايا. يتصلون بالمواطنين مدّعين أنهم موظفو بنوك، ويطلبون تحديث بيانات الحساب أو تفعيل البطاقة المصرفية.
وبمجرد حصولهم على المعلومات الحساسة مثل أرقام البطاقات وتواريخ انتهائها والرمز السري (CVV)، يتحولون إلى لصوص رقميين، يسحبون الأموال أو يجريون عمليات شراء عبر الإنترنت دون علم الضحية.
أساليب الاحتيال: من الهاتف إلى الروابط الوهمية
أشارت النائبة إلى أن أساليب النصب المصرفي تتنوع بين الاتصال الهاتفي المباشر، حيث يتظاهر المحتال بأنه موظف بنك، ورسائل التصيد الإلكتروني التي تحمل شعارات بنكية مزيفة، وروابط وهمية تشبه المواقع الرسمية للبنوك.
بل إن بعض المحتالين يلجأون إلى انتحال هوية شركات توصيل أو إعلان جوائز وهمية لخداع الضحايا.
هذه الأساليب ليست مجرد حيل بسيطة، بل هي عمليات مدروسة تستهدف استغلال ثقة المواطنين في البنوك والمؤسسات المالية. والمشكلة الأكبر أن الضحايا غالبًا ما يكتشفون السرقة بعد فوات الأوان، عندما تكون أموالهم قد اختفت من حساباتهم.
كيف نحمي أنفسنا؟
في ختام تصريحاتها، وجهت النائبة تحذيرًا شديد اللهجة للمواطنين بعدم مشاركة بياناتهم البنكية عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني تحت أي ظرف.
ونصحت بالتحقق من هوية المتصل من خلال الاتصال بالبنك مباشرة عبر الرقم الرسمي، وتجنب الضغط على الروابط المشبوهة المرسلة عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية.
كما أوصت باستخدام تطبيق البنك الرسمي لمتابعة المعاملات بدلًا من الاعتماد على الروابط المرسلة، وتفعيل خاصية الإشعارات الفورية لمراقبة العمليات التي تتم على الحساب.
وأكدت على أهمية الإبلاغ الفوري عن أي محاولة احتيال عبر قنوات البنك الرسمية والجهات الأمنية المختصة.
الحرب على الاحتيال مسؤولية مشتركة
في النهاية، حماية البيانات البنكية ليست مسؤولية البنوك وحدها، بل هي مسؤولية مشتركة بين الجهات الرقابية والمواطنين. يجب أن نكون جميعًا أكثر وعيًا بحيل المحتالين، وأكثر حرصًا على تأمين معلوماتنا الشخصية.
كما يجب على الجهات المعنية تعزيز آليات التصدي لهذه الجرائم الإلكترونية، وتكثيف الحملات التوعوية لتعريف المواطنين بكيفية حماية أنفسهم.
في عالم يزداد ترابطًا رقميًا، أصبحت الحماية المالية جزءًا لا يتجزأ من أمننا الشخصي. فلنكن يقظين، ولنعمل معًا لوقف هذه الحرب الخفية على بياناتنا وأموالنا.