جريدة الديار
الأربعاء 8 يناير 2025 03:40 صـ 9 رجب 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

”من روث الحيوانات إلى طاقة الحياة: كيف يستعيد المزارعون قوتهم ويحمون بيئتهم؟”

بئر غاز
بئر غاز

في ظل الأزمات الاقتصادية والتغيرات المناخية المتسارعة، تعاني الزراعة في مصر من تحديات ضخمة، أبرزها ارتفاع تكلفة الطاقة وتدهور الموارد الطبيعية. ومع ذلك، بدأت بوادر أمل تلوح في الأفق مع توجه المزارعين نحو استغلال الموارد المتاحة مثل روث الحيوانات لتحويله إلى طاقة بديلة، مما يسهم في تقليل التكاليف وحماية البيئة. هذا التحقيق يكشف عن تفاصيل التجربة، يسلط الضوء على قصص نجاح المزارعين، ويبحث في دور الحكومة والمنظمات الدولية لدعم هذه المبادرات. روث الحيوانات – من نفايات إلى مصدر للطاقة روث الحيوانات، الذي كان يُعتبر لفترة طويلة نفايات غير مستغلة، تحول الآن إلى مورد اقتصادي وبيئي بالغ الأهمية. يتم استخدامه لإنتاج الغاز الحيوي (البيوجاز) عبر عملية تخمر لاهوائية تُنتج غاز الميثان، الذي يمكن استخدامه كوقود لتشغيل المعدات الزراعية، مضخات المياه، وحتى توليد الكهرباء. قصة نجاح الحاج محمود عبد الله، مزارع في قرية منشأة الأمير بمحافظة الشرقية، يروي تجربته: "كنا نعتبر روث الحيوانات مشكلة تحتاج للتخلص منها. لكن مع مبادرة وزارة البيئة، أنشأنا وحدة بيوجاز صغيرة في مزرعتي. الآن، لدي غاز يكفي لتشغيل مضخة الري والطهي في المنزل، وأوفر نحو 60% من تكلفة الوقود سنويًا." دور الحكومة في دعم المزارعين اقال المهندس أحمد مصطفى، مدير إدارة الطاقة المتجددة بوزارة البيئة، الذي أوضح أن الوزارة تعمل منذ سنوات على تشجيع استخدام الطاقة البديلة. أطلقنا عدة مشروعات في القرى الريفية لتدريب المزارعين على إنشاء وحدات بيوجاز منخفضة التكلفة. كما نوفر قروضًا ميسرة بالتعاون مع البنوك الوطنية لتغطية تكاليف الإنشاء."

وأضاف أن الوزارة تستهدف تركيب 10,000 وحدة بيوجاز بحلول 2030. هذه الوحدات لا توفر فقط الطاقة، بل تسهم أيضًا في تحسين جودة التربة عبر إنتاج سماد عضوي عالي الجودة." التحديات التي تواجه المزارعين رغم الفوائد الكبيرة، لا تزال هناك عقبات تعرقل انتشار هذه التقنية على نطاق واسع، منها 1. التكلفة الأولية المرتفعة: وحدة البيوجاز الصغيرة تتطلب استثمارًا أوليًا قد لا يستطيع معظم المزارعين تحمله. 2. نقص الوعي كثير من المزارعين يفتقرون للمعرفة التقنية بكيفية إنشاء وتشغيل وحدات البيوجاز. 3. ضعف البنية التحتية: بعض القرى تفتقر إلى الدعم اللوجستي لنقل المعدات أو توفير الصيانة الدورية. الطاقة البديلة كجزء من التنمية المستدامة إلى جانب البيوجاز، هناك تقنيات أخرى للطاقة البديلة يمكن أن تعزز الزراعة المستدامة، منها: الألواح الشمسية تُستخدم لتشغيل مضخات المياه وإنارة البيوت الزراعية. إعادة تدوير المخلفات الزراعية تحويل بقايا المحاصيل إلى سماد عضوي أو وقود حيوي. توربينات الرياح الصغيرة: لتوليد الكهرباء في المناطق المفتوحة. وأضاف الدكتور محمد عيسى، أستاذ الطاقة المتجددة بجامعة القاهرة، يقول أن دمج الطاقة البديلة في الزراعة هو الحل الأمثل لمواجهة أزمات الطاقة. التكنولوجيا متاحة، ولكن التحدي الأكبر هو توفير التمويل والتوعية." دور المجتمع المدني والمنظمات الدولية المنظمات الدولية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) والاتحاد الأوروبي، بدأت في تقديم منح ومساعدات تقنية لدعم استخدام الطاقة البديلة في الريف المصري مشروع نموذجي في قرية بمحافظة الفيوم، تم إنشاء مشروع بيوجاز ممول من الاتحاد الأوروبي. المشروع يوفر الغاز لـ 50 أسرة، ويقلل انبعاثات الكربون بنسبة 30%. مستقبل الزراعة والطاقة البديلة في مصر إذا استمرت الحكومة والمنظمات في دعم هذه المبادرات، فإن الزراعة المصرية يمكن أن تتحول إلى نموذج عالمي للتنمية المستدامة. التكامل بين التكنولوجيا الحديثة والمعرفة التقليدية سيسهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأخيرا الحيوانات والطاقة البديلة يمثلان فرصة ذهبية للمزارعين المصريين لتحسين مستوى معيشتهم وحماية البيئة. ومع الدعم الحكومي والمجتمعي، يمكن أن تصبح هذه التقنيات جزءًا أساسيًا من مستقبل الزراعة في مصر : كيف يمكن توسيع نطاق هذه المشروعات لتشمل جميع القرى المصرية؟ وما هي السياسات التي يمكن أن تجعل الطاقة البديلة أكثر جاذبية للمزارعين؟

موضوعات متعلقة