زيادة إيرادات المحميات أبرزها.. حصاد وزارة البيئة في 2024
زيادة إيرادات المحميات بأكثر من 1900%
1.5 مليون شجرة جديدة ومشاريع مُبتكرة: مصر تزرع المستقبل الأخضر
850 ألف طن إلى 1.4 مليون طن.. قفزة نوعية في إستخدام الوقود البديل بمصر
من مؤتمر المناخ إلى الواقع.. مصر تترجم التعهدات إلى أفعال ملموسة
شهدت مصر خلال عام 2024، تحولا بيئيا ملحوظا، حيث حققت وزارة البيئة إنجازات غير مسبوقة في مُواجهة التحديات البيئية، فقد نجحت الوزارة في تحويل التحديات البيئية إلى فرص، من خلال الإستثمار في الطاقة المُتجددة والإعتماد عليها، وتعزيز الإقتصاد الأخضر، وحماية التنوع البيولوجي.
كما أطلقت مبادرات طموحة لإدارة المُخلفات وتعزيز الوعي البيئي، إلى جانب التعاون بالشراكات الدولية التي سَاهَمت في تحقيق هذه الإنجازات، مما تعكس إلتزام مصر الراسخ بالإستدامة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأجيال القادمة.
فقد حققت مصر قفزة نوعية نحو التحول الأخضر والإستدامة خلال عام 2024، حيث تم إطلاق أول سوق طَوَعِي للكربون، وزيادة دخل المحميات الطبيعية بنسبة تجاوزت 40% مُقارنة بالعام السابق، ووصلت إلى أكثر من 1900% مُقارنة بعامي 2017ـ 2018، كما تم تطوير 18 فرصة إستثمارية جديدة في محميات الفيوم والقاهرة لتعزيز السياحة البيئية.
تزامن ذلك مع جهود حَثِيثة لتعزيز التعاون الدولي في مجال المناخ، و حظيت جهود مصر في مجال المناخ بتقدير عالمي، حيث مُنِحَت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة وسام زايد الثاني تقديراً لجهودها في قيادة مُفاوضات تمويل المناخ خلال مؤتمر COP28.
وعلى الصعيد المحلي، أصدرت وزارة البيئة سلسلة من التقارير المهمة بالتعاون مع شركاء دوليين، مثل تقرير تقييم سياسات النمو الأخضر، وتقرير تحليل البيئة القطري، والتقرير القطري للمناخ والتنمية، مما يُساهم في رسم خارطة طريق واضحة لتحقيق أهداف التنمية المُستدامة.
تُعدّ هذه الإنجازات دليلاً واضحا على نجاح الإستراتيجية المصرية في دمج البيئة في صميم عملية التنمية، وتحقيق التوازن بين الحفاظ على الموارد الطبيعية ودفع عجلة النمو الإقتصادي.
و في إطار سعيها لتحقيق الحياد الكربوني، حققت مصر تقدمًا ملحوظًا في مجال الإستدامة البيئية، فقد أطلقت وزارة البيئة أول سوق طوعي للكربون بالتعاون مع هيئة الرقابة المالية والبورصة المصرية، بالتزامن مع ذلك، إنطلقت الجلسات الحوارية لوضع الإستراتيجية الوطنية للإقتصاد الدائري.
وفي سياق الجهود المبذولة لتقليل الإنبعاثات المُلوثة، تم توسيع شبكة رصد جودة الهواء لتشمل 121 محطة تغطي جميع أنحاء الجمهورية، كما تم رصد إنبعاثات وزيادة عدد المُنشآت الصناعية الخاضعة للرصد إلى 95 مُنشأة بـ 497 نقطة رصد، وذلك لضمان مراقبة إنبعاثات القطاعات الصناعية الرئيسية، بما في ذلك صناعات الأسمنت والأسمدة والطاقة والحديد والصلب.
بينما ما تحقق من إنجازات في مجال البيئة والطاقة، يتمثل في تحسين جودة الهواء، حيث تم تطوير صناعة الفحم النباتي، من خلال توفيق الأوضاع البيئية لأكثر من 265 نموذجًا لمكامير الفحم النباتي وإستصدار تراخيص تشغيل نهائية بنظام المُسبق لـ 20 مصنعًا لإنتاج الفحم النباتي المضغوط، علاوة على أنه تم تعزيز النقل المُستدام.
وذلك من خلال المشاركة الفعالة بتوفير بدائل نقل صديقة للبيئة مثل مشروع "كايرو بايك" الذي يوفر 250 دراجة مُوزعة على 26 محطة في قلب المدينة، بدعم فني ومالي من شركاء التنمية، مما يُساهم في تقليل الإنبعاثات وتحسين جودة الحياة في المدينة.
هذا إلى جانب زيادة الإعتماد على الطاقة المُتجددة من خلال زيادة إستخدام الوقود البديل بشكل كبير، حيث إرتفع حجم الوقود البديل المُستخدم بنسبة كبيرة، من 850 ألف طن إلى 1.4 مليون طن بنهاية عام 2024، مما يُساهم في تحقيق أهدافنا في مجال الطاقة المُستدامة، بالإضافة إلى الإستفادة من التكنولوجيا، من خلال تطبيق الذكاء الإصطناعي في تحليل بيانات جودة الهواء وتوقع التغيرات المستقبلية، مما يُساهم في إتخاذ قرارات إستباقية لحماية البيئة، كما تم تنفيذ مشروع إدارة تلوث الهواء بالقاهرة الكبرى بالتعاون مع البنك الدولي كأحد أهم الخطوات الداعمة للتحول الأخضر في مصر .
ومن ناحية أخرى حققت مبادرة 100 مليون شجرة تقدمًا ملحوظًا، والتي تهدف إلى زيادة المسطحات الخضراء وتحسين البيئة في مصر، حيث تم زراعة ما يقرب من 1.5 مليون شجرة خلال العامين الماضيين، وتستمر أعمال الزراعة وفقًا للجدول الزمني المُخطط لسبعِ سنواتِ، وتعمل وزارة البيئة على تعزيز المشاركة المجتمعية في هذه المبادرة من خلال حوار وطني يهدف إلى جمع الآراء والمُقترحات التي تساهم في تحقيق أهدافها.
وفي إطار جهودها المستدامة، يأتي إختيار الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ضمن قائمة فوربس لقادة الإستدامة لعام 2024 للعام الثاني على التوالي كدليل على إلتزام مصر بالإستدامة.
وفي مجال حماية البيئة تم تحقيق إنجازات كبيرة، حيث زادت إيرادات المحميات الطبيعية بنسبة تجاوزت 40%، وتم تطوير 51 وحدة سكنية بقرية الغرقانة بمحمية نَبق وإنشاء فرص إستثمارية جديدة في محميات الفيوم والقاهرة لدعم السياحة البيئية، كما تم إطلاق مشروع الغردقة خضراء لتعزيز السياحة المستدامة وحماية البيئة وزيادة إيرادات المحميات الطبيعية، وتوفير فرص عمل للمجتمعات المحلية.
بالإضافة إلى ذلك، تم إختيار الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة عضواً في صندوق التمويل العالمي للتنوع البيولوجي، مما يَعكس مَكانة مصر الريادية في هذا المجال، وتم تطوير 18 فرصة إستثمارية جديدة في المحميات.
أما عن الإنجازات المُتعلقة بإدارة المُخلفات وتحسين البيئة في مصر، شهد عام 2024 تنفيذ مجموعة من المشاريع الإستراتيجية التي تُساهم في الحَدّ من التلوث، وتحسين الصحة العامة، وتعزيز الإقتصاد الأخضر، التي تعكس مدى التعاون المُثمر بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمانحين الدوليين من خلال الشراكات الإستراتيجية، بتنفيذ مشاريع مُبتكرة تُساهم في تحسين إدارة المُخلفات في مختلف المحافظات، ومن أبرز هذه الإنجازات، إطلاق مبادرات بيئية طموحة.
حيث تم تدشين المرحلة الأولى من مبادرة تشجير وفصل المُخلفات في 100 مدرسة بالقاهرة، بالتعاون مع وزارتي البيئة و وزارة التربية و التعليم وشركتي إنفيروماستر و إرتقاء، بهدف غرس قِيّم الحفاظ على البيئة لدى الطلاب، كما تم توقيع إتفاقية مشروع مبادرة بورسعيد بدعم من اليابان لتطوير إدارة المُخلفات البلاستيكية.
بالإضافة إلى الحصول على مِنحة من البنك الدولي لتحسين إدارة النفايات الإلكترونية والطبية، وعلى الصعيد المحلي، تم وضع حجر الأساس لمدينة مُتكاملة لمُعالجة المُخلفات بالعاشر من رمضانِ، وتسليم عدد كبير من المدافنِ الصحية والمحطات الوسيطة، وتدريب آلاف العاملين في القطاع، كما تم توقيع عقود لتنفيذ المرحلة الخامسة من مشروعات البنية التحتية لإدارة المُخلفات الصلبة.
أثبتت مصر ريادتها في مجال الإستدامة البيئية من خلال سلسلة من الإنجازات و النجاحات الملموسة التي قامت بها وزارة البيئة، فقد حققت مصر قفزة نوعية في مجال الإستدامة البيئية، و شهد قطاع الصناعة في مصر تحولًا كبيرًا نحو الإستدامة، وذلك من خلال قصة نجاح مُلهمة وإنجازاً بارزاً بتوسيع نطاق إستخدام الوقود البديل الذي أدى إلى التحول إلى خفض كبير في الإنبعاثات الكربونية الناتجة عن حرق الفحم، مما يُساهم في تحسين جودة الهواء والحَدّ من التلوث البيئي، حيث زاد حجم الوقود البديل المُستخدم في مصانع الأسمنت من 850 ألف طن إلى 1.4 مليون طن خلال عام واحد فقط 2024.
كما تم إستثمار ما يقرب من 5 مليارات جنيه في 22 مصنعًا لتدوير المُخلفات، بالإضافة إلى ذلك، فازت مصر بجائزة التميز الدولية في نظم المعلومات الجغرافية، وحصلت على تمويلات بقيمة 2.687 مليار دولار أمريكي من الصندوق الأخضر للمناخ لتنفيذ مشاريع بيئية مُبتكرة.
و في مجال حماية البيئة خلال العام المُنصرم، حققت وزارة البيئة بجهودها المُكثفة إنجازات بارزة، حيث تمكنت من وضع خطط مُستقبلية طموحة، بإعداد خارطة طريق لخفض إنبعاثات الكربون في مختلف القطاعات الصناعية وتحقيق التحول نحو الصناعة الخضراء، علاوة على تعزيز الصناعة المُستدامة، بإطلاق المرحلة الجديدة من برنامج الصناعة الخضراء المُستدامة (GSI) عقب الإنتهاء بنجاح من المرحلة الثالثة لبرنامج التحكم في التلوث الصناعي، إلى جانب مُواجهة التلوث، بتجنب إنبعاث أكثر من 334 ألف طن من المُلوثات خلال نوبات تلوث الهواء الحادة.
وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية، كما تم زيادة الرقعة الخضراء، بإعداد حوار وطني حول تنفيذ مبادرة 100 مليون شجرة لتذليل العقبات وتحقيق أهدافها، بالإضافة إلى تحسين جودة الهواء، بخفض تركيز الجسيمات الصلبة في القاهرة الكبرى والدلتا بنسبة كبيرة، مع إستهداف تحقيق خفض إضافي بنسبة 50% بحلول عام 2030،
كما شهدت الفترة الماضية جهوداً مُكثفة لتعزيز الوعي البيئي، حيث تم إطلاق سلسلة من جلسات الحوار المجتمعي إستهدفت مختلف الفئات العُمرِية والإجتماعية، وذلك في إطار تنفيذ برنامج الحكومة الجديد، كما شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بفاعلية في المحافل الدولية، أبرزها مؤتمر المناخ COP29 في باكو، حيث لعبت دورًا محوريًا في قيادة المُفاوضات و مثلت مصر في المحافل الدولية وأدارت مُفاوضات هامة حول تمويل المناخ، وكذلك، شاركت وزيرة البيئة في مؤتمر إتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي COP16 في كولومبيا، مُؤكدةً إلتزام مصر بدعم القضايا البيئية العالمية و تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
و في إطار تعزيز التعاون الدولي، حققت مصر إنجازات بارزة على الساحة الدولية في مجال البيئة والتنوع البيولوجي خلال العام المُنصرم 2024، حيث تولت مصر دورًا محوريًا في قيادة تسهيل مُفاوضات تمويل المناخ خلال مؤتمر COP28، مما أسفر عن تكريم الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بوسام زايد الثاني، علاوة على صياغة الإستراتيجية الوطنية.
حيث أنهت مصر إعداد مُسودّة الإستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي خلال مؤتمر COP16، مما يَعكس إلتزامها بالحفاظ على التنوع البيولوجي، بالإضافة إلى أن مصر عززت مَكانَتها الدولية، حيث تم تكليف مصر بوضع مُقدمة تقرير تمويل التنوع البيولوجي الجديد 2024، مما يَعكس مَكانتها الرائدة في هذا المجال ويجعلها نموذجا ناجحا يُحتذى به في المنطقة.
الجدير بالذكر، لا تمثل هذه الإنجازات سوى فصل واحد من قصة نجاح وزارة البيئة المصرية في مجال التنمية المُستدامة وحماية البيئة و مُواجهة التحديات البيئية المُستقبلية، ومع إستمرار الطموحات و الجهود الحثيثة المتواصلة و ما عُهِدَ عن وزارة البيئة من العمل الدءوب خلال الأعوام السابقة، سيظهر خلال عام 2025 وما بعده مزيد من الإنجازات الباهرة على أرض الواقع و مستقبل أكثر خضرة وإستدامة لتحقيق رؤية مصر 2030، من خلال تنفيذ المزيد من المشاريع البيئية التي تُساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين وحماية البيئة للأجيال القادمة.