جريدة الديار
الخميس 21 نوفمبر 2024 03:34 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

دعوى قضائية أمريكية: 7 تهم موجهة ضد 6 من قادة حماس تشمل الأحياء والأموات

في عالم السياسة الدولية، حيث تختلط الحقائق بالأوهام، وتتصارع القوى الكبرى على المسرح العالمي، تُلقي الولايات المتحدة بورقة جديدة على طاولة اللعب، إعلان وزارة العدل الأمريكية عن توجيه اتهامات جنائية لقادة حركة "حماس"، بما في ذلك يحيى السنوار وإسماعيل هنية ومحمد الضيف، ليس مجرد حدث عابر، بل هو فصل جديد في ملحمة طويلة من الصراع الإقليمي والدولي.

الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي

منذ سنوات، ظل العالم يراقب تطورات الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي عن كثب، لكن مع إعلان اتهامات "الإرهاب" ضد قادة حماس، تتصاعد حدة المواجهة إلى مستوى جديد، هذه الاتهامات التي أُفرج عنها مؤخرًا ليست سوى رأس الجليد الذي يخفي تحته بحرًا من التحركات والتكتيكات السياسية.

إسماعيل هنية، الذي لطالما كان في قلب الأحداث، يرمز إلى تيار المقاومة الذي لم يتراجع رغم الضغوط الدولية والمحلية وفاته في طهران، والتي جاءت بعد سنوات من توليه زعامة المكتب السياسي لحماس، تفتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول دور إيران في دعم المقاومة الفلسطينية، وما يعنيه ذلك على الساحة الدولية.

أما يحيى السنوار، الخليفة المنتظر لهنية، فهو رجل يأتي من قلب الصراع. بصفته أحد مؤسسي كتائب القسام، جناح حماس العسكري، يمثل السنوار الجناح الأكثر تشددًا في الحركة، والذي يُعدّ استمرارًا لنهج المقاومة المسلحة ضد الاحتلال.

فهل يُعقل أن تتخذ الولايات المتحدة هذا القرار في هذا التوقيت تحديدًا، وهي تعلم أن السنوار هو الرجل الذي يحمل شعلة المقاومة في قطاع غزة؟

وعندما نتحدث عن محمد الضيف، القائد الأعلى لكتائب القسام، فإننا نتحدث عن شخصية باتت أسطورية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، الرجل الذي أدار حروبًا من الظل، ونجا من محاولات اغتيال لا تُعد ولا تُحصى، أصبح رمزًا للمقاومة المستمرة رغم كل الصعاب.

لكن في خضم هذه الاتهامات، يبقى السؤال الأهم: ماذا يعني هذا التطور بالنسبة للصراع في الشرق الأوسط؟ هل تسعى الولايات المتحدة لإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة؟ أم أن هذه الاتهامات هي مجرد جزء من سياسة أوسع تهدف إلى تقويض نفوذ حماس وإضعاف قدرتها على المواجهة؟

في النهاية، يبقى الأمر معقدًا فالتهم الموجهة ليست فقط قضية قانونية، بل هي جزء من استراتيجية أكبر تتعلق بتوازن القوى في الشرق الأوسط وكما قال هيكل في كتاباته، "السياسة هي فن الممكن"، وما نراه الآن هو جزء من لعبة معقدة قد لا تنكشف كل أسرارها إلا بمرور الوقت.