بحثت آخر تطورات هدنة غزة.. القاهرة تواصل محادثات وقف إطلاق النار
فى إطار الجهود التى تبذلها مصر، كوسيط رئيسى فى مفاوضات وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب فى قطاع غزة، واستكمالًا لجولة مفاوضات الدوحة الأخيرة، انطلقت فى القاهرة، مساء أمس الجمعة، المحادثات الرامية للوصول إلى هدنة فى قطاع غزة، بمشاركة وفد أمنى إسرائيلى يقوده رئيسا جهازى الموساد والشاباك، حسبما أفاد المتحدث باسم حكومة تل أبيب.
التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس
وانضم وفد من الولايات المتحدة ووفد من قطر إلى المحادثات سعيًا للتوصل إلى حلول وسط بشأن البنود المختلف عليها فى مقترح سد الفجوات الأخير.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، عمر دوسترى، فى تصريحات لوكالة فرانس برس، أمس، إن رئيس جهاز المخابرات «الموساد»، ديفيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى «شين بيت»، رونين بار، موجودان فى القاهرة، للتفاوض على التوصل إلى اتفاق إطلاق سراح الرهائن.
وأشارت شبكة «سى إن إن» الأمريكية، مساء أمس، إلى عودة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، إلى القاهرة خلال عطلة نهاية الأسبوع الجارى للمشاركة فى المفاوضات، مع مشاركة مرتقبة من جانب مسئولين إضافيين فى مفاوضات القاهرة، التى من المتوقع أن تمتد لنهاية الأسبوع.
وأوضحت «سى بى إس نيوز»، فى تقريرها، أن بريت ماكجورك، كبير مستشارى الرئيس بايدن فى الشرق الأوسط، يشارك فى جولة مفاوضات القاهرة، ضمن الوفد الأمريكى للمفاوضات، مشيرة إلى أن المناقشات تشمل عددًا من القضايا الفنية، من بينها أمن الحدود بين غزة ومصر، ومعبر رفح، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من غزة وممر صلاح الدين «فيلادلفيا».
وتأتى جولة مفاوضات القاهرة بعد أشهر من محاولات أطراف الوساطة الثلاثة مصر وقطر والولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس لضمان تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، غير أن جهود الوساطة تعثرت بسبب رفض نتنياهو تلبية مطالب حماس بوقف الحرب، إلى جانب نقاط خلافية أخرى تتعلق بمسألة الانتشار العسكرى الإسرائيلى لدى محورى نتساريم وصلاح الدين «فيلادلفيا»، وتوقعت مصادر مطلعة أن يقدم الجانب الإسرائيلى، خلال مفاوضات القاهرة، خريطة محدثة تمثل الموقف النهائى لإسرائيل من تلك النقاط.
اتصالاً هاتفياً بين الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي
وفي هذا الصدد، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء أمس، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي "جو بايدن".
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الاتصال أتى في إطار جهود الوساطة المكثفة التي تبذلها الدولتان لوقف إطلاق النار بـ قطاع غزة وتبادل المحتجزين، حيث تم في هذا الصدد استعراض آخر تطورات جولة التفاوض التي تستضيفها القاهرة حالياً، بينما أكد الرئيسان أهمية التزام الأطراف المعنية بتذليل العقبات وإبداء المرونة لإتمام الاتفاق.
وحرص الرئيس السيسي في هذا الصدد على تأكيد أن التوصل لاتفاق فوري لـ وقف إطلاق النار، يكتسب أهمية فائقة في هذا التوقيت الدقيق، سواء لضرورة وضع حد للمعاناة الإنسانية الكارثية بالقطاع، أو لإنهاء حالة التصعيد وتجنيب المنطقة ويلات توسّع نطاق الصراع، بما لذلك من تداعيات خطيرة على شعوب الإقليم كافة.
وعن تلقي الرئيس السيسي هاتفا من نظيره الأمريكي، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن هناك تطورات إيجابية فى القضية الفلسطينية، ويضغط الجانب المصرى فى اتجاهات متعددة بالتنسيق مع الجانب الأمريكى والقطرى من أجل التوصل لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
وأضاف فهمي، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك فرصة جيدة للتوصل لاتفاق فى ظل الموقف المصرى المباشر فى هذه الإطار، فضلا عن أن اتصالات الرئيس السيسى تصب فى هذا الاتجاه.
وأشار فهمي إلى أن هناك ثوابت للتحرك المصرى حيث حدد موقفها لدعم الأشقاء الفلسطينيين، موضحا أن الوسيط الأمريكى يعمل فى تنسيق مباشر مع الجانب المصرى.
إشادات دولية بجهود مصر لخفض التصعيد
من جانبه، صرح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الجمعة، بأنه بحث مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت قضايا الشرق الأوسط بالإضافة إلى الاشتباكات مع "حزب الله"، والحاجة إلى وقف إطلاق النار.
وقال وزير الدفاع الأمريكي في منشور على منصة "إكس": “ناقشنا استمرار تبادل إطلاق النار على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وخطر التصعيد من جانب إيران وحزب الله اللبناني والجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
وتابع: "وأكدت الولايات المتحدة التزامها بأمن إسرائيل وشاركت واشنطن في جميع أنحاء المنطقة للدفاع عن إسرائيل وحماية الأفراد والمرافق الأمريكية".
وأضاف: "كما ناقشت مع الوزير جالانت التقدم المحرز نحو تأمين وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن جميع الرهائن، وأكدت بنفسي أهمية الانتهاء من الصفقة".
في سياق متصل، وصف مسئول إسرائيلي المحادثات في القاهرة بأنها "بناءة وأدت إلى تقليص الفجوات بين مصر وإسرائيل بشأن محور "فيلادلفيا" والآن ننتظر رد حماس".
وذكر مصدر آخر مطلع على المحادثات، أن "هنالك شك في أن تتمكن القمة الحالية من دفع الأطراف نحو التوصل إلى اتفاق"، مبينا أنه "من الصعب أن تتبنى حماس المقترح الأمريكي – الإسرائيلي".
وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن مصر وقطر ستقومان بتسليم "حماس" المقترح الإسرائيلي الجديد بشأن محور "فيلادلفيا" ومعبر رفح، الذي قدمه رئيس الموساد، دافيد برنياع، ورئيس الشاباك، رونين بار.
وعزا مسئول إسرائيلي "التقدم" في المحادثات إلى قبول مصر تقديم المقترح إلى "حماس" بعدما رفضت ذلك في المقترح السابق.
في السياق نفسه، قالت حركة «حماس»، فى بيان أمس، إنها لم تتلقَّ أى مقترح جديد بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع إسرائيل فى قطاع غزة.
جدير بالذكر أن الجهود التى تبذلها مصر فى ملف التفاوض تحظى بإشادات دولية؛ فبعد إشادة السكرتير العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قبل يومين، بمساعى مصر وتحركاتها لوقف الحرب فى غزة، وما سبقها من إشادات من جانب أطراف دولية أخرى، أعلن رئيس وزراء اليابان، فوميو كيشيدا، أمس، تأييد بلاده للجهود المصرية الرامية إلى خفض التصعيد، مشيرًا إلى أن بلاده تعمل بالتوازى على استمرار توصيل المساعدات إلى غزة.