تطوير قرية الفواخير بمصر القديمة.. الاهتمام بالحرف التراثية يحقق نهضة صناعية
تعد الحرف التراثية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية والتاريخية لأي مجتمع، وفي مصر القديمة، تشكل قرية الفواخير مثالًا حيًا على ذلك.
تشهد هذه القرية حاليًا مشروعًا ضخمًا لتطويرها وتحويلها إلى وجهة سياحية وصناعية مزدهرة، تتضمن هذه الجهود إقامة 40 معرضًا وبازارًا لعرض منتجات الفخار، استبدال الأفران التقليدية بأخرى تعمل بالغاز الطبيعي، وإنشاء مدرسة لتعليم صناعة الفخار.
تفاصيل المشروع
تقوم محافظة القاهرة بإنشاء 40 معرضًا وبازارًا لعرض منتجات قرية الفواخير على السور الخارجي للقرية. تضم القرية 152 فاخورة مقامة على مساحة 13 فدانًا، وهي مساحة كبيرة تسمح بعرض مجموعة واسعة من المنتجات الفخارية التي تمتاز بجودتها وجمالها، تهدف هذه المعارض إلى جذب الزوار والسياح، وتوفير منصة للحرفيين لعرض وبيع منتجاتهم.
أوضح الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، أن التطوير يشمل توصيل جميع المرافق الأساسية للقرية مثل المياه والغازوالكهرباء والصرف الصحي بالإضافة إلى ذلك، تم تركيب أفران غاز صديقة للبيئة وولاعات ذاتية لباقي الوحدات. تهدف هذه الخطوات إلى تحسين ظروف العمل وضمان جودة المنتجات وتقليل التأثير البيئي.
تم رفع كفاءة المباني في القرية، بما في ذلك تركيب أرفف جانبية على حوائط الفواخير لعرض المنتجات بشكل جمالي، وطلاء واجهات الفواخير، كما تم تقنين أوضاع العاملين بها، مما يساهم في تحسين ظروف العمل وضمان استدامة هذه الحرفة التقليدية.
تم إنشاء مدرسة الفواخير الفنية الثانوية التطبيقية لتعليم مهنة الفخار بقرية الفواخير. تعتبر هذه المدرسة الأولى من نوعها في مصر وتهدف إلى إحياء الحرف التراثية وخلق جيل جديد من الحرفيين المهرة. تضم المدرسة 43 طالبًا وطالبة وتقدم مناهج متطورة مطابقة للمعايير الأوروبية والدولية، يتم تدريس الطلاب الخزف والفخار في السنة الأولى، ثم يتخصصون في السنة الثانية في النقش والزخرفة أو الصب والتشكيل.
قرية الفواخير
تطوير قرية الفواخير يعد خطوة استراتيجية لتحقيق نهضة صناعية وثقافية في مصر.
التركيز على الحرف التراثية يساهم في الحفاظ على التراث الثقافي ويعزز من الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل جديدة وزيادة النشاط السياحي بالإضافة إلى ذلك، استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل أفران الغاز يسهم في تحسين جودة المنتجات وتقليل التأثير البيئي السلبي.
تسعى محافظة القاهرة إلى وضع قرية الفواخير على خريطة المزارات السياحية وتنشيط بيع منتجات الفخار على المستويين المحلي والعالمي، تقع القرية في منطقة حيوية تضم مجمع الأديان ومتحف الحضارة المصرية وحديقة تلال الفسطاط، مما يجعلها وجهة مثالية للسياح الباحثين عن تجربة ثقافية فريدة.