مقتطفات ودرر من كلمـــة شيخ الأزهر رئيس مَجْلِس حُكَمَــاء المسلِمين في حفــل افتتاح مَركز القُرآن الكَريم بماليزيا
ننشر مقتطفات ودرر من كلمـــة مولانا الإمام الأكبر شيخ الأزهر رئيس مَجْلِس حُكَمَــاء المسلِمين في حفــل افتتاح مَركز القُرآن الكَريم بماليزيا والتي منها:
- استَطاعَ المُسلِمون أن يُزِيحوا الكثير من الحضاراتِ شرقًا وغَربًا في أقلَّ مِن ثمانينَ عامًا مِن آخِرِ آيَةٍ نزلَتْ مِن هذا القُرآنِ الكريمِ ليَملَئوا الأرضَ نُورًا وعدلًا وعِلمًا... وقد كانت قوَّةُ الدفعِ الإسلاميِّ تُجاهَ العِلمِ والفلسفةِ والأخلاقِ والفُنونِ المُتعالِيةِ - مَثارَ إِعجابِ كثيرٍ مِن الأُوربيِّينَ ممن رَصَدُوا ظاهرةَ الفُتوحاتِ الإسلاميَّةِ، ودَرَسُوها في تجرُّدٍ ومَوضوعِيَّةٍ وإِنصافٍ يَستوجِبُ الثناءَ والشُّكرَ..
- هذا الكتاب المجيد -القرآن الكريم- صنع رجالًا، بل صنع أمةً كبرى من أمم التاريخ، نقلها -على ضعفِها وبساطتِها ورثاثة حالها- من المحليَّةِ إلى العالميَّةِ في غضونِ عقودٍ قليلةٍ، واستطاعت أن تَنشرَ في شرقِ الدُّنيا وغربِها حضارةً لا يزالُ دَيْنها ثقيلًا في أعناقِ صُنَّاعِ حضارة اليوم، ورموزِها وفلاسفتِها وعلمائِها ومفكِّريها، وكانت حضارةً مُعجزةً بِكُلِّ المقاييس، لا يزال علماء التاريخ، في الغرب قبل الشرق، في حيرةٍ من أمرِ تفسيرِها.
- مَرَّ على نزول القرآن الكريم ما يقرُب من خمسة عشر قرنًا من الزمان، وجيوشُ المتربِّصين به ساهرةٌ تلتمسُ له العيوب وتُفتِّشُ عن الهفوات، ومع ذلك فإنَّ أحدًا من هؤلاء المتربِّصين لم يظفَر ببُغيته، ولم يستطع أن يُسَجِّلَ عليه هفوةً واحدةً يأباها العقلُ الصَّحيح، أو انحرافًا تَضِيقُ به الفِطْرة السَّليمة، أو خطأً واحدًا يَصدِمُ ثوابتَ العلم وتجاربَه المستقرَّة.
كانت تلك مقتطفات ودرر من من كلمـــة مولانا الإمام الأكبر أ. د أحــمَد الطَّـيِّــب شيخ الأزهر الشَّــريف رئيس مَجْلِس حُكَمَــاء المسلِمين في حفــل افتتاح مَركز القُرآن الكَريم بماليزيا