جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 02:17 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الأزمات تضرب الفلاحين.. ارتفاع الحرارة ودودة الحشد والأسمدة بأسعار خيالية

قال حسين عبدالرحمن أبو صدام، الخبير الزراعي ونقيب الفلاحين، إن الفلاحين يواجهون صيفا حزينا بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع وتيرة انتشار دودة الحشد مع ارتفاع أسعار كل المستلزمات الزراعية من أسمدة وتقاوي ومبيدات وأجرة معدات زراعية، وإيجار الأراضي وانخفاض ملحوظ لأسعار المنتجات الزراعية مع تراجع الاهتمام بمشاكل وهموم الفلاحين.

ولفت أبو صدام خلال تصريحات له اليوم الأحد، إلى أن طن السماد في السوق السوداء وصل لـ20 ألف جنيه.

وأضاف أبو صدام أن سبب ارتفاع أسعار الأسمدة يرجع لرفع أسعار الغاز لمصانع الأسمدة، ولجوء الدولة إلى فكرة تخفيف الأحمال مما أثر سلبيا علي إنتاج بعض المصانع و توقف بعضها عن الإنتاج، بالإضافة إلى زيادة الكميات المصدرة للخارج علي حساب السوق المحلي، وعدم التزام المصانع بتوريد الحصة المخصصة كسماد مدعم والمحددة ب55% من إنتاجها، مما يؤدي لعدم وصول السماد المدعم للجمعيات الزراعية بالكميات المطلوبة، وفي الأوقات المناسبة، مما يجبر الفلاحين علي شراء الأسمدة من السوق السوداء خاصة أننا في ذروة احتياج المحاصيل الصيفية للأسمدة.

تأخر وصول السماد

وأشار عبدالرحمن إلي أن فترة الإجازات الطويلة، كانت سببا في تأخر وصول السماد الصيفي المدعم الفلاحين، بالإضافة إلى فرق السعر الكبير بين السماد المدعم والحر، والذي يصل ل12 ألف جنيه حاليا يساهم في خلق الفساد الإداري، متوقعا حل الأزمة قريبا بعد إثارة الموضوع إعلاميا وانتهاء الإجازة وإعلان التغيير الوزاري الجديد.

وأردف نقيب الفلاحين إلى أن تفاقم الأزمة جعلنا نناشد القيادة السياسية للتدخل في حلها.

عبوة التقاوي

وتابع نقيب الفلاحين أن عبوة التقاوي من الذرة الصفراء زنة ال5 كيلو وصلت ل 4 آلاف جنيه، وتكلفة تسميد الفدان تصل في الأراضي الضعيفة بأسعار السوق السوداء إلى 10 آلاف جنيه، وإيجار الفدان تتعدي في بعض الأماكن الـ30 الف جنيه، ومع انتشار دودة الحشد فإن مكافحتها تصل2000 جنيه للفدان، بالإضافة إلى أن تجهيز الأرض للزراعة والتخلص من الحشائش تصل لـ3000 جنيه في ظل ارتفاع سعر حرث الفدان ل 1000 جنيه، ووصول أجرة العامل الزراعي يوميا ل150 جنيها، ومع ارتفاع أسعار السولار والكهرباء فإن ري فدان واحد من الذرة طوال فترة زراعته تتعدي ال2000 جنيه.

وتابع: فإذا عرفنا إن مقطورة السماد البلدي في مكانها بـ 600 جنيه وان الفدان ينتج في المتوسط 3طن وان سعر الطن حاليا اقل من 12 ألف جنيه فانه وبدون مبالغة فالفلاح سوف يتعرض لخسائر كبيرة هذا الموسم، خاصة أن أغلب محاصل الذرة تزرع في أواخر شهر أبريل وأول مايو وتحصد في شهري سبتمبر أكتوبر، أي أن الفلاح يظل يخدم محصوله من 4 إلى 5 أشهر ومساحات الذرة المنزرعة تتعدي الـ 3 ملايين فدان تزرعهم 3 مليون أسرة بمتوسط 5 أفراد أي إننا نتكلم عن تضرر أكثر من 15 مليون مواطن على الأقل في محصول الذرة فقط.

طن الأرز الشعير

وأكد أبو صدام أن ارتفاع درجات الحرارة، يجبر الفلاح لزيادة معدلات الري والتسميد وتتسبب في انتشار الأمراض مما يزيد تكلفة الزراعات الصيفية والتي أهمها الأرز والقطن والذرة، فيما أن طن الأرز الشعير عريض الحبه لا يتجاوز حاليا الـ 15 ألف جنيه وقنطار القطن 8 آلاف جنيه، ومعظم محصول القطن الموسم الماضي لم يبع حتى الآن وسعر طن الذرة الصفراء حاليا 12 ألف جنيه وطن البصل ب 3 آلاف جنيه في الحقل حاليا.

حيث يباع بأقل من تكلفته في ظل ارتفاع جنوني لكافة أسعار المستلزمات الزراعية مع عدم وصول الأسمدة المدعمة إلى مستحقيها بالصورة المرضية وشبه غياب تام لدور مجلس النواب الرقابي، مما يبشر بصيف حزين لكل الفلاحين والمهتمين بالشأن الزراعي في مصر.