ثلاثة أرباع دول العالم تعترف بفلسطين.. هل يتحقق حلم الاستقلال؟
تثير القضية الفلسطينية في الآونة الأخيرة جدلا واسعا وانقساما في الدول الأوروبية، خاصة بعد أن أكدت كل من إسبانيا وإيرلندا والنرويج اعترافها بالدولة الفلسطينية في 28 مايو الماضي.
في هذا الصدد، أعلن روبرت جولوب، رئيس وزراء سلوفينيا، يوم الجمعة الموافق 31 مايو 2024: سلوفينيا تنضم إلى قائمة الدول التي تعترف بـ الدولة الفلسطينية، ويجب أن يوافق أيضا البرلمان السلوفيني على هذا القرار.
القضية الفلسطينية
وأضاف جولوب: هذه رسالة السلام، مؤكدًا التحرك التضامني مع المنطقة التي سقط فيها 36 ألف قتيل جراء هذه الحرب، فيما تم رفع العلم الفلسطيني على أراضيها إلى جانب علم سلوفينيا والاتحاد الأوروبي.
ورحبت وزارة الخارجية، اليوم الأربعاء، بقرار حكومة وبرلمان سلوفينيا بشأن اعترافها رسميًا بدولة فلسطين، وفقًا لقناة القاهرة الإخبارية.
ووصف السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي مدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، في تدوينه عبر صفحته على منصة "إكس"، اليوم الأربعاء، قرار الاعتراف بدولة فلسطين بأنه خطوة مهمة ومقدرة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة، وتعزيز الجهود الدولية الرامية لتنفيذ حل الدولتين وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
من جانبه، كشف الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، عن تأثير اعتراف العديد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين على مسار القضية الفلسطينية، قائلاً: "الاعتراف الدولي المتزايد، خاصة من الكتلة الأوروبية والتي تجسدت في اعتراف إسبانيا والنرويج وإيرلندا، يعكس عدة دلالات."
وأضاف أن الدلالة الأولى الرفض المطلق والاحتجاج والامتعاض من جرائم الحرب الإسرائيلية، وأن إسرائيل بدت معزولة دولياً بسبب ما ترتكبه من جرائم إبادة جماعية مستمرة بحق الشعب الفلسطيني في ظل تحديها للمجتمع الدولي والقرارات الدولية.
وأشار "سيد أحمد"، إلى أن الدلالة الثانية هي التضامن مع الشعب الفلسطيني ومع حقوقه المشروعة، وأن من حقه كبقية شعوب الأرض أن يكون له دولته المستقلة ويعيش في سلام ويقرر مصيره، لأن هذا الاحتلال آخر احتلال على وجه الأرض، وأن هذا القتل العنصري سيزول كما زال القتل العنصري في جنوب أفريقيا. أما الدلالة الثالثة، فهي تعكس الدعم الدولي المتزايد للقضية الفلسطينية.
الدول التي تعترف بـ الدولة الفلسطينية
يذكر أن الدولة الفلسطينية حصلت على اعتراف 143 دولة من أصل 193 دولة أكدتها الأمم المتحدة أو بالأحرى، هناك 142 دولة عضو كاملة العضوية في الأمم المتحدة، معظم الدول التي تعترف بفلسطين موجودة في أمريكا الجنوبية وإفريقيا وآسيا، والعديد منها في هاتين القارتين الأخيرتين، وهي دول عربية شهدت إنشاء دولة إسرائيل في منتصف القرن العشرين كهجوم، وفي الواقع، الدولتان الوحيدتان في أفريقيا اللتان لا تعترفان بفلسطين هما الكاميرون وإريتريا.
الدول التي لم تعترف بفلسطين حتى الآن
الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، أستراليا، النمسا، بلجيكا، كرواتيا، الدنمارك، أستونيا، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، إيطاليا، اليابان، لاتفيا، ليختنشتاين، ليتوانيا، لوكسمبرغ، مولدوفا، هولندا، نيوزيلاندا، البرتغال، سنغافورة، سويسرا، بريطانيا، أرمينيا، أندورا، كاميرون، اريتريا، فيجي، جزر المارشال، ماكرونيزيا، موناكو، ميانمار، نورو، كيريباتي، شمال مقدونيا، بالو، بناما، سماو، سان مارينو، جزر سلمون، تونغا، توفالو، إضافة إلى إسرائيل.
وأعلن عدد من خبراء الأمم المتحدة ، أنّه على جميع الدول أن تحذو حذو 146 دولة عضو في الأمم المتحدة وأن تعترف بدولة فلسطين وأن تستخدم جميع الموارد السياسية والدبلوماسية المتاحة لها من أجل تحقيق وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وأعلنوا قائلين: "إنّ هذا الاعتراف، اعتراف بالغ الأهمية بحقوق الشعب الفلسطيني ونضاله ومعاناته من أجل الحرية والاستقلال."
وشددوا على أن فلسطين يجب أن تكون قادرة على التمتع بالحق الكامل في تقرير المصير، بما في ذلك القدرة على الوجود وتقرير المصير والتطور بحرية كشعب يتمتع بالأمن والأمان.
اختتموا: "هذا شرط مسبق لتحقيق سلام دائم في فلسطين والشرق الأوسط ككلّ، بدءًا بالإعلان الفوري عن وقف إطلاق النار في غزة وعدم القيام بمزيد من التوغلات العسكرية في رفح."