جريدة الديار
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 03:36 صـ 24 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الذهب أم البيتكوين؟.. صراع على عرش ”الملاذ الآمن”

يشهد العالم منذ مطلع العام الجاري صراعًا مثيرًا بين عملاقي الاستثمار، الذهب والبيتكوين. فقد وصل كلاهما إلى أعلى مستوياتهما القياسية في نفس الوقت، لأول مرة منذ إطلاق العملة الرقمية قبل أكثر من عقد. لكن على الرغم من هذا الارتفاع المتزامن، تظل العوامل المُحركة لكل منهما مختلفة تمامًا، مما يثير تساؤلات حول مستقبلهما كأصول استثمارية.

البيتكوين: صعود صاروخي وسط ضغوط

ارتفع سعر البيتكوين بشكل مذهل خلال عام 2023، محققًا مكاسب هائلة تجاوزت 155%. وتابع هذا الارتفاع مساره في عام 2024، حيث زاد سعره بنسبة 67% حتى الآن. ويعود هذا الارتفاع الصاروخي إلى عدة عوامل، أهمها:

موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية على صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة: فتح هذا القرار الباب أمام دخول المستثمرين المؤسسيين إلى سوق العملات الرقمية، مما أدى إلى زيادة الطلب على البيتكوين وتعزيز قيمته.

اتجاه المستثمرين إلى الأصول الآمنة: مع تصاعد التضخم وتزايد حدة المخاطر الاقتصادية، يميل المستثمرون بشكل متزايد إلى الأصول الآمنة مثل الذهب والبيتكوين.

توقعات السوق المتفائلة: يتوقع العديد من المحللين استمرار ارتفاع سعر البيتكوين خلال الفترة القادمة، مدفوعين بعوامل مثل تنصيف البيتكوين وانخفاض العرض.

الذهب: ملاذ آمن تقليدي

في المقابل، ارتفع الذهب أيضًا بشكل ملحوظ خلال الربع الأخير من عام 2023، ليصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. ويُعزى هذا الارتفاع إلى:

الدور التقليدي للذهب كملاذ آمن: يُنظر إلى الذهب منذ القدم على أنه ملاذ آمن للمستثمرين خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي.
التضخم المتزايد: يُعد الذهب أحد أهم أدوات التحوط ضد التضخم، حيث تحتفظ قيمته بمرور الوقت بينما تفقد العملات الورقية قوتها الشرائية.
تراجع عائدات السندات: مع انخفاض عائدات السندات الحكومية، يصبح الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يبحثون عن عائدات ثابتة.

نقاش حاد حول مستقبل كل أصل

على الرغم من الارتفاع المتزامن للذهب والبيتكوين، إلا أن النقاش حول مستقبلهما كأصول استثمارية لا يزال محتدمًا. يرى بعض المحللين، مثل بيتر شيف، أن البيتكوين لا يزال بعيدًا عن إثبات قدرته على استبدال الذهب كمخزن للقيمة. ويستند شيف في رأيه إلى:

تقلبات أسعار البيتكوين: لا تزال أسعار البيتكوين عرضة لتقلبات كبيرة، مما يجعلها استثمارًا محفوفًا بالمخاطر.
عدم وجود قيمة جوهرية: على عكس الذهب الذي له قيمة جوهرية ناتجة عن خصائصه المعدنية، لا يرى شيف أن البيتكوين يمتلك قيمة جوهرية حقيقية.

انتقادات صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة: يُشكك شيف في جدوى صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة، ويُشير إلى أنها قد تُضخم من فقاعة البيتكوين دون إضافة أي قيمة حقيقية.

في المقابل، يرى محللون آخرون، مثل لاري تينتاريللي، أن البيتكوين لديه إمكانات هائلة للنمو. ويتوقع تنتاريللي أن يتجاوز سعر البيتكوين 100,000 دولار بحلول نهاية العام.

يُقدم الارتفاع المتزامن للذهب والبيتكوين صورة مثيرة للاهتمام حول مستقبل الأصول الاستثمارية في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة