جريدة الديار
السبت 23 نوفمبر 2024 10:15 صـ 22 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ترنح سعر الدولار في السوق الموازية

في الساحة المالية المصرية، يظهر الدولار اليوم وكأنه شهاب متلألئ، مستقراً في حضن البنوك والصرافات، ولكنه يترنح وينحدر في السوق الموازية، تاركاً وراءه آثار الهبوط الذي طال أسعاره خلال الساعات القليلة الماضية. فقد استقر سعر صرف الدولار في البنوك المصرية اليوم الثلاثاء 6 فبراير 2024، حيث بلغت قيمته 30.82 جنيه للشراء و30.95 جنيه للبيع، لكن الصورة تتغير حينما نلقي نظرة على السوق الموازية.

في هذا السوق، تظل الأمور غير مستقرة، والتقلبات تسيطر على الأسعار، حيث وصل سعر صرف الدولار إلى حوالي 55 جنيهاً، وسط تجمُّد في حركة البيع والشراء. وبهذا، يكمل الدولار رحلته الهابطة في هذا السوق، وتتكبد الأطراف المعنية خسائر تقدر بنحو 18 جنيهًا خلال الـ 48 ساعة الأخيرة، ما يعكس حجم التوترات وعدم الاستقرار الذي يعاني منه السوق.

على صعيد السياسات الاقتصادية والنقدية، أعلن البنك المركزي المصري ارتفاع صافي الاحتياطيات الأجنبية إلى 35.250 مليار دولار في نهاية يناير/كانون الثاني 2024، مقارنة بـ 35.219 مليار دولار في نهاية ديسمبر/كانون الأول، بارتفاع قدره 31 مليون دولار. وهذا الارتفاع يشير إلى استمرار الجهود الرامية لتعزيز الاستقرار المالي والنقدي في البلاد.

من الجدير بالذكر أن الاحتياطي النقدي الأجنبي في مصر يغطي احتياجات 5 شهور في المتوسط من الواردات السلعية المصرية، وهو مستوى يفوق المتوسط العالمي البالغ 3 أشهر. وهذا يعكس قوة واستقرار الاقتصاد المصري على الصعيدين الداخلي والخارجي.

فيما يتعلق بالواردات، تستورد مصر شهرياً ما يعادل قيمته 7 مليارات دولار من السلع والمنتجات من الخارج، بإجمالي سنوي يزيد عن 70 مليار دولار، مما يبرز حجم الاعتماد على الأسواق العالمية لتلبية احتياجاتها.

على الرغم من هذه البيانات الإيجابية، يبقى سعر الدولار في السوق الموازية وسيلة لقياس مدى تقلبات الاقتصاد وثقة المتعاملين في العملة المحلية والسياسات النقدية والاقتصادية الحكومية. ومن المهم بذل الجهود المستمرة للحفاظ على الاستقرار المالي والنقدي وتقديم التدابير اللازمة للحد من التقلبات في السوق، بهدف تعزيز الثقة والاستقرار في الاقتصاد المصري.

في النهاية، يظل سعر الدولار في مصر محوراً للاهتمام والمتابعة للعديد من القطاعات الاقتصادية والمالية، ويعكس بشكل كبير واقع الاقتصاد والسياسات النقدية في البلاد، وعلى السلطات المعنية العمل بجد لتعزيز الاستقرار والنمو المستدام.