طروحات جديدة.. خطة عاجلة من الحكومة لجذب مليارات الدولارات
تعمل الحكومة المصرية في عدة اتجاهات لتوفير السيولة الدولارية، وتبنت خطة واضحة من أجل التغلب على معضلة الندرة الدولارية عن طريق عدة قرارات حيوية لتسهيل المعاملات والتبادلات التجارية في الداخل والخارج، ومواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية والشح في الدولار وارتفاع أسعاره.
يشهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء، مراسم التوقيع على عقود إحدى الصفقات المهمة، بين الحكومة والقطاع الخاص، ضمن برنامج الطروحات، تنفيذًا لوثيقة سياسة ملكية الدولة، التي سبق إقرارها.
كما يعقب التوقيع، عقد مؤتمر صحفي عالمي، يشرح خلاله رئيس الوزراء ما تم في برنامج الطروحات خلال الفترة الماضية، وخطة الطرح فى الفترة المقبلة، كما يتم استعراض تفاصيل الصفقة التي سيتم التوقيع عليها.
من جانبه، أعلن الدكتور محمد معيط، وزير المالية، أن الحكومة المصرية تعمل حاليا على وضع خطة لجذب العملة الدولارية من خلال تصدير العقار، مشيرا إلى أن هناك نجاحات كبيرة تحققت بعد إصدار القانون الخاص بذلك.
وأوضح وزير المالية، أن القطاع السياحي كان السبب الرئيسي وراء فكرة تحصيل ضريبة القيمة المضافة بالعملة الأجنبية، ولكن تم إجراء تعديلات على القانون بعد التواصل مع البنك المركزي المصري.
وأكد معيط أن المجتمع الدولي يرون أن مصر تتعرض لضغوط غير متعلقة بأسباب داخلية، وإنما بسبب الأحداث الجارية في فلسطين والعدوان على غزة.
وفي سياق آخر، كشف وزير المالية أن الدولة تستهدف دعم القطاعات الصناعية الحكومية والخاصة بمبلغ يقدر بحوالي 50 مليار جنيه في موازنة العام المالي الحالي 2023-2024.
وأشار وزير المالية، إلى تخصيص حوالي 6 مليارات جنيه لدعم الكهرباء للمصانع، وتوجيه دعم بنحو 160 مليار جنيه لقطاعي الصناعة والزراعة بفائدة مخفضة 11%، وأكد أن الحكومة تعمل على دعم قطاعات الصناعة والإنتاج والتصدير.
وأوضح وزير المالية، أنه تم إطلاق حزم تحفيزية لإعفاء مكونات إنتاج المحمول من الضرائب، وتعديل الضريبة الجمركية إلى 0 – 2%، مما يسهم في جذب الشركات العالمية لتصنيع منتجاتها محليا.
وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، التقى أمس الثلاثاء، بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة، وفدا من مؤسسة التمويل الدولية، لاستعراض تطورات التعاون المشترك بين الحكومة والمؤسسة الدولية لتنفيذ برنامج الطروحات الحكومية.
وقال رئيس الوزراء إن الاجتماع يأتي في إطار المتابعة الدورية لمستجدات برنامج الطروحات التي توليها الدولة المصرية اهتماما خاصا، بوصفه أحد أدوات تمكين القطاع الخاص وزيادة مساهمته في الاقتصاد المصري، مؤكدًا أن هذا الأمر يأتي بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
وأشاد رئيس الوزراء بالدور الذي تلعبه مؤسسة التمويل الدولية المهم بوصفها مستشار الحكومة لبرنامج الطروحات، حيث تم توقيع اتفاق -في يونيو 2023-تعمل بموجبه مؤسسة التمويل الدولية مستشاراً استراتيجياً للحكومة لتنفيذ برنامج الطروحات.
وأثنى على جهود التعاون المبذولة على مدار الفترة الماضية، سواء من جانب الحكومة مُمثلة في وزارة التعاون الدولي ووحدة الطروحات التابعة لمجلس الوزراء أو مؤسسة التمويل الدولية، لتنفيذ بنود الاتفاقية.
وقال رئيس الوزراء أن الحكومة تلقت من جانب مؤسسة التمويل مقترحًا يتضمن خطة تنفيذية للنواحي الفنية والمالية لطرح الشركات بالقطاعات المستهدفة في المرحلة الأولى من برنامج الطروحات، مشيرًا إلى أن هناك مناقشات لضم قطاعات جديدة للبرنامج.
وأكد أن المسألة الأهم الآن فيما يخص طروحات الشركات الحكومية هو تقديم تقييم حقيقي لهذه الأصول وفقًا للمعايير العلمية المعمول بها في الأسواق العالمية، حتى يمكننا مضاعفة العائد من بيع هذه الأصول وتعظيم الاستفادة منها، وألا تباع بأقل من قيمتها الحقيقية.
ومن جانبه، أشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى أن برنامج الطروحات الحكومية يعتبر جزءا من وثيقة سياسة ملكية الدولة التي تم الإعلان عنها في ديسمبر 2022؛ بهدف تمكين القطاع الخاص.
وقالت إن اتفاق تعيين مؤسسة التمويل الدولية كمستشار للحكومة للطروحات تم التفاوض بشأنه من قبل وزارة التعاون الدولي ومؤسسة التمويل الدولية بالتنسيق مع وحدة الطروحات التابعة لمجلس الوزراء، مشيرة إلى أن التعاون مستمر بين الجانبين من أجل تقديم دراسات مستفيضة عن الأصول التي سيتم طرحها وتعظيم الاستفادة منها.
وثمن سيرجيو بيمينتا، نائب رئيس مؤسسة التمويل الدولية لشئون منطقة أفريقيا، الدعم الكامل الذي تحظى به مؤسسة التمويل الدولية من جانب الحكومة المصرية لضمان نجاح تنفيذ برنامج الطروحات على أكمل وجه.
وأشاد بالجهود المصرية المستمرة لتنفيذ برنامج الإصلاحات الهيكلية الذي يساهم في تعزيز دور القطاع الخاص وتهيئة مناخ أعمال ملائم لجميع المستثمرين في الأسواق العالمية.
وقال بيمينتا أن السوق المصرية سوق جاذبة للاستثمار، مؤكدًا أن هذا ما يلمسونه من عدد كبير من المستثمرين في مختلف الأسواق العالمية.
وأعرب عن تطلعه للمزيد من التعاون مع الحكومة المصرية وضم قطاعات جديدة إلى برنامج الدراسات الفنية التي تقوم بها المؤسسة الدولية، وهذه القطاعات تحظى بقبول كبير لدى المستثمرين الاستراتيجيين حول العالم.
وخلال الاجتماع، أكد مسئولو مؤسسة التمويل الدولية أن الإعلان عن تطورات برنامج الطروحات يعطي ثقة عالمية في الاقتصاد المصري، ومع الحديث عن ضم قطاعات جديدة من شأنها أن تجد رواجا كبيرا بين المستثمرين العالميين.