وزيرة البيئة تبحث مع السفير الأرجنتيني التعاون في تعزيز فرص الاستثمار البيئي
استقبلت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة السفير الأرجنتيني لدى القاهرة السيد جونزالو أوريولابيتا، والوفد المرافق له لبحث سبل التعاون الثنائي في تعزيز فرص الإستثمار البيئي والمناخي وإشراك القطاع الخاص في ظل إهتمام البلدين بحماية البيئة ومواجهة تحدي تغير المناخ وصون التنوع البيولوجي.
وإستهلت الدكتورة ياسمين فؤاد، اللقاء بالترحيب بالسفير الأرجنتيني بوزارة البيئة داخل مقرها الجديد بالعاصمة الإدارية الجديدة وبحثت معه سبل التعاون المشترك في تعزيز فرص الاستثمار البيئي في المجالات المختلفة، خاصة أن الأرجنتين من الدول ذات الدور المحوري في دعم حماية البيئة وصون التنوع البيولوجي، وكانت داعمًا للخروج بالإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد ٢٠٢٠ وتأسيس الصندوق الجديد للتنوع البيولوجي بإدارة البنك الدولي ومرفق البيئة العالمي.
وعرضت وزيرة البيئة، خلال اللقاء قصة مصر المُلهمة في تغيير لغة الحوار حول البيئة والتي أدت لتعظيم فرص الإستثمار البيئي والمناخي في مصر، من خلال العمل على ربط قطاع البيئة بالبُعد الإقتصادي والإجتماعي بالتعاون بين الحكومة ومختلف الشركاء من القطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديمي والشباب والمرأة، والتوجه نحو خلق وظائف وفرص عمل خضراء حقيقية من التحديات البيئية، ومنها تحويل تحدي السحابة السوداء التي ظلت تؤرق المواطن المصري لسنوات إلى فرصة بيئية وإقتصادية، من خلال تشجيع المزارعين على جمع وكبس وتدوير قش الأرز بدلا من حرقه، ليتحول لمنتج اقتصادي في شكل سماد عضوي وأعلاف للحيوانات، وتكرار التجربة في مختلف أنحاء الجمهورية بالاستفادة من المخلفات الزراعية والحيوانية لإنتاج البيوجاز، من خلال وحدات ينفذها الشباب ويستفيد منها المزارعين وربات البيوت في شكل سماد ووقود نظيف.
كما تحدثت الدكتورة ياسمين فؤاد، عن الرحلة المصرية في مواجهة تحدي المُخلفات بدعم وإشراف مُباشر من القيادة السياسية، من خلال خلق مناخ داعم لتنفيذ منظومة مُتكاملة لإدارة المُخلفات يكون القطاع الخاص شريك فيها، حيث تم إصدار أول قانون لإدارة المُخلفات بمصر في ٢٠٢٠ يقوم على فكر الإقتصاد الدوار، وإنشاء بنية تحتية من مدافن ومحطات وسيطة ومصانع تدوير، ونظام حاكم يحدد الأدوار المسئوليات، حيث يتولى جهاز تنظيم إدارة المُخلفات التابع لوزارة البيئة الدور التخطيطي والتنظيمي والرقابي للمنظومة، وخلق حوافز لتشجيع القطاع الخاص على الإستثمار في مجال إدارة المُخلفات، حيث كان البدء في أول مشروع لتحويل المُخلفات لطاقة بأبي رواش من بشائر ثمارها، لتأتي بعدها العديد من الشركات المهتمة بالإستثمار في هذا المجال.
وأشارت الدكتورة ياسمين فؤاد، إلى الإنتهاء من إعداد الإستراتيجيات المتعلقة بالمُخلفات البلدية والخطرة والزراعية والهدم والبناء، بالإضافة إلى إطلاق الإستراتيجية الوطنية للمناخ ٢٠٥٠، وتحديث خطة المُساهمات الوطنية المحددة، مما يساعد على تنفيذ حزمة من المشروعات في مجالات مختلفة كالأمن الغذائي وتقليل الإنبعاثات من قطاع الزراعة وترشيد إستخدام المياه.
ولفتت وزيرة البيئة، إلى إمكانية التعاون المشترك في تنفيذ عدد من الفرص الإستثمارية في مجال البيئة والمناخ، والتي أعدتها وحدة الإستثمار البيئي والمناخي بوزارة البيئة، وتم عرضها من خلال أول منصة إلكترونية للإستثمار البيئي والمناخي في مصر تعرض دراسات الجدوى لفرص إستثمارية واعدة في مجالات مثل الإقتصاد الحيوي والسياحة البيئية، وذلك في إطار إطلاق أول منتدى للإستثمار البيئي والمناخي في مصر منذ اشهر قليلة، بالإضافة إلى توفير حوافز خضراء للإستثمار في ٤ مجالات هي المُخلفات والطاقة المُتجددة والهيدروجين الأخضر وبدائل البلاستيك.
وفيما يخص فرص الإستثمار في السياحة البيئية في مصر، أشارت وزيرة البيئة، إلى الحرص على إشراك القطاع الخاص في تقديم أنشطة وخدمات بالمحميات الطبيعية في مصر والتي تمثل ١٥٪ من مساحتها، بما يحقق إستدامتها وخلق تجربة فريدة بها لممارسة السياحة البيئية، مثل محميات وادي دجلة والغابة المُتحجرة والفيوم وراس محمد.
كما تحدثت وزيرة البيئة، عن المُبادرة القومية لرفع الوعي البيئي "اتحضر للأخضر" تحت رعاية رئيس الجمهورية، لتعطي رسائل للمواطنين عبر وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي حول التحديات البيئية المختلفة، ودور المواطن في مواجهتها، وتنفيذ أنشطة مثل حملات تنظيف الشواطئ من المُخلفات، وتشجيع طلاب المدارس على تبني ممارسات إعادة الإستخدام التدوير والحد من مُخلفات الطعام، وأيضا تقع تحت مظلتها حملة إيكو إيجيبت للترويج للسياحة البيئية في عدد ١٣ مقصد سياحي بيئي بالمحميات الطبيعية، وحملة "حكاوي من ناسها" لدمج المجتمعات المحلية بالمحميات من أجل الحفاظ على تراثهم الثقافي والمعرفي والإجتماعي، بإعتبارهم شريك أساسي في حماية الطبيعة.
ومن جانبه، أكد السيد جونزالو أوريولابيتا السفير الأرجنتيني بالقاهرة، على التشابه الكبير في إهتمام البلدين بحماية البيئة وصون التنوع البيولوجي وإشراك القطاع الخاص، موضحًا أن العديد من الشركات الأرجنتينية تقدم منتجات وخدمات مُرتبطة بالبيئة، مما يتيح فرص كبيرة للتعاون المشترك للإستثمار في مجالات إدارة المُخلفات البلدية والزراعية والصناعية وإنتاج مواد خام للبناء من المُخلفات، وأيضًا فرص الشراكة في إدارة المُخلفات الزراعية، حيث أن ٩٠٪ من الإنتاج الزراعي في الأرجنتين يتبع نظام يقلل البصمة الكربونية، مما أدى لزيادة كفاءة إستخدام المياه وزيادة الإنتاج الزراعي، بالإضافة إلى العديد من المُبادرات البيئية.
وأعرب السفير عن تطلعه لفتح مزيد من قنوات التواصل لبحث فرص التعاون والإستثمار، سواء على مستوى الحكومة والقطاع الخاص الأرجنتين في مجال البيئة بها.