استقالات بالجملة في لجنة حصر المباني التراثية بسبب هدم المقابر التاريخية
يعبر عن عدم رضاه الشديد عن تلك الخطوة التي تهدد تاريخ البلاد وتراثها الثقافي.
استقالة ونس، نائب وزير السياحة والآثار في مصر، لم تكن قراراً يتخذ على وجه السرعة أو بدافع الانفعال، بل كانت نتيجة تعبير صريح عن رفضه لسياسة هدم المقابر التاريخية وتخريب التراث الثقافي الذي يعبر عن هوية الشعوب ويحكي قصص الماضي.
خلال الأيام الأخيرة من توليه منصبه، عبّر ونس عن اعتراضه القوي على القرارات الحكومية بدمج وهدم المقابر التاريخية في منطقة غرب وجنوب القاهرة، وأكد أن هذا التاريخ المتجسد في المقابر هو متحف حضاري مفتوح يجب المحافظة عليه والترويج له كجزء من الثقافة المصرية العريقة.
تم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف في هذا السياق، حيث نشر ونس فيديو على حسابه الرسمي على موقع "فيس بوك" يوضح بعض الأمثلة عن هدم المقابر التاريخية، الفيديو كان حقيقة مرّة مريرة لما يجري، وهو ما أثار ضجة كبيرة وتفاعلًا كبيرًا من قبل الجمهور الذي لاحظ وجود تهديد جدي للتراث الثقافي المصري.
أحد النقاط التي يؤكدها ونس في فيديوهاته ومنشوراته الأخرى هو أن المقابر التاريخية تحتوي على ثروة فريدة من نوعها من الفن والعمارة والتراث، وأن حمايتها والاهتمام بها يعتبر واجبًا ثقافيًا وتاريخيًا كبيرًا، وفي هذا السياق، يطالب برفع الوعي العام حول أهمية حفظ وحماية هذا التراث، وذلك من خلال مناشط تثقيفية وتوعوية وتنظيم احتفالات وفعاليات ثقافية تعزز الوعي الثقافي للجمهور.
استقالة ونس ليست مجرد تحرك فردي، بل هي رد فعل وتعبير عن القلق المشترك الذي يشاركه العديد من الخبراء والمهتمين بالتراث الثقافي، فالحفاظ على المواقع التاريخية والمقابر يعتبر من مسؤوليات الجميع، ويجب أن يتم تعزيز المشاركة المجتمعية والتعاون بين الجهات المختلفة للحفاظ على هذا التراث الثقافي الغني.
من الضروري أن تسعى الحكومة والمسؤولون إلى التعاون مع الخبراء والمهتمين والمؤسسات الثقافية لبحث وتطوير استراتيجيات مستدامة لحماية هذا التراث، يتطلب ذلك على وجه الخصوص وضع سياسات وقوانين صارمة لضمان الحفاظ على المواقع التاريخية وتطبيقها بشكل صحيح، كما يجب توفير التمويل الكافي لأعمال الصيانة والترميم والحفاظ على هذه المناطق التاريخية.
بصراحة وجرأة ونس تجاهل التداعيات المحتملة لاستقالته، وواظب على الدفاع عن التاريخ والثقافة المصرية بشجاعة، وهو ما يستحق احترامنا وتقديرنا، يجب أن نتذكر دائمًا أن التراث الثقافي هو إرث يجب أن نُسلِّمه للأجيال القادمة، وعلينا أن نعمل معًا للحفاظ عليه والترويج له، بدلاً من تدميره والاستغناء عنه.
في النهاية، يجب أن نشجع الشجاعة والصراحة في المطالبة بحماية التراث الثقافي، وأن نشجع الحوار والتعاون المستدام في إجراء تغييرات إيجابية للحفاظ على تراثنا المشترك وتوصيله للأجيال القادمة، استقالة ونس تعكس التزامه القوي تجاه مستقبل الماضي، وهي تذكير لنا جميعًا بأهمية حماية التراث الثقافي وعدم السماح له بأن يُنسى أو يُعرض للخطر.