بأي لحظة.. تطور جديد بشأن الملء الرابع لسد النهضة
تعمل مصر مع السودان، على إيجاد صيغة اتفاق فيما يخص قضية سد النهضة، حيث تتفاوض القاهرة مع إثيوبيا منذ عام 2011، للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم، في ظل سياسة التعنت الإثيوبية حول ملء وتشغيل سد النهضة، فيما لم تثمر هذه المفاوضات عن الوصول إلى حل على مدار 12 عاما، تستمر إثيوبيا فيها في اتخاذ قرارات أحادية بملء بحيرة السد، دون اعتبار لما يترتب على ذلك من تهديدا بيئية وكسر لقواعد القانون الدولي.
جولة المفاوضات الثامنة
وفي 13 يوليو الماضي، اتفق الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، على استئناف مفاوضات سد النهضة، وذلك خلال زيارة آبي أحمد لمصر، على هامش قمة دول الجوار السوداني، وتم الاتفاق على استئناف مفاوضات سد النهضة مرة أخرى، ووضع إطار زمني للتفاوض، خلال 4 أشهر، ما اعتبره المحللون انفراجة في ملف سد النهضة، بعد تعليق مفاوضات منذ أن أعاد مجلس الأمن الملف للاتحاد الإفريقي، باعتباره قضية داخلية بالاتحاد.
وخلال هذه الفترة عمدت إثيوبيا على الشروع في بدء الملء الرابع لبحيرة سد النهضة، بالتزامن مع بدء الجولة الثامنة للتفاوض، والتي بدأت في القاهرة، يوم الأحد 27 أغسطس الماضي، بمشاركة مصر والسودان وإثيوبيا، وانتهت دون التوصل لاتفاق، فيما أعلنت إثيوبيا في اليوم التالي على لسان وزارة خارجيتها، عن استقبالها لجولة المفاوضات المقبلة في أديس أبابا.
تحرك جديد في سد النهضة
وفي تحرك جديد في ملف سد النهضة، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأربعاء الماضي، وفدا رفيع المستوى من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالكونجرس الأمريكي، ضم كلا من:
السيناتور "ليندساي جراهام" عضو مجلس الشيوخ.
السيناتور "روبرت مينينديز" رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
عدد من مسئولي وأعضاء اللجان بمجلسي النواب والشيوخ، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي أن اللقاء شهد التطرق إلى تطورات المفاوضات الجارية حالياً بين مصر وإثيوبيا والسودان، حيث أكد الرئيس موقف مصر بشأن الالتزام بالتوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يراعي مصالح وشواغل الدول الثلاث.
تطورات سد النهضة وموعد انتهاء الملء الرابع
في هذا الصدد، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن تطورات سد النهضة، تظهر من خلال الصور الفضائية التي التقطت الجمعة 1 سبتمبر، استمرار الملء الرابع، والذي بلغ حوالي 19 مليار متر مكعب، عندى منسوب 621 متر فوق مستوى سطح البحر، بإجمالي 36 مليار متر مكعب في بحيرة السد، متوقعا أن يحدث فيضان المياه من أعلى الممر الأوسط معلنة انتهاء التخزين في أي لحظة عند نفس المنسوب، خاصة في ظل غلق بواب التصريف الغربية والابقاء على البوابة الشرقية فقط لتصريف 50 مليون متر مكعب يوميا.
وأضاف شراقي، أن إثيوبيا قد فتحت بوابة التصريف الغربية نهاية يونيو الماضي، حيث ألمح إليها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بان التخزين سوف يمتد إلى سبتمبر، مشير إلى أن إحدى الصور الحقيقية النادرة في الفترة الأخيرة بالقرب من موقع سد النهضة، على موقع "Ethiopian News"، أظهرت مستوى البحيرة أمام السد والممر الأوسط، أظهرت ما يؤكد أن تبق عدة أمتار قليلة للوصول إلى منسوب الممر الأوسط، الذى يتضح أنه حوالى 620 - 621 متر فوق سطح البحر، ولم يصل إلى 625 م الحد الأقصى للتوقعات، كما أن الملء الرابع سوف ينتهي عمد عبور المياه أعلى الممر الأوسط.
ولفت شراقي، إلى أن معدل الأمطار في حوض النيل الأزرق، في معدله الطبيعي، بمتوسط 500 مليون متر مكعب يوميا في أغسطس الماضي، وسوف ينخفض الأيام المقبلة، إلى متوسط 400 مليون م3/يوم حتى نهاية سبتمبر.
وكان وزير الموارد المائية والري، الدكتور هاني سويلم، حذر منذ أيام، أن مصر تقتر من خط الشح المائي، بنصيب يقارب من 500 متر مكعب للفرد سنويا، موضحا خلال جلسة ضمن فعاليات الأسبوع العالمي للمياه في العاصمة السويدية استكهولم، أن مصر تسعى لمواجهة الأزمة بطرق جديدة، تعتمد على الطبيعة، وتنفيذ العديد من المشاريع الكبرى في مجال إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي ومشروعات إحلال وتأهيل المنشآت المائية، ومشروعات الحماية من أخطار السيول، ومشروعات حماية الشواطئ