الدولة تنجح في ترشيد الطاقة وانتهاء قطع الكهرباء
أكد مجلس الوزراء أن قرار عمل الموظفين، يوم الأحد، بنظام العمل عن بعد أو العمل من المنزل سوف ينتهي بنهاية شهر أغسطس الجاري.
وأضاف المجلس في بيان، أمس الأربعاء، أنه سيتم العودة للعمل بالنظام العادي من أماكن العمل مع بداية شهر سبتمبر المقبل.
ونفى المجلس صدور أي قرارات تشمل مد فترة العمل من المنزل للموظفين حتى نهاية سبتمبر، مؤكدًا أنه لا صحة لمثل هذا القرار.
وفي بيانه أكد مجلس الوزراء، أن قرار العمل من المنزل ليوم الأحد صدر ليتم تنفيذه خلال شهر أغسطس الجاري فقط.
وناشدت "العاملين بالجهاز الإداري للدولة عدم الانسياق وراء تلك الأخبار المغلوطة مع استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية".
وفي 6 أغسطس الجاري عمل موظفي الوزرات والمصالح والجهات الحكومية من المنزل لمدة شهر، وذلك تنفيذا لقرار رئيس الوزراء، وكان العمل من المنزل يوم الأحد من كل أسبوع على مدار شهر أغسطس فقط، في المصالح الحكومية والمباني الخدمية غير المرتبطة بالتعامل المباشر مع المواطنين، من المنزل بنظام "الأونلاين".
مشكلة انقطاع الكهرباء
وكان يستهدف هذا الإجراء تخفيف الضغط على شبكة الكهرباء والأحمال، وعدم تشغيل المباني العامة ليوم زائد من أيام الأسبوع طوال شهر أغسطس، وسيكون تنفيذها طبقاً لما يراه كل وزير أو مسؤول معني، لكون بعض المباني لا يمكن أن تعمل بنظام الأون لاين طوال اليوم.
وكان رئيس مجلس الوزراء أكد على أن الأزمة الحالية لتخفيف أحمال الكهرباء مرتبطة بشكل مباشر بدرجات حرارة غير مسبوقة في هذا التوقيت، ولا سبيل لتجاوز هذه الأزمة سوى بأن نتحرك جميعاً من أجل ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، لتقليل فترات انقطاع التيار الكهربائي.
وكانت أعلنت الدولة عن اتخاذ عدد من الإجراءات في هذا الصدد، ومنها توجيه الجهات بتحقيق المزيد من الترشيد في الإنارة العامة لكافة المقار العامة التي تتولى الدولة مسئوليتها، مثل إنارة الشوارع، والمباني الحكومية، والمباني الخدمية، وفق خطة تم التوافق عليها.
وتشغيل أجهزة التكييف عند 25 درجة، ليس أقل من ذلك، من أجل استهلاك الكهرباء بأقل كمية مُمكنة.
كما تم التوجيه لوزير الشباب والرياضة بأن تُلعب المباريات قبل المغرب مباشرة، حتى يمكن تقليل استهلاك الكهرباء في المنشآت الرياضية والاستادات والصالات المغلقة.
وتم أيضا استيراد شحنات إضافية من المازوت والذي يبلغ قيمة ما يتم استيراده حتى نهاية شهر أغسطس، ما بين 250 إلى 300 مليون دولار أمريكي، كشحنات إضافية، لتحقيق التوازن في الشبكة الكهربائية، والتعامل مع تزايد الاستهلاك.
وأعلنت الحكومة في بداية شهر أغسطس بالتعاون مع وزارتي الكهرباء والبترول عن جداول التوقيتات على مستوى الجمهورية في جميع المناطق التي سيتم تخفيف الأحمال بها، حتى يمكن لكل مواطن يقطن بأي حي أو مدينة، أو محافظة أن يتعرف على الفترة الزمنية التي سيتم انقطاع التيار الكهربائي خلالها.
كما تعمل لجنة إدارة الأزمات التابعة لمجلس الوزراء والتي تضم في عضويتها ممثلين لعدد من الوزارات والجهات المعنية بمتابعة خطة تخفيف الأحمال الكهربائية على مستوى الجمهورية، وتنفيذ الإجراءات التي أعلن عنها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء في إطار التعامل مع ملف تخفيف أحمال الكهرباء.
ويتم إعداد تقرير يومي من اللجنة بشأن متابعة تنفيذ الخطة وتوجيه الجهات باتخاذ الإجراءات اللازمة.
مكاسب عمل الموظفين أون لاين
وبعد تطبيق التجربة في عدة وزارات، كشف المسئولون والخبراء عن عدة مكاسب للدولة والموظفين من العمل بالمنزل، أو أون لاين"، منها ترشيد الطاقة، وتخفيف الزحام في الشوارع، وتقليل التكدس في المصالح الرسمية.
وقال الدكتور حافظ سلماوي رئيس جهاز تنظيم مرفق الكهرباء الأسبق، ان نمط العمل من المنزل متواجد منذ عشرين عاما في عدد كبير من الدول المتقدمة، والعامل ليس بالضرورة ان يتواجد بصفة يومية في مقر العمل وانما يذهب ثلاثة أيام من الأسبوع ويومين عمل من المنزل مما يؤدي الي وفر في الشركات.
وتابع سلماوي ـ في تصريحات تليفزيونية: لان تواجد العامل في مقر العمل في الشركة يستلزم توافر العديد من المتطلبات و التسهيلات و بالتالي عدد كبير من الشركات الكبرى حول العالم تطبق هذا النظام في العمل ليس فقط بهدف ترشيد استهلاك الكهرباء والطاقة و انما لأغراض اخرى كثيرة قد يدخل من بينها ترشيد الكهرباء و الطاقة مثلما كان في توقيت كورونا حينما لزم المواطنون بشكل جبري منازلهم و بالتالي كانت الشركات تعود العاملين على كيفية العمل عن بعد من منازلهم و تعوضهم ماديا عن التكلفة الإضافية التي تقع علي عاتقهم حيث عملهم من المنزل ربما كان يكلفهم اشتراك انترنت و خلافه على الجانب الاخر كان ذلك توفيرا للشركات ماديا.
وواصل: اعتقد ان التجربة التي اقرها رئيس الوزراء بالعمل اون لاين يوم الاحد بحيث يكون اليوم الثالث في الأسبوع بعد الاجازة الأسبوعية الرسمية يومي الجمعة و السبت ربما لها اثر ليس على توفير الطاقة و الكهرباء فقط و انما لتقليل الازدحام في الشوارع و تخفيف الضغط علي وسائل المواصلات, تخفيض تكلفة الاعمال نفسها بالنسبة للشركات مثلما حدث تماما في فترة الكورونا انما فكرة الترشيد نابعة من انه خلال الاجازات الأسبوعية يومي الجمعة و السبت لغالبية قوى العمل لوحظ انخفاض في الطلب على الطاقة الكهربائية في حدود الـ5%.
ولفت إلى أن فكرة الترشيد وتخفيف الضغط علي احمال الطاقة الكهربائية مرتبطة بنقطتين: اولاهما ان هذا النظام لن يطبق على غالبية قوى العمل التي تعمل في كافة المؤسسات و لكن تجربتنا هنا تخص بعض الجهات الحكومية التي لا تشكل اكثر من خمس او اقل من قوة العمل التي تأخذ اجازة فعلا يومي الجمعة و السبت
ثانيا: ان هؤلاء العاملين و غيرهم لديهم في المنازل اجهزه كهربائية من ثلاجات و مكيفات يستهلكها قرابه الـ26 مليون مستهلك من الممكن ان يمتلك نصفهم جهازا واحدا بينما يمتلك الباقي او النصف الاخر اكثر من جهاز، و هذه إحصائية من واقع الكهرباء لأنه لا يوجد اي مستهلك يستطيع ان يستهلك أكثر من 350 كيلو وات / ساعه في الشهر في المتوسط لديه جهاز تكييف فبالتالي سيستهلك أكثر.