خديعة إثيوبيا.. تتفاوض لكسب الوقت وترفض التعاون في تشغيل سد النهضة
انتهت فعاليات الاجتماع الوزاري الثلاثي الذي استضافته القاهرة يومي 27 و28 أغسطس بشأن مفاوضات سد النهضة، مساء الإثنين، والذي تم بمشاركة وفود التفاوض من مصر والسودان وإثيوبيا، بهدف الوصول إلى اتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
مفاوضات سد النهضة
وفي هذا الصدد، قالت وزارة الموارد المائية والري، في بيان لها، عبر حسابها على "فيسبوك"، إن جولة التفاوض المنتهية بالقاهرة لم تشهد تغيرات ملموسة في مواقف الجانب الإثيوبي، مشيرة إلى أن "هدف المفاوضات هو الوصول إلى اتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة".
وأكد البيان أن "مصر تستمر في مساعيها الحثيثة للتوصل في أقرب فرصة إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، على النحو الذي يراعى المصالح والثوابت المصرية بالحفاظ على أمنها المائى والحيلولة دون إلحاق الضرر به، ويحقق المنفعة للدول الثلاث".
وشددت الوزارة على ضرورة أن تتبنى جميع أطراف التفاوض ذات الرؤية الشاملة التي تجمع بين حماية المصالح الوطنية وتحقيق المنفعة للجميع، وبما ينعكس إيجابًا على جولات التفاوض القادمة بهدف التوصل لاتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
ومن جانبه، قال المهندس محمد غانم، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري، إن فعاليات الاجتماع الوزاري الثلاثي الذي استضافته القاهرة على مدار يومي 27 و28 أغسطس الجاري، بشأن مفاوضات سد النهضة، لم تشهد تغييرات ملموسة في مواقف الجانب الإثيوبي.
وأكد غانم، أن مصر تستمر في مساعيها الحثيثة للتوصل في أقرب فرصة إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، على النحو الذي يراعى المصالح والثوابت المصرية بالحفاظ على أمنها المائي والحيلولة دون إلحاق الضرر به، ويحقق المنفعة للدول الثلاث.
وأشار: هذا الأمر يتطلب أن تتبنى جميع أطراف التفاوض ذات الرؤية الشاملة التي تجمع بين حماية المصالح الوطنية وتحقيق المنفعة للجميع، وبما ينعكس إيجابًا على جولات التفاوض القادمة بهدف التوصل لاتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة طبقا للبيان الصادر عن اجتماع قيادتي مصر وإثيوبيا في هذا الشأن.
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة إن التخزين الرابع لـ سد النهضة مستمر حتى صباح يوم 28 أغسطس 2023، وهو اليوم الثاني لاستئناف المفاوضات في جولة ثامنة منذ بدء المفاوضات 2011، بمشاركة وفود التفاوض من مصر والسودان وإثيوبيا، التي يخيم عليها الغموض والسرية التامة بدءا من تحديد اليوم الأول الأحد 27 أغسطس للاجتماعات، وأسلوب المفاوضات الذي اختلف عليه الوزراء في أبريل 2021 في كينشاسا (الكونغو الديمقراطية).
وأضاف شراقي، أن هناك مطالب جديدة لـ إثيوبيا كما حدث أثناء مفاوضات واشنطن فبراير 2020، حيث طالبت أن يكون لها حصة، وفي حالة مناقشة ذلك يجب دعوة باقي دول المنبع للتحدث عن أنفسهم.
مصر واتفاق واشنطن
ولفت إلى أن هذا موضوع خارج سياق قضية سد النهضة وإثارته يخبئ نية سيئة لتوسيع دائرة التوتر وجمع دول المنابع بجانب إثيوبيا في مواجهة مع مصر، وإطالة أمد المفاوضات إلى مالا نهاية.
وأشار شراقي، إلى أن مصر وقعت بالأحرف الأولى على اتفاق واشنطن، وليس هناك أبلغ من هذا على حسن النوايا المصرية والتأكيد على وجود إرادة سياسية للوصول إلى اتفاق، وعلى الجانب الإثيوبي إثبات حسن النوايا ووجود رغبة في حل قضية سد النهضة.
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد سيد أحمد المحلل السياسي، إن الجولة الأولى من مفاوضات سد النهضة التي عقدت اليومين الماضيين داخل القاهرة لم تحقق حلا ملموسا بشأن أزمة سد النهضة.
وأضاف سيد أحمد، أن الجانب الإثيوبي لم يبدي حتى الآن المرونة الكافية أو الجدية في التفاوض، وجاءت تلك المفاوضات في السياق الإيجابي في ظل اتفاق الرئيس السيسي ورئيس الوزراء آبي أحمد في 13 يوليو الماضي على هامش قمة جوار السودان بشأن إيجاد حل لأزمة السد النهضة خلال 4 أشهر.
ولفت إلى أن الجولة المقبلة من المفاوضات والتي ستنطلق في سبتمبر المقبل بأديس أبابا، ستؤكد مصر فيها على مطالبها بالتوصل إلى ميثاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة خاصة في فترات الجفاف والجفاف الممتد.
وعلى نفس السياق، أصدرت وزارة الخارجية الإثيوبية، الاثنين، بيانًا قالت فيه إن أديس أبابا ستستضيف الجولة المقبلة من مفاوضات سد النهضة الشهر القادم.
وقالت الخارجية الإثيوبية في بيانها: "وفود إثيوبيا ومصر والسودان أكملت الجولة الأولى من المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة، والمشاركون في المفاوضات تبادلوا الآراء للوصول إلى موقف مربح للجميع بشأن سد النهضة".
والجدير بالذكر، أن جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة، انطلقت يوم الأحد المماضي في القاهرة بمشاركة وفود من مصر والسودان وإثيوبيا، وانتهت أمس الاثنين.