جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 11:29 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الغدر والخيانة .. رسالة قوية من ”البرهان” لقيادة قوات الدعم السريع

عبدالفتاح البرهان
عبدالفتاح البرهان

نشرت وكالة الأنباء السودانية «سونا»، صباح اليوم الاثنين، نص كلمة رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، بمناسبة عيد الجيش رقم (٦٩).

وبحسب الوكالة، جاء نص الكلمة التي ألقاها «البرهان»، صباح الاثنين، كالآتي:

«بسم الله الرحمن الرحيم

واصلي وأسلم علي نبيه الكريم، وعلى آله وصحبه أتم الصلاة وأفضل تسليم

شعبنا الصابر الأبي

استقبلنا في مثل هذا اليوم الرابع عشر من أغسطس من العام المنصرم في مدينة شندي، ذكري العيد رقم (٦٨) لقواتكم المسلحة، وأكدنا وقتها أننا سنستمر في بذل المهج والأرواح رخيصة في سبيل أمن واستقرار وكرامة هذا البلد، لم نكن يومها نتصور أن تمتد يد الغدر والخيانة من قيادة قوات الدعم السريع، ويستبد بها الطمع والتعطش للسلطة للحد الذي فرض علينا حكومة وجيشاً وشعباً هذه الحرب؛ التي نخوضها مضطرين دفاعاً عن أمن وكرامة الأمة السودانية، بعد أن سلكنا كل السبل وقدمنا كل ما يمكن تقديمه لمنع وقوعها، ولنحافظ على أرواح ودماء أبناء شعبنا، والتي كنا ندخرها لبناء ونهضة البلد ولتشكيل حاضر مشرق ومستقبل مشرق للأجيال القادمة.

مواطني الكرام

نستقبل في هذا اليوم ذكرى سودنة قيادة قواتكم المسلحة في ١٤ أغسطس ١٩٥٤م، وبلادنا تواجه أكبر مؤامرة في تاريخها الحديث، تستهدف كيان وهوية وتراث ومصير شعبنا، الذي ظل منذ صبيحة ١٥ أبريل الماضي يواجه أبشع فصول الإرهاب وجرائم الحرب على أيدي مليشيا المتمرد الخائن حميدتي وأعوانه، الذين قادوا أكبر ظاهرة قامت على التضليل والكذب والخداع وتزييف الحقائق وشراء ذمم الناس في تاريخ هذا البلد، تحت لافتة وراية زيف مؤسسة تسمى بالدعم السريع.

واستمرت محاولاتهم المستميتة منذ فجر التغيير في ٢٠١٩م، مستغلين ثورة الشعب ثورة ديسمبر المجيدة في التمكين وتمرير مشروع قائد المليشيا الخاص، الذي يقوم علي نشر الفوضى واختلاق الأزمات الأمنية والاقتصادية واستثمار التجاذبات السياسية، للرجوع بالبلاد إلى عهود ما قبل الدولة الحديثة، وليقيم على أنقاض وأشلاء البلاد وشعبها وقواتها المسلحة مملكته الخاصة، تحت زيف شعارات استعادة الديمقراطية والحكم المدني، هذه الشعارات التي عايش زيفها شعبنا بأكمله على مدى الشهور الماضية، نهباً للممتلكات وقتلا وتنكيلا بالأنفس بلا تمييز واغتصابا للحرائر، وارتكابا لكل جريمة يمكن أن يتصورها عقل أو تخطر على بال.

فكيف يمكن أن تأتي بديمقراطية بارتكاب جرائم الحرب في الخرطوم والجنينة وكتم وطويلة وسربا وصليعة ومنواشي وكأس وكل شبر وطأته أقدام المتمردين في البلاد منذ تمردهم المشئوم.

شعبنا الكريم

نؤكد لكم ولجميع العالم أن القوات المسلحة ستظل كعهدها علي مدي تاريخها الذي يقترب من المائة عام، بأننا سنظل قوات محترفة تقف مع خيارات شعبنا العظيم، وحقه المشروع في دولة القانون والديمقراطية والمؤسسات دولة الحرية والسلام والعدالة التي يحلم بها شباب بلادي، بعد توافق نتفادى فيه كل تجاوزات وأخطاء ما قبل 15 أبريل 2023م، لنصل إلى صيغة سياسية محكمة وعادلة ومقبولة لدى شعبنا، تصل بالبلاد إلى محطة الانتخابات التي يختار فيها من يحكمه بجدارة واستحقاق، وحينها ستجدون قواتكم المسلحة إلى جانبكم، ثم لتمضي في أداء واجبها الوطني المقدس في حماية الأرض والعرض ومواصلة مسيرة التحديث والتطوير، جيشاً واحدا موحدا خالي من أي تشوهات تهدد الأمن الوطني السوداني مستقبلاً.

مواطني الشرفاء

لا يفوتني في هذا المقام أن أحيي شهداء بلادنا في كل الحقب وشهداء معركة استرداد كرامتنا الوطنية وحسم هذا التمرد والتي ظل يسطر فصولها النابضة بالبطولة والفداء أبناؤكم وإخوانكم في قواتكم المسلحة والشرطة وجهاز المخابرات العامة، وكافة فئات الشعب المستنفرين والمتطوعين، الذين بادروا إلي تلبية نداء الوطن بكل ولايات البلاد امتزجت دماءهم مع دماء أشقاءهم في القوات المسلحة والشرطة والأمن.

كما نقدم تحية الإجلال والاكبار لكامل شعبنا نساء ورجالاً، شيباً وشباباً، الذين لم تزدهم هذه المحنة الوطنية إلا عزما وقوة وثقة في قواتهم المسلحة، ونعاهدكم جميعاً أيها الشرفاء أن نحتفل قريبا جدا وبعون الله وتوفيقه بالنصر المؤزر على هذا التمرد الغاشم، وعلى أن نحافظ على هذا البلد وشعبه، وأن نجنبه مستقبلاً مغامرات كل متهور ومغامر، وأن نبدأ ونواصل معاً مسيرة البناء وإعادة تأهيل ما دمرته هذه الحرب بإذن المولي عز وجل.

شكرا لجوار وأصدقاء السودان الذين سعوا ويسعون معنا لإعادة الأمن والاستقرار إلي وطننا الغالي

والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته».