بوساطة امريكية.. تطور جيدد بشأن سد النهضة
أجرى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، محادثات عبر الهاتف مع نظيره المصري سامح شكري، حول الجهود المشتركة لتعزيز الاستقرار الإقليمي والأوضاع في السودان وليبيا وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في بيان إن الوزيرين ناقشا تعزيز الاستقرار الإقليمي "من خلال التنسيق المكثف لإنهاء الصراع في السودان ودعم الممثل الخاص للأمم المتحدة باثيلي في التوسط في مسار انتخابات ناجحة في ليبيا، ولتعزيز تدابير متساوية للأمن والكرامة والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين".
كما أكد بلينكن دعم الولايات المتحدة الكامل لحل دبلوماسي بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير، يحمي احتياجات مصر المائية، ويعزز مصالح جميع الأطراف.
وصرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، بأن الوزير الأمريكي حرص على تأكيد أهمية الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، والحرص على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والتنموية والعسكرية والأمنية.
كما حرص وزير الخارجية الأمريكي على تبادل وجهات النظر والتشاور بشأن مواقف البلدين تجاه عدد من القضايا الإقليمية، وفى مقدمتها السودان وليبيا و القضية الفلسطينية، حيث حرص الوزير شكرى على استعراض رؤية مصر ومواقفها تجاه تلك القضايا.
وثمن الوزير " بلينكن" الدور المهم الذى تضطلع به مصر فى إطار آلية دول جوار السودان، مبرزاً حرص الولايات المتحدة على التنسيق مع مصر من أجل إنهاء الأزمة فى السودان، بالإضافة إلى تنسيق المواقف والتعاون بشأن إيجاد حلول ناجعة ومستدامة لمختلف الأزمات والتحديات التى تواجه المنطقة.
وكشف السفير أبو زيد فى نهاية تصريحاته، أن الاتصال بين وزيرى خارجية مصر والولايات المتحدة عكس محورية وخصوصية العلاقات الثنائية بين البلدين، والتطلع لتعزيز الشراكة بينهما لما تسهم فيه من تحقيق مصالحهما المشتركة، وترسيخ ودعم الاستقرار الإقليمي.
في هذا الصدد قال الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية، إن هناك عدة نقاط يجب أن نتحدث عنها، أولها العلاقات الهامة التي تربط بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وهي علاقات قوية وإستراتيجية كما أن هناك بينهما تعامل في عدد من القضايا المختلفة سواء سياسياً او اقتصادياً أو في مجال التنمية ، ثانياً؛ الولايات المتحدة الامريكية قوة عظمى وحتى اذا كانت هناك حالة من التغير الدولي لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية قوة عظمي وفي هذا الاطار هي تمتلك القدرة للوصول إلى حل ، الامر الثالث يتعلق بملف سد النهضة وعدم الوصول إلى حل نهائي حتى الان.
وأشار إلى أن وجهة النظر المصرية لا تعارض التنمية في أثيوبيا، ولكن في نفس الوقت مصر تبحث عن مصالحها وأن لا تُضر مصالحها، نظراً لما يمثله نهر النيل من أهمية قصوى لمصر، وعدم وجود مصدر بديل ، وكل هذه العوامل تجعل الولايات المتحدة الامريكية تعمل بشكل جاد على التوصل لحل سلمي لهذا الملف، وهذا ما تسعى إليه أيضا الدبلوماسية المصرية .
وأضاف الدكتور إكرام بدر الدين أنه منذ حوالي شهر كان هناك لقاء جمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد، وذلك على هامش قمة دول جوار السودان التي انعقدت في مصر، وتم التوصل لاتفاق هام وهو أن يتم التوصل لحل لهذه القضية بما لا يتعارض مع المصالح الإثيوبية والمصرية، وتم تحديد مدة زمنية هي 4 أشهر ، وبالتالي في هذا الاطار، الولايات المتحدة ستعمل على حل هذه المشكلة، وهذا يأتي في إطار العلاقات القوية والمتينة بين مصر وامريكا، للتوصل لاتفاق قانوني يتعلق بقواعد ملء السد وايضاً يضمن حصص المياه الخاصة بمصر والسودان.
ونوه بأن المحادثة التي تمت بين وزير الخارجية الأمريكي ووزير الخارجية سامح شكري، تعطي دفعة قوية في المسار التفاوضي، ونأمل أن يتم التوصل لحل نهائي في خلال الفترة الزمنية التي تم تحديدها من قبل وهي 4 أشهر.
وقال الخبير في الشؤون الدولية إن موقف الادارة الامريكية المتعاطف مع مصر لم يترجم بشكل حقيقي او خطوات ملموسة على ارض الواقع يمكنها أن تحدث حراكا حقيقيا، لافتا إلى أن بايدن عندما تولى السلطة اعاد المساعدات الى اثيوبيا بعد أن كان ترامب منعها عنها كنوع من العقاب وذلك بعد هروب اثيوبيا من توقيع اتفاق بشان سد النهضة عام 2020، ورفض السودان التوقيع عليه أيضاً ، وكان يمكن لهذا الاتفاق إذا تم التوقيع عليه ان يحدث تغيرات بشأن هذا الملف ، ولكن في ظل التغيرات الجديدة واللقاء الذي جمع الرئيس السيسي مع ابي احمد على هامش قمة جوار السودان واتفاق البلدين في التوصل لاتفاق في 4 اشهر، فيمكن لامريكا أن يكون لها دور هام سواء من الناحية الفنية او من ناحية تسريع المفاوضات وممارسة ضغوط على الجانب الاثيوبي للتوصل لحل ملزم واتفاق بشكل يتيح التعاون بين الاطراف، وتعاون يقوم على الازدهار والاستفادة من الكهرباء، وعلى أمريكا أن تترجم تعاطفها الى خطوات ملموسة على ارض الواقع.
يذكر أن القاهرة استضافت- يوم الخميس 13 يوليو 2023- فعاليات مؤتمر قمة دول جوار السودان، في محاولة للتوسط بين الطرفين المتحاربين وهي أحدث المساعي الدولية الرامية لمنع اندلاع حرب أهلية وتفاقم الأزمة الإنسانية داخل البلد العربي الشقيق.
وكان من بين المشاركين بالقمة آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا ، الذي كان قد وصل إلى القاهرة، الأربعاء، للمشاركة في قمة دول جوار السودان، والتي عقدت في اليوم التالي، كما سُبق الذكر.
واستقبل الرئيس السيسي رئيس الوزراء الإثيوبي، الذي كان يرأس وفد بلاده في قمة دول جوار السودان لبحث سبل حل الصراع الحالي وتداعياته، وتناول اللقاء حينها العلاقات الثنائية بين البلدين وقضية سد النهضة.
وكان أبرز ما ناقشه الزعيمان خلال اللقاء الذي تم يوم الخميس 13 يوليو 2023 مسألة جمود المفاوضات الخاصة بأزمة سد النهضة وكيف يمكن تجاوزها، حيث اتفقا على النقاط التالية:
أولا: جدد الزعيمان تأكيد إرادتهما السياسية المتبادلة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، سياسياً واقتصادياً وثقافياً، انطلاقاً من الرغبة المشتركة في تحقيق مصالحهما المشتركة وازدهار الشعبين الشقيقين، بما يسهم أيضاً بشكل فعال في تحقيق الاستقرار والسلام والأمن في المنطقة، وقدرة الدولتين على التعامل مع التحديات المشتركة.
ثانيا: اتفق الزعيمان على ضرورة الشروع في مفاوضات عاجلة للانتهاء من الاتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان لملء سد النهضة وقواعد تشغيله، واتفقا على بذل جميع الجهود الضرورية للانتهاء منه خلال 4 أشهر.
ثالثا: ومن المقرر أنه خلال فترة هذه المفاوضات، أوضحت إثيوبيا التزامها، أثناء ملء السد خلال العام الهيدرولوجي 2023-2024، بعدم إلحاق ضرر ذي شأن بمصر والسودان، بما يوفر الاحتياجات المائية لكلا البلدين.