نزيف الزعامات ينهك داعش.. تنظيم الدم من البغدادي لـ أبو الحسين
منذ سنوات بدى ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" يترنح، خاصة بعد القضاء على زعيمه الأشهر ابو بكر البغدادي بعدما اذاق المنطقة العربية ويلات الخراب والدمار بل والقتل والاغتصاب والاستعباد باسم الدين الاسلامي الحنيف.
وفي ضربة قاصمة جديدة تكبدها تنظيم داعش قتل رابع زعمائه، في تطور يسرّع وتيرة نزيف بكلفة باهظة تسرع من انهيار التنظيم.
والخميس، أعلن داعش في تسجيل صوتي مقتل زعيمه الرابع أبي الحسين الحسيني القرشي في اشتباكات مع هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) في شمال غربي سوريا، وعين خلفا له.
وقال المتحدّث باسم التنظيم أبي حذيفة الأنصاري، في تسجيل نشرته حسابات محسوبة على التنظيم: "لقد قتل الشيخ رحمه الله بعد مواجهة مباشرة في إحدى بلدات ريف إدلب إثر محاولتهم أسره وهو على رأس عمله فاشتبك معهم بسلاحه حتى قتل متأثرا بجراحه".
ولم يحدد التنظيم متى قتل زعيمه وفي أي منطقة من إدلب تحديدا، لكن المتحدث أكد تعيين أبي حفص الهاشمي القرشي زعيما جديداً للتنظيم المتطرف.
اعتراف متأخر لكنه يؤكد إعلانا سابقا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال فيه إنه تم "تحييد الزعيم المفترض لداعش، واسمه الحركي أبو الحسين القرشي، خلال عملية نفذها جهاز الاستخبارات الوطني في سوريا".
وتكبد داعش بحسب "العين الاخبارية" نزيف ضخم من زعامات التنظيم الذي ارتفعت حصيلته لـ4، أولهم كان الزعيم الأول أبو بكر البغدادي، وبعده بسنوات أبو إبراهيم القرشي، والثالث أبو الحسن الهاشمي القرشي، وآخرهم أبو الحسين القرشي.
أبو الحسين
انضم إلى صفوف تنظيم داعش عام 2013، وتمت ترقيته إلى مناصب عليا خلال فترة وجيزة.
وفي نوفمبر 2022، أعلن المتحدث باسم داعش، أبو عمر المهاجر ، في رسالة صوتية مدتها 10 دقائق، أن أبو حسين القريشي هو الزعيم الجديد للتنظيم الإرهابي.
كما تم إعلانه خليفة للتنظيم في 30 نوفمبر 2022 إثر مقتل سلفه زعيم التنظيم السابق أبو الحسن القرشي.
ولم يعط المهاجر وقتها أية تفاصيل أخرى عن أبو الحسين القرشي، لكنه حث أنصاره على الحكم عليه "بأفعاله"، داعيا إياهم إلى إعلان البيعة له.
البغدادي
قتلته القوات الأمريكية في أكتوبر 2019 بمحافظة إدلب السورية.
أعلن ذلك الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، موضحا أن مقتل الإرهابي جاء في عملية نفذتها القوات الأمريكية الخاصة "دلتا فورس" بإدلب شمال غرب سوريا، موجها الشكر لأطراف أخرى لم يسمها لكنه قال إنها ساهمت في إنجاح العملية.
وفي 29 يونيو 2014، أعلن داعش قيام ما وصفها بـ"الخلافة"، وتنصيب أبو بكر البغدادي "إماما وخليفة للمسلمين في كل مكان"، ودعا تابعوه في مختلف أنحاء العالم إلى مبايعته.
وكان البغداي الأغلى على رأس قائمة المطلوبين للولايات المتحدة، حيث عرضت مكافأة قدرها 25 مليون دولار مقابل الحصول على معلومات تؤدي للوصول إليه،
أبو إبراهيم القرشي
وفي فبراير 2022، أعلنت الولايات المتحدة مقتل زعيم التنظيم الثاني أبو إبراهيم القرشي في إدلب أيضاً.
وآنذاك، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الزعيم السابق للتنظيم فجر نفسه خلال عملية شنتها قوات خاصة أمريكية في بلدة أطمة بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، وهي منطقة تسيطر عليها تنظيمات وفصائل مسلحة.
ومنذ تسلمه قيادة التنظيم نهاية أكتوبر 2019، لم يظهر إبراهيم الهاشمي القرشي علنا أو في أي من الإصدارات، ولم يكن يعرف الكثير عنه أو عن تنقلاته.
كما لم يعن اسمه حينها شيئا للكثير من الخبراء بشؤون الجماعات الإرهابية.
أبو الحسن القرشي
في 2022، أكد التنظيم المتطرف مقتل زعيمه الثالث أبي الحسن الهاشمي القرشي الذي تبين أنه قضى في اشتباكات مع مقاتلين محليين في جنوب سوريا.
وحينها، قال المتحدث باسم التنظيم أبو عمر المهاجر، في تسجيل صوتي نشرته حسابات متطرفة، إن "القرشي قتل"، معلناً تعيين أبي الحسين الحسيني القرشي خليفة له".
وبينما لم يحدد مكان أو تاريخ مقتله، قال الجيش الأمريكي في بيان صدر آنذاك، إن العملية التي قادت لمقتل زعيم داعش نفذها مقاتلون محليون بمحافظة درعا بسوريا في منتصف أكتوبر الماضي دون مشاركة أمريكية.
ومُني التنظيم، الذي سيطر في العام 2014 على مناطق واسعة بسوريا والعراق، بهزيمة أولى في العراق في العام 2017، ثم في سوريا في العام 2019.
وخسر التنظيم كامل مناطق سيطرته. إلا أن عناصره المتوارين لا يزالون يشنون هجمات بالبلدين كما يتبنى التنظيم هجمات في دول أخرى.