مصر توفر ما تحتاجة من الوقود .. انفراجة بمخزون الغاز

تسعى الدولة المصرية لتكثيف أنشطة البحث والاستكشاف لمواردها من الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط، سعياً لتحقيق الاستغلال الاقتصادي والتنموي الأمثل لموارد مصر وتعظيم الاحتياطيات المضافة من الغاز الطبيعي بهدف تلبية احتياجات السوق المحلي وزيادة التصدير لدعم الناتج القومي.

وتتبنى وزارة البترول والثروة المعدنية في مصر، نهجاً جديداً يستهدف تطوير جميع أنشطتها في مجال جذب الاستثمارات لمشروعات البحث والاستكشاف من خلال تطبيق أحدث الوسائل والتقنيات العالمية في طرح المزايدات للمستثمرين والشركات العالمية، وتيسير الإجراءات ورقمنتها دعماً لسرعة اتخاذ قرار الاستثمار.

وفي هذا الصدد، وافق مجلس الوزراء على ثلاثة عقود نفط وغاز بقيمة 319 مليون دولار، ما يعطي الضوء الأخضر لبرنامج استكشاف وإنتاج سيشهد حفر ما يصل إلى 13 بئراً في البحر المتوسط وخليج السويس.

وتم توقيع أول اتفاقيتين بين الشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعي وشركة إكسون موبيل مصر المحدودة للطاقة التابعة لشركة إكسون موبيل ومقرها الولايات المتحدة.

وستشهد الاتفاقيات قيام الولايات المتحدة بأنشطة الاستكشاف والإنتاج الرئيسية في كتل القاهرة والمصري، الواقعين في حوض البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل مصر، وفقًا لشروط الصفقات، ستدير شركة ExxonMobil كلا الكتلتين بفائدة 100٪.

ووقعت الاتفاقية الثالثة بين الهيئة المصرية العامة للبترول وشركة بيكو بتروليوم الدولية لخدمات حقول النفط والخدمات البحرية وشركة النفط والغاز الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الأجنبية، فيما تشمل الصفقة التنقيب عن امتياز Geisum و Twila وتطويره الواقع في خليج السويس، ويضم الامتياز حقول شمال Geisum، وجنوب Geisum، وشمال شرق Geisum، وطويلة الغربية، ويحتوي الامتياز على 87 بئراً وست منصات بحرية وخمس أنابيب إنتاج ومرفق تخزين بري. ويبلغ الإنتاج الحالي 4900 برميل يوميًا.

وفي يوليو نشرت وكالة "بلومبرج الشرق"، تقريرا تؤكد فيه أن إحدى شركات النفط العاملة في مصر سوف تحفر العام الجاري 3 آبار بمنطقة غرب الدلتا للمياه العميقة، ما يضيف 200 مليون قدم مكعبة يومياً من الغاز في مصر بحلول 2024.

وقال التقرير، إن "شركة شل" تبدأ حفر 3 آبار جديدة لاستخراج الغاز في مصر العام الجاري، ما قد ينتج عنه إضافة 200 مليون قدم مكعبة يومياً بدءاً من منتصف العام المقبل، وستحفر الشركة الآبار الجديدة ضمن امتيازها في منطقة غرب الدلتا للمياه العميقة بتكلفة تتجاوز 200 مليون دولار.

ومن المقرر أن تتم عمليات الحفر والإنتاج من خلال شركة "رشيد والبرلس للبترول" وهى الشركة المشتركة بين "الهيئة العامة للبترول" وشركة شل العالمية والتي تعمل في منطقة غرب الدلتا بالمياه العميقة بالإضافة إلى شريكتها "بتروناس" العالمية.

وكانت حقول غرب الدلتا بالمياه العميقة في البحر المتوسط تراجع إنتاجها على نحو ملحوظ على مدار السنوات الماضية، إذ انخفض الإنتاج من ملياري قدم مكعبة يومياً في عام 2008 إلى 300 مليون قدم مكعبة يومياً فقط لعام 2022.

وكانت وزارة البترول ذكرت في بيان مؤخراً أنه يجري تنفيذ عدد من المشروعات لتنمية حقول الغاز والزيت الخام بتكلفة إجمالية تصل إلى حوالي 1.9 مليار دولار من أهمها تنمية حقول شمال سيناء بالمرحلة الثالثة، والمرحلة العاشرة لغرب الدلتا للمياه العميقة، ومشروع تنمية غرب البرلس، وتنمية حقل صفا.

وبلغ إنتاج الغاز لشركة رشيد والبرلس في عام 2022 نحو 278 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً بنسبة زيادة بلغت 149% من المستهدف، حسب بيان صدر عن الشركة في مارس الماضي. وبلغ معدل إنتاج المتكثفات حوالي 6 آلاف برميل يومياً خلال الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2022.

وكشف المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية - عن وضع خطة سنوية تتضمن استثمارات بقيمة 8 مليارات دولار بقطاع النفط والغاز خلال العام المالي الحالي بمجالات البحث والاستكشاف والتنمية ومصروفات التشغيل، مشيراً إلى نجاح بلاده في الحصول على دعم الشركات العالمية والشركاء الاستراتيجيين.

كما أوضح الملا أن مصر وضعَت خطة طموحة لأعمال الحفر لاستكشاف الغاز في مصر، وسيكون معظمها بحريّاً، وفي شرق البحر الأبيض المتوسط بالمياة الإقليمية المصرية، وبامتداد دلتا النيل بالبحر المتوسط، والمناطق الاقتصادية غرب المتوسط، بعدد آبار يبلغ 35 بئراً استكشافية كبيرة، باستثمارات تبلغ 1.8 مليار دولار خلال عامين تمثل الحد الأدنى للالتزامات التعاقدية مع الشركات.

وكانت صادرات مصر من الغاز المسال سجّلت ارتفاعًا في الربع الأخير من العام الماضي بنسبة 13% على أساس سنوي، مسجلة 2.6 مليون طن، مقابل 2.3 مليون طن خلال الربع المماثل من 2021.

وبلغ إجمالي صادرات مصر من الغاز المسال خلال 2022 بلغ 7.4 مليون طن، مقابل 6.6 مليون طن في عام 2021، وهو ما جعل مصر تحقق رقما قياسيا في صادرات الغاز، لتصل إلى 8 ملايين طن -تشمل صادرات الغاز عبر خطوط الأنابيب- في 2022، مقارنة بنحو 7 ملايين طن عام 2021.

وبلغت قيمة إيرادات صادرات مصر من الغاز 8.4 مليار دولار في 2022 مقارنة بـ3.5 مليار دولار خلال عام 2021، أي بنسبة زيادة 140%، بسبب زيادة أسعار تصدير الغاز المسال عالميًا.