جريدة الديار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 02:34 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

قضيتان عاجلتان.. سر زيارة رئيس وزراء اليونان إلى مصر ولقاء السيسي

تجمع مصر واليونان علاقات ثنائية متبادلة على كافة الأصعدة والمجالات، فهذه العلاقات شهدت نقلة نوعية على مختلف الأصعدة السياسية، الاقتصادية والثقافية وأصبحت نموذجًا يحتذى به في التعاون الثنائي لمصلحة الشعبين.

حفظ الأمن والاستقرار

وتعمل البلدين تعزيز الاستفادة من الثروات الطبيعية في شرق المتوسط وحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، حيث تحظى علاقات مصر واليونان بخصوصية كبيرة، ليس لأنها تضرب بجذورها في أعماق الحضارة الإنسانية فحسب، بل كونها تمثل على مدار عقود نموذجًا للترابط والتعايش بين الثقافات والأديان والتعاون الاستراتيجي في منطقة شرق المتوسط.

وعقدت اليوم الخميس، في مدينة العلمين الجديدة، مباحثات قمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء اليونان كرياكوس ميتسوتاكيس في أول زيارة لرئيس وزراء اليونان للمنطقة، بعد إعادة انتخابه وتشكيل حكومته الجديدة، وجاء ذلك حسبما ذكر المستشار أحمد فهمي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية.

وقال المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن اللقاء شهد عقد مباحثات ثنائية تلتها مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، حيث أشاد الرئيس السيسي، بعمق وقبات العلاقات الاستراتيجية المتميزة بين مصر واليونان والتطور الملموس في مختلف المجالات، والتنسيق السياسي بين الدولتين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

من جانبه أكد رئيس الوزراء اليوناني، على رسوخ الروابط التاريخية التي تجمع البلدين، مرحبا بالتقدم الملحوظ في مستوى التعاون خلال السنوات الماضية، ومعرباً عن حرص بلاده على مواصلة تعميق العلاقات بين البلدين ودفعها إلى آفاق أوسع على مختلف المستويات، خاصةً في ضوء الدور المصري البارز في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بمنطقة المتوسط.

وأعرب رئيس الوزراء اليوناني عن شكره لمصر عقب إرسالها طائرات للمساعدة في عمليات إخماد حرائق الغابات في اليونان، بينما أعرب الرئيس السيسي، عن خالص التعازي والتضامن مع اليونان في مواجهة آثار وتداعيات حوادث حرائق الغابات، مؤكداً وقوف مصر بجانب اليونان في مواجهة تلك الأزمة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول سبل تعزيز آفاق التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين، حيث تم تأكيد الحرص المتبادل على سرعة تفعيل وتنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، واستمرار دفع التعاون في مجالات التعاون العسكري والاقتصادي والثقافي، إلى جانب ملف الطاقة وما يتعلق بالغاز الطبيعي والربط الكهربائي، وكذا التعاون في قطاعات التحول الأخضر.

المباحثات بين مصر واليونان

من ناحيةٍ أخرى، شهدت المباحثات تبادل الرؤي ووجهات النظر تجاه الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، في اتساق مواقف الدولتين في منطقة شرق المتوسط، مع تأكيد أن منتدى غاز شرق المتوسط يمثل أحد أهم الأدوات في هذا الإطار.

كما ناقشا تطورات ظاهرة الهجرة غير الشرعية في حوض البحر المتوسط، حيث ثمن رئيس الوزراء اليوناني ما تقوم به مصر من جهود لمواجهة هذه الظاهرة، خاصة في ضوء ما تفرضه من أعباء بسبب استضافة ملايين اللاجئين على أرض مصر.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن المباحثات تناولت في ذات السياق عدداً من القضايا ذات الاهتمام المتبادل، وعلى رأسها التبعات العالمية لتطورات الأزمة الروسية الأوكرانية، فضلاً عن مستجدات الأزمات القائمة في المنطقة، خاصةً ليبيا، حيث أكد الرئيس موقف مصر بدعم المسار السياسي وأهمية إجراء الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والبرلماني، وخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية واستعادة ليبيا لسيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها. واتفق الجانبان في هذا الصدد على مواصلة التنسيق المكثف لمواجهة مختلف التحديات المشتركة التي تواجهها المنطقة، بما يحقق آمال شعوبها في العيش في سلام وأمن واستقرار.

علاقات ممتدة وتاريخية

وفي هذا الصدد، قال جمال رائف، الكتب الصحفي والباحث السياسي، إن العلاقات المصرية اليونانية هي علاقات في الحقيقة شاملة واستراتيجية وتمدد جذورها في أعماق التاريخ.

وأوضح رائف ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن بعد عام 2014 شهدت طفرة كبيرة وغير مسبوقة بين مصر واليونان، وأصبح شركاء البحر المتوسط بإمكانهم أن يحدثوا الكثير والكثير من التعاون المثمر على كافة الأصعدة سواء فيما يتعلق بالتنسيق السياسي او التعاون الاقتصادي وأيضا التعاون الأمني خاصة في مجالات مهمة مثل الهجرة الغير شرعية وحتى المجالات الثقافية.

وأكد أن القمة المصرية اليونانية التي عقدت اليوم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان بمدينة العلمين تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين خاصة مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

وتابع: وجدنا مبادرة مهمة مثل مبادرة "احياء الجذور" التي في الحقيقة استطاعت ان تثبت ان الشعب المصري واليوناني لديهم قواسم تاريخية وثقافية مشتركة، وبالتالي قمة اليوم هي امتداد للعلاقات المتنامية.

ولفت: وبالتالي هناك ملفات كثيرة للنقاش الأن سواء فيما يتعلق بدعم التعاون الاقتصادي خاصة في مجالات الطاقة ونقل الكهرباء وأيضا مجالات تعزيز الاستثمارات اليونانية في الداخل المصري وهي بالفعل تشهد تنامي كبير جدا وأيضا تعزيز حجم التبادل التجاري.

وأضاف: على الصعيد السياسي يوجد الكثير من القضايا محل الاهتمام المشترك على راسها تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط خاصة فيما يتعلق بالقضية الليبية والأوضاع في السودان وغيرها من القضايا.

واختتم: نحن نتحدث عن علاقات سواء على صعيد اطار الثنائي بين مصر واليونان أو حتى على صعيد الآلية الثلاثية التي تجمع معهم قبرص، فهي علاقات ممتدة وتاريخية وتشهد تنامي ملحوظ طوال الوقت.

على رأس الأولويات

تتواصل الزيارات المتبادلة بين وزراء مصر واليونان في كافة القطاعات بهدف تعميق أوجه التعاون وبحث القضايا المشترك، حيث تربط الدولتين عددا كبيرا من المشروعات في كافة المجالات وعلى رأسها الطاقة والغاز فضلا عن مجالات التعاون عسكريا واقتصاديا وسياسيا.

ويرصد موقع "صدى البلد"، أبرز ملفات القمة المصرية اليونانية في العلمين الجديدة وهي:

أهمية استمرار التنسيق والتشاور إزاء القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك والحرص على مواصلة تعميق العلاقات بين البلدين ودفعها إلى آفاق أوسع.

الإشادة بآلية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص والعمل على مواصلة دعم وتعميق العلاقات المتميزة بين الدول الثلاث وتفعيل أطر التعاون القائمة بينهم إضافة إلى تعزيز التشاور السياسي بين الدول الثلاث حول كيفية التصدي للتحديات التي تواجه منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط.

سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة لا سيما تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية.

تناول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها جهود مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والأزمة الروسية الأوكرانية وأزمات الشرق الأوسط ومستجدات الأزمات القائمة في المنطقة وتداعيات الأزمات الراهنة للاقتصاد والغذاء والطاقة على مستوى العالم.

والجدير بالذكر، شهدت قيمة التجارة بين مصر واليونان ارتفاعا بلغ 2.2 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 2.1 مليار دولار خلال عام 2021. ووفقا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى اليونان إلي 1.7 مليار دولار خلال 2022 مقابل 1.6 مليار دولار خلال 2021 بنسبة ارتفاع قدرها%5.3 كما استحوذت مجموعات سلعية على 95.8% من إجمالي صادرات مصر إلى اليونان خلال 2022 بقيمة 1.629 مليار دولار.

وبلغت قيمة صادرات مصر لليونان من الورق نحو 13.5 مليون دولار، ومن نحاس ومصنوعاته نحو 13.3 مليون دولار، ومنتجات كيميائية متنوعة نحو 7.5 مليون دولار.