نصف الكرة الشمالي يحترق.. تحذير من طقس هذا الشهر وعواقب مآساوية تنتظر العالم
أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، تأثر العديد من البلدان على مدار الأسبوعين الماضيين بموجة حارة غير مسبوقة طالت دول نصف الكرة الشمالي “دول أوروبا، منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي والمغرب العربي”.
وأوضحت الدكتورة إيمان شاكر مدير مركز الاستشعار عن بعد، في فيديو تم بثه عبر الصفحة الرسمية لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن الأسباب الفنية لتلك الموجة الحارة تتمثل في:
وجود منخفض السودان الموسمي الذي امتد ليؤثر على العديد من المناطق منها مصر، مناطق من أوروبا، منطقة الشرق الأوسط.
هذا المنخفض دائما ما يسبب ارتفاعا في درجات الحرارة، ونسبة الرطوبة.
متوقع من يوم السبت المقبل الموافق 29 يوليو 2023 سيبدأ المنخفض، يتجه للمناطق الشرقية ويستمر تأثيره على منطقة شبه الجزيرة العربية ودول الخليج العربي بإرتفاع في درجات الحرارة.
المناطق الغربية سيتم انخفاض درجات الحرارة بها بشكل ملحوظ نتيجة امتداد المرتفع الجوي الذي يتقدم تدريجيا باتجاه الشرق، وبالتالي تنخفض درجات الحرارة مع تقدم المرتفع الجوي، وتتأثر به مصر اعتبار من يوم السبت ويصاحبه انخفاض في درجت الحرارة.
تأثير هذه الموجة بسبب القبة الحرارية التي استمر تأثيرها على مدار الأسبوعين الماضيين وأدت إلى ارتفاع كبير في درجة الحرارة وتجاوزت الحرارة حاجز الـ40 درجة.
ابتداء من يوم السبت سيتم انكسار تلك الموجة، ويبدأ تسريب الهواء البارد الساقط من طبقات الجو العليا ويسبب انخفاض درجات الحرارة.
نتيجة وجود الرطوبة المرتفعة التي تصل نسبتها أحيانا على السواحل الشمالية ما بين 90% إلى 95% أما المناطق الداخلية مثل الوجه البحري والقاهرة تصل نسبة الرطوبة ما بين 80 و85% .
كلما اتجهنا للجنوب تقل نسبة الرطوبة وتصل إلى 40% و35% في جنوب البلاد.
نتيجة ارتفاع نسبة الرطوبة يكون الإحساس بدرجات الحرارة أعلى من القيم الواقعية التي تسجلها.
درجات الحرارة المتوقعة على القاهرة بدءا من السبت 36 درجة، مع ارتفاع نسب الرطوبة درجة الحرارة المحسوسة سيكون من 38 إلى 39 درجة مئوية.
يوم الجمعة ستكون درجة الحرارة مرتفعة
يوم السبت درجة الحرارة على القاهرة الكبرى والوجه البحري بين 35 و36 درجة.
السواحل الشمالية من 31 إلى 32 درجة.
جنوب سيناء من 39 إلى 41 درجة.
شمال الصعيد من37 إلى 40 درجة.
جنوب الصعيد 41 إلى 43 درجة في الظل.
وجهت جمعية الهلال الأحمر المصري، عددًا من النصائح لكبار السن خلال موجات الحر، بالتزامن مع موجة الطقس الحار التي تشهدها البلاد خلال هذه الأيام.
وقالت جمعية الهلال الأحمر المصري، في منشور توعوي لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: إن كبار السن عليهم تجنب الخروج أثناء موجات الحر الشديدة والتواجد في أماكن رطبة ومظللة خلال فترة التواجد بالخارج، بالإضافة إلى غسل الجسم بالماء البارد وشرب الماء والسوائل بشكل مستمر، علاوة على ارتداء ملابس خفيفة وذات الوان فاتحة وفضفاضة وضع واقي الشمس وكذلك ارتداء قبعة واسعة الحواف.
كما وجه الهلال الأحمر، عددًا من التوصيات لأصحاب العمل لوقاية العاملين في القطاعات المكشوفة خلال موجات الحر، حيث نصحت بتوفير مظلات للعمال للعمل تحتها، بجانب إيقاف العمل في ساعات ذروة موجة الحر، بالإضافة إلى توفير مياه وسوائل باردة للشرب.
وحث الهلال الأحمر، على ضرورة شرب قدر كبير من المياه خلال اليوم بأوقات الطقس الحارة، يصل إلى 8 أكواب مياه على الأقل خلال اليوم، موضحة أن شرب الماء في فصل الصيف يقلل من الإصابة بالجفاف، كما يقوم بتخفيف ألم الصداع الناتج عن الجفاف لعدم شرب كميات مياه كافية، بالإضافة إلى أنه يساعد على تخليص الجسم من السموم، بجانب المساهمة في حل مشكلة حموضة المعدة وأخيرًا الحفاظ على ترطيب البشرة.
أسخن شهر على الإطلاق
ومن جانبها قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وخدمة كوبرنيكوس الأوروبية للأرصاد الجوية إنهما أصبحتا تمتلكان ما يكفي من المعطيات لإعلان شهر يوليو 2023 "أحرّ شهر تمّ تسجيله على الأطلاق".
ويأتي ذلك بعد ثلاثة أسابيع من الحرّ الخانق الذي سجّل في البحور وعلى ثلاث قارات، إدى إلى حرائق مدمرة، خصوصاً في حوض المتوسط وكندا.
ومن جانبه، قال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد بيتيري تالاس إن الحرارة هذا الشهر تخطت الرقم القياسي التي تمّ تسجيله في يوليو 2019.
وأضاف تالاس أن التحرك من أجل المناخ "ليس رفاهية بل ضرورة" محذراً من أن ما حصل ليس إلا "لمحة عن ما يمكن أن يحصل في المستقبل".
وفي أوّل تعليق على التقرير، قال الأمين العالم للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، للصحفيين إن "عصر الاحتباس الحراري انتهى وبدأ عصر الغليان العالمي" مضيفاً "التغيّر المناخي أصبح واقعاً. وهو مرعب. وهذه فقط البداية".
وتابع غوتيريش "بالنسبة للكوكب بأكمله، فإنها كارثة" مشيراً إلى أنه" باستثناء العصر الجليدي المصغر خلال الأيام المقبلة فإن يوليو 2023 سيحطم الأرقام القياسية في جميع المجالات".
ووصف غوتيريش الحرارة المرتفعة في نصف الكرة الأرضية الشمالي بأنها "صيف قاس". ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أن التأثيرات الشديدة للتغير المناخي تتماشى مع "التوقعات والتحذيرات المتكررة" من قبل العلماء، مضيفاً أن "المفاجأة الوحيدة هي سرعة التغيير".
عواقب مأساوية تنتظر العالم
ودعا غوتيريش مرة أخرى لاتخاذ إجراءات سريعة في مواجهة العواقب المأساوية، مشيراً مرة أخرى إلى قطاع الوقود الأحفوري. وأضاف "الهواء غير قابل للتنفس و الحرارة لا تطاق. ومستوى أرباح الوقود الأحفوري وتدهور المناخ غير مقبول". وحث "القادة على القيادة" مردفاً "لا مزيد من التردد. لا مزيد من الأعذار، لا مزيد من انتظار أن يتحرك الآخرون أولاً".
كما دعا غوتيريش قبيل قمة الطموح المناخي التي سيستضيفها في سبتمبر المقبل، الدول المتقدمة إلى الالتزام بتحقيق حيادية الكربون في أقرب وقت من عام 2040 وللاقتصادات الناشئة في أقرب وقت من عام 2050.
ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أن "الدمار" الذي بدأته الانسانية "يجب ألا يبعث على اليأس بل العمل" محذراً من أنه من أجل منع أسوأ النتائج على الإنسانية "تحويل عام من الحرارة الملتهبة إلى عام من الطموح الملتهب".
تسببت درجات الحرارة الشديدة وحرائق الغابات المدمرة التي سُجلت في يوليو في أجزاء من النصف الشمالي من الكرة الأرضية، في إثارة مخاوف من تأثيرها على الصحة والنظم البيئية والاقتصادات.
ومع تعرض مساحات واسعة من الولايات المتحدة لموجة حر غير مسبوقة اعتبر الرئيس جو بايدن الخميس أن ارتفاع درجات الحرارة الناتج من التغير المناخي "تهديد وجودي".
وقال بايدن في البيت الأبيض "لا اعتقد أن أحداً يستطيع أن ينكر بعد اليوم تأثير التغير المناخي"، كاشفاً اتخاذ إجراءات لضمان سلامة الأشخاص الذين يعملون في الهواء الطلق في شكل أكبر مع زيادة تمويل خدمات الأرصاد الجوية.
جاءت تصريحاته خلال اتصال عبر الفيديو مع رؤساء بلديات فينيكس وأريزونا وسان أنطونيو في ولاية تكساس المعروفة بحرارتها المرتفعة. وصدر إنذار متعلق بالحرارة الشديدة في نيويورك ليومي الخميس والجمعة في وقت فتحت المدينة 500 من المراكز المزودة بأجهزة تبريد.
وفي بكين التي شهدت أربعة أسابيع سجلت مستويات حرارة قياسية تجاوزت 35 درجة مئوية، حضت الحكومة كبار السن على البقاء داخل منازلهم وطلبت من الأطفال تقليص فترة اللعب في الخارج للتقليل من التعرض للحرارة وتلوث الأوزون على مستوى الأرض.
وفي العديد من دول حوض البحر المتوسط اندلعت حرائق غابات حيث تسببت الحرارة الشديدة الارتفاع في جفاف مساحات شاسعة من الأراضي.
ويكافح مئات من عناصر الإطفاء في اليونان حرائق غابات أوقعت ضحايا ولا تزال مستعرة منذ أسبوعين في أنحاء عدة من البلاد.