الكونجرس يخطو خطوته الأولى نحو إقرار ميزانية البنتاجون الجديدة
في تصويت بهامش ضئيل جداً خطا المشرّعون الأميركيون اليوم، الخطوة الأولى نحو الموافقة على الميزانية السنوية لـ"البنتاجون"، وذلك بعدما أضاف الجمهوريون إلى التشريع مجموعة إجراءات متشدّدة على صلة بالحرب الثقافية.
ويعطي قانون تفويض الدفاع الوطني الضوء الأخضر لتمويل قدره 886 مليار دولار، طلبه الرئيس جو بايدن لبرامج دفاعية للعام 2024، ما يمنح الجنود زيادة على الأجور بنسبة 5,2 بالمئة، ويوفر مساعدات لأوكرانيا بـ300 مليون دولار ولشراء 9 سفن جديدة للقوات البحرية.
لكن الأعضاء الديموقراطيين في مجلس النواب، بغالبيتهم الساحقة، عارضوا التشريع الذي عادة ما يكون غير مثير للجدل، بعدما أضاف الجمهوريون أحكاماً تلغي برامج التنوع وتنهي تمويل الإجهاض والرعاية الطبية للمتحولين جنسياً.
وجاء في بيان مجموعة من كبار المشرعين الديموقراطيين، برئاسة آدم سميث، وهو أرفع عضو ديموقراطي في لجنة القوات المسلحة ما كان في السابق مثالاً على التسوية والحكومة الفعالة أصبح نشيداً للتعصّب والجهل.
واحتاج رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي إلى دعم أشبه بالإجماع من غالبية حزبه المقتصرة على 5 مقاعد لتمرير النص الواقع في 1200 صفحة بواقع 219 لـ210.
وكان قد رضخ لضغوط اليمين المتطرف لإضافة بنود متشدّدة من شبه المؤكد أن يتم إسقاطها في المفاوضات مع مجلس الشيوخ الذي يقوده الديموقراطيون، والذي يبدأ مناقشة نسخته من التشريع الأسبوع المقبل.
ودفع الجمهوريون قدماً بتعديلات للحد من برامج ضمان التنوّع والإنصاف والشمول في "البنتاجون"، وحظر العلم الذي يرمز إلى مؤيدي المثليين في القواعد العسكرية، ووضع حدّ لتمويل الخدمات الطبية المتعلقة بالمتحولين جنسياً.
وعلى غرار ما هي غالباً عليه الحال في الآونة الأخيرة في واشنطن، تبيّن أن قضية الحق في الإجهاض هي من المسائل الأساسية العالقة.
وقدّم الطبيب السابق للبيت الأبيض روني جاكسون، والذي اصبح مشرّعاً يمينياً متشدداً، نصاً يمنع وزارة الدفاع من تغطية نفقات السفر لأفراد الخدمة اللواتي يحتجن إلى عبور حدود الولايات لإجراء عملية إجهاض.
وقالت لويس فرانكل، رئيسة التجمع النسائي الديموقراطي، في بيان إنّ "هؤلاء العناصر يغادرن منازلهن وعائلاتهن وأصدقاءهن، وهنّ على استعداد للمخاطرة بحياتهن لخدمة أمتنا.
وتابعت مع ذلك يصر الجمهوريون في مجلس النواب على حرمانهن من حريتهن الإنجابية، وعلى إلغاء سياسة من شأنها ضمان قدرتهن على السفر للحصول على رعاية خاصة بالإجهاض"، مضيفة "إنّه أمر مخز تماما".وأصبحت القضية مصدر قلق كبير في "البنتاجون"، حيث يمنع السناتور تومي توبرفيل، وهو جمهوري يميني متطرف، أكثر من 250 ترقية وتعييناً مشترطاً للمضي قدماً به إلغاء الوزارة هذه السياسة.
و لا تزال قوات مشاة البحرية من دون قائد مثبّت في المنصب للمرة الأولى منذ 164 عاماً، وقال وزير الدفاع لويد أوستن الخميس إنّ احتجاج توبرفيل، الذي دخل شهره الخامس الآن، بات قضية أمن قومي.