فرنسا على صفيخ ساخن .. توقف حركة التنقل واشتعال 2000 سيارة
أعلنت السلطات الفرنسية، اليوم الجمعة، توقف حركة التنقل في باريس ومحيطها اعتبارا من الـ9 مساء بالتوقيت المحلي.
وأشارت الداخلية الفرنسية إلى تضرر 492 مبنى وإحراق نحو 2000 مركبة وإشعال 3880 حريقا في الاحتجاجات.
وأضافت أنه تم اعتقال 875 شخصا خلال مواجهات أمس.
كما قرر السلطات في مارسيليا حظر التظاهرات اليوم ووقف حركة التنقل اعتبارا من الـ7 مساء اليوم بالتوقيت المحلي.
هذا وقد اعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، غادر القمة الأوروبية ببروكسل وألغي مؤتمرا صحفيا للعودة إلى فرنسا بسبب الاحتجاجات.
وأكدت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون مستعد لاتخاذ تدابير لحفظ الأمن مهما تطلب الأمر، وأنه سيترأس اجتماع خلية أزمة بحضور رئيسة الوزراء لمناقشة أحداث الشغب.
وفي وقت سابق من اليوم، قالت رئيسة وزراء فرنسا إن اجتماع خلية الأزمة سيبحث كل الخيارات بما في ذلك فرض حالة الطوارئ
وأكدت أن كل الخيارات مطروحة لإعادة النظام في البلاد، مشددة على أنه يجب تهدئة الوضع مهما كلف الأمر.
وكانت وزارة الداخلية الفرنسية قد أعلنت إصابة 249 شرطيا ودركيا في أعمال الشغب في فرنسا ليل الخميس الجمعة على خلفية مقتل مراهق برصاص شرطي في باريس الثلاثاء.
وأوضحت الوزارة أن السلطات نشرت 40 ألف عنصر من قوات الأمن على كامل الأراضي الفرنسية من بينهم خمسة آلاف في باريس. ولم تكن أي إصابة في صفوف عناصر الشرطة والدرك خطرة.
وقد توفى شاب يبلغ من العمر 17 عاما بعد قيام ضابط شرطة، يوم الثلاثاء، بإطلاق النار عليه، ما أدى إلى اشتباكات بين الجمهور والشرطة وأدى حتى الآن إلى عشرات الاعتقالات والإصابات.
وتوفي الشاب نتيجة إصابات تعرض لها عندما أطلقت الشرطة النار في نانترري، إحدى ضواحي باريس.
وفي أعقاب المأساة، تم احتجاز ضابط الشرطة وقتح تحقيق بتهمة "القتل العمد"، وهو أمر نادر في هذا النوع من القضية. وأوضحت الشرطة أن الواقعة كانت رد فعل من الضابط على رفض الشاب الامتثال.
وكانت ليلة الثلاثاء الأربعاء مضطربة في نانترري ، حيث اندلعت الاشتباكات بين ضباط الشرطة والمقيمين.
وفي النهاية، تم إلقاء القبض على أكثر من 30 شخصا، وأصيب حوالي عشرين من ضباط الشرطة، وأحرقت المركبات، وتضررت المباني.
وقال ماكرون إن إطلاق النار "لا يغتفر"، خلال اجتماع طوارئ عقد أمس الخميس، كما أدان أيضا الاضطرابات، مضيفا: "لقد شهدت الساعات القليلة الماضية مشاهد العنف ضد مراكز الشرطة وأيضا المدارس وقاعات المدينة، وكذلك مؤسسات الجمهورية"، مؤكدا أن هذه المشاهد "غير مبررة تماما".
وكان شرطي فرنسي قد قدم الاعتذار لعائلة الفتى نائل الذي أرداه الثلاثاء خلال عملية مراقبة مرورية في ضواحي باريس، وفق ما أفاد محاميه.
وأضاف «أصيب موكلي بصدمة شديدة من عنف هذا الفيديو... الذي شاهده لأول مرة أثناء احتجازه لدى الشرطة الفرنسية»، في إشارة إلى الصور التي تظهره وهو يطلق رصاصة تسببت في وفاة الشاب نائل البالغ 17 عاما بعد رفضه الانصياع ووقف السيارة التي كان يقودها.
وتابع المحامي "إنه منهار، فهو لا يستيقظ في الصباح ليقتل الناس. لا يريد أن يَقتل".
وُجهت إلى الشرطي تهمة القتل العمد وأعيد إلى الحبس الاحتياطي الخميس.
وأعلن ليينار أنه سوف يستأنف قرار الحبس صباح الجمعة.