أول زيارة رسمية لمسئول سعودي إلى إيران منذ سنوات.. هل تبشر بميلاد فصل جديد للعلاقات بين البلدين؟
احتفت وسائل الإعلام الإيرانية بزيارة وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان إلى العاصمة الإيرانية طهران، أمس السبت، تلك الزيارة التي تعد الأولى لمسئول سعودي منذ سنوات، وتأتي هذه الخطوة بعد اتفاق البلدين بوساطة صينية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد توقف دام لسنوات.
استئناف العلاقات الدبلوماسية
وتأتي هذه الزيارة بعد توترات وندية شهدتها العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تعود بداياتها لمنتصف القرن الـ19، وتحديدًا منذ العام 1943، لتشهد العلاقات بين البلدين تذبذبات بين الحين والآخر، وتأتي الصين في محاولة منها لإذابة جبل الجليد الفاصل بين كلا البلدين وتكلل تلك المحاولات بالنجاح مؤخرًا.
وكانت العاصمة الصينية "بكين" قد شهدت عقد المفاوضات بين ممثلي حكومتي البلدين (السعودية - إيران) في شهر مارس من العام الجاري2023، والتي أسفرت عن الإعلان عن اتفاق بين البلدين، بموجبه يتم استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد قطيعة استمرت سنوات.
طهران تستقبل أول مسئول سعودي منذ سنوات
وبحسب مصادر إعلامية سعودية وإيرانية، أفادت بأن وزير الخارجية السعودي قد وصل إلى طهران في وقت سابق من اليوم في زيارة رسمية والتي من المزمع أن يلتقي خلالها الوزير السعودي مع كل من: الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
وكانت السعودية وإيران قد اتفقتا في الـ10 من شهر مارس الماضي، على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإعادة فتح سفارتا كلا البلدين خلال مدة أقصاها شهران.
فيما اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيرانية علي رضا عنايتي، أن زيارة وزير الخارجية السعودي، لطهران اليوم السبت، إنما لتكون حلقة أخرى من نجاح سياسة الحكومة الإيرانية، التي تقوم على حسن الجوار"، واصفًا العلاقات الايرانية-السعودية بأنها ائتلاف من أجل السلام والتنمية"، حسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).
وأضاف المسئول الإيراني في تصريحاته التي نشرتها وكالة "إرنا" الإيرانية: أن تصميم الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، على الحوار والدبلوماسية، يبشر بأفق مشرق للتعاون الإقليمي وتحقيق الأمن والتنمية الشاملين.
سياحة دينية لم تتوقف بين شعبي البلدين
ويسافر أكثر من نصف مليون إيراني في كل عام إلى المملكة العربية السعودية من أجل السياحة الدينية إما للعمرة أو للحج، وعلى الجانب الآخر فنجد أن عشرات الآلاف من السعوديين "الشيعة" أيضًا يذهبون إلى مدينتي (مشهد و قم) في إيران لزيارة ضريح الإمام الرضا و ضريح فاطمة بنت موسى الكاظم.
الحدود السعودية - الإيرانية
كما وتتشارك كلا البلدين في حدود بحرية في الخليج العربي، في حقل الدورة للغاز الطبيعي و هو حقل غاز طبيعي يقع في مياة الخليج العربي مشترك ما بين السعودية ودولة "الكويت".
وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد توقيع معاهدة صداقة في 1930م، بدأ البلدين على اثرها في تبادل السفراء وإفتتحت أول سفارة إيرانية في المملكة العربية السعودية وكانت بمنطقة "جدة".