بعيدًا عن السياسة.. دعم من القاهرة لبوروندي في 6 مجالات
شهدت السياسة الخارجية المصرية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في عام 2014، نشاطاً مكثفاً وفتح آفاق جديدة للتعاون من مبادئ السياسة المصرية القائـــمة على تـــعزيز الســـلام والاستقرار في المحيط العربي والإقليمي والدولي.
والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مدينة شرم الشيخ جيرفيه ندير أكوبوكا، رئيس وزراء جمهورية بوروندي.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الجانبين أعربا عن رضاهما عن المستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، سواء على مستوى التنسيق والتشاور السياسي، أو على مستوى التعاون الاقتصادي الذي يشهد في الفترة الأخيرة تقدماً ملموساً.
كما تقدم رئيس الوزراء البوروندي بالشكر للرئيس على دعم مصر المتواصل لبلاده على صعيد احتياجاتها التنموية وبناء قدرات الكوادر البوروندية، فضلاً عن مساندة بوروندي في مختلف المحافل الدولية والإقليمية، بما يمثل نموذجاً للتعاون والتنسيق المتبادل بين الدول الأفريقية الشقيقة.
كما شهد اللقاء التباحث حول آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، خاصةً فيما يتعلق بمنطقة البحيرات العظمى وشرق أفريقيا وحوض النيل.
وتجمع مصر وبوروندي علاقات قوية يعود عمرها إلى 59 عاما، فمصر أول دولة عربية وإسلامية تقيم علاقات دبلوماسية مع بوروندي عقب استقلالها عام 1962، حيث أنشئت السفارة بتاريخ 8 ديسمبر 1964.
وكانت مصر أول دولة عربية وإسلامية تقيم علاقات دبلوماسية مع بوروندى عقب حصولها على استقلالها عام 1962، وبعدها بعامين قامت مصر بإنشاء سفارتها، بالتحديد 8 ديسمبر 1964، وكان عام 1962 انطلاقة حقيقية لتقارب الشعبين، حتى أن الدولة المصرية ساندت بوروندي خلال فترة الحرب الأهلية التي استمرت أكثر من 12 عاما.
وتقدر بوروندي الدور التاريخي لمصر في أفريقيا، ويمتدح الجانب البوروندي دائماً استمرارية الدعم المصري لها وعدم توقفه خلال فترة الحرب الأهلية البوروندية التي استمرت أكثر من إثنى عشر سنة، إلا أن هناك دائماً تأكيد على الحاجة لتقوية أواصر التعاون، وتعظيم الاستفادة من الخبرات المصرية في مختلف المجالات.
العلاقات بين البلدين لا تستند إلى جانب واحد سياسي أو اقتصادي فقط، ولكن مصر وبوروندي مثال يحتذى على كافة الجوانب فهناك زيارات دبلوماسية متبادلة بين البلدين، وعلى الصعيد الاقتصادي فنجد أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ ما يقرب مليون دولار سنويًا.
وأنشأت مصر فى أغسطس 2017 المستشفى المصري البوروندي في محافظة بوروري، وتم الاتفاق بين حكومتي الدولتين في عام 2008 على قيام مصر بإدارته، بحيث يتحمل الجانب المصري تكاليف تجهيز المستشفى وتوفير الأطباء، بينما يتحمل الجانب البوروندي توفير مبنى المستشفى، كما وصل عدد الأطباء المصريين بالمستشفى إلى 20 طبيبًا في مختلف التخصصات.
كما أرسلت مصر في فبراير 2018 الشحنة الأولى من المساعدات الطبية (6 أجهزة غسيل كلوي – وحدتا معالجة مياه) المقدمة إلى بوروندي، وذلك لإقامة مركزين مصريين للغسيل الكلوي بقيمة تقترب من 2 مليون جنيه مصري.
وتجهز مصر مركزا طبيا برواندا مساحته أكثر من 600 متر وسيتم مده بالأطباء المصريين في التخصصات المختلفة، فضلا عن دعمه بالمستلزمات والأجهزة الطبية الحديثة.
وتعمل مصر على استراتيجية تربطها بأكبر عدد من الدول الإفريقية، وفي إطار ذلك تنسق مع رواندا لتشغيل خط طيران مباشر بين كيجالي والقاهرة، فضلا عن العمل على مشروع لربط بحيرة فيكتوريا بالبحر الأبيض المتوسط.
وتستقبل مصر الطلاب الوافدين والدارسين للحصول على دبلوم الموارد المائية المشتركة من كلية الهندسة - جامعة القاهرة أو الدبلومات التي تعقد بالمركز القومي لبحوث المياه سنوياً.
كما تم توقيع اتفاق التعاون بين البلدين في مجال الموارد المائية والري في 24 مارس 2021؛ لتنفيذ مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية، والذي يشمل الدعم الفني لإعداد دراسة فنية لإنشاء وصيانة شبكة المصارف الخاصة لمياه الأمطار داخل المدن والقرى في بوروندي ودراسات فنية لدراسة عمل مشروع تخطيط وتنمية إدارة الموارد المائية بدولة بوروندي.
في فبراير 2023 التقى الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، بسانكتوس نيراجيرا وزير البيئة والزراعة والثروة الحيوانية بجمهورية بوروندي، حيث أعرب عن تقدير مصر لموقف بوروندي الداعم والمساند للموقف المصري فى قضايا المياه، مشدداً على حرص مصر على دعم أواصر التعاون بين دول الحوض من خلال خلق مصالح مشتركة وتحقيق المنفعة المتبادلة لجميع الأطراف.
كما أكد الوزير حرص مصر على استمرار دعم قطاع الإنتاج الزراعي البوروندي الذى يوليه الرئيس البوروندي اهتمامه الفائق، وكذا دعم قطاع الري وتحديثه والاستخدام الأمثل للموارد المائية ببوروندي، حتى تصبح الزراعة قاطرة التنمية بها.
وأكد حرص مصر على توطيد علاقات التعاون الثنائى بين البلدين من خلال بناء القدرات للكوادر البوروندية من خلال الدورات التدريبية المختلفة التى تنظمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية وغيرها من الوزارات والمؤسسات المصرية، مشيراً إلى أننا أمام فرصة ذهبية لتعزيز التعاون بين كلتا الدولتين من خلال تبادل الخبرات لمواجهة تحديات المياه وخاصة تلك المرتبطة بتغير المناخ.
وأشار سويلم خلال اللقاء لقيام مصر بطرح مبادرة دولية للتكيف مع التغيرات المناخية بقطاع المياه خلال مؤتمر المناخ السابق (COP 27) بالتعاون مع العديد من الشركاء الدوليين، هذه المبادرة الدولية التى تُعد نقطة البداية لاتخاذ إجراءات وتنفيذ مشروعات على أرض الواقع للتكيف فى قطاع المياه ومواجهة التحديات الناجمة عن تغير المناخ مع التركيز بشكل خاص على القارة الأفريقية، معرباً عن أمله فى مشاركة جمهورية بوروندي في هذه المبادرة المهمة التي تهدف بشكل أساسي لدعم المجتمعات المحلية في التأقلم والتكيف مع تغير المناخ.
كما أكد سعى مصر لإنشاء مركز إفريقي للتدريب وبناء القدرات في مجال التكيف مع التغيرات المناخية تحت مظلة مبادرة التكيف، والذي سيصبح منصة هامة لتدريب الكوادر الفنية من الدول الأفريقية الشقيقة لرفع وبناء القدرات في المجالات ذات الصلة بالمناخ.