القنصل السوداني بأسوان لـ ”الديار”: مصر تعاملت مع أزمة الخرطوم بمنطق الكبار
السفير عبدالقادر: مصر لم تغلق حدودها في وجه السودانيين كدول أخرى
الأطماع الدولية سبب الصراع الدموي بين المليشيات المتمردة والجيش السوداني
مصر استقبلت وأكرمت السودانيين وتتصدى للتدخلات السلبية في شؤونهم
مستشفيات أسوان والمحافظات المجاورة توفر الرعاية المطلوبة للسودانيين المصابين
كشف السفير عبدالقادر عبدالله محمد القنصل العام لجمهورية السودان بأسوان، معاناة الشعب السوداني في ظل الصراع المسلح بالخرطوم، الذي تسبب بدوره في تشتيت الشعب السوداني و ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل مبالغ فيه، فضلًا عن عدم توافر الوقود بسبب توقف حركة الملاحة والتجارة، مما أجبر الأهالي على النزوح بالآلاف بحثا عن الملاذ الأمن وتجنب التهديدات الأمنية في ظل سعي قوات الدعم السريع في الانقضاض على السلطة والسيطرة على مقاليد الحكم بالبلاد.
وأكد أن العلاقات المصرية السودانية ممتدة و قوية في أوجه الترابط والتعاون بين البلدين رغم التحديات التي يواجهها السودان، حيث أسهم الدور المصري في الحد من التدخلات الأقليمية السلبية، وكان لاتجاه رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي دورا دبلوماسيا في احتواء الأزمة على الصعيد الدولي منذ نشوبها.
وأشار القنصل العام لجمهورية السودان بأسوان إلى تعامل مصر مع الأزمة السودانية من منطق الكبار باعتبارها الشقيقة الكبرى، مثمنا الدور المصري في استقبال النازحين السودانيين، وكيفية التنسيق بين المعابر المصرية والسودانية لتسهيل عمليات مرور الفارين من ويلات الحرب الدائرة بالخرطوم.
وأوضح أن متوسط عدد الذين عبروا خلال معبري قسطل و أرقين حتى إجراء الحوار 16 ألف مواطن سوداني، بواسطة قرابة 35 إلى 40 باص وأتوبيس يوميا وهو عدد ليس بقليل وجهد غير عادي، حيث تكتظ المستشفيات بمحافظة أسوان والمحافظات المجاورة بالمصابين السودانين الذين يجدون كافة أنواع الرعاية الصحية المطلوبة مجانا.
وطالب جامعة الدول العربية بأن تنظر إلى الأزمة بعين الاعتبار وعدم المساواة بين الطرفين، مؤكدًا أن قوات الدعم السريع مليشيات متمردة على الجيش السوداني الذي يعمل على حماية الوطن والحفاظ على سلامة أراضيه، وتاليا نص الحوار:
*بداية كيف ترى تداعيات أزمة الصراع الحالي على الشعب السوداني؟
الصراع الحالي أثر سلبا على الشعب السوداني، ونتج عنها معاناة لأهل الخرطوم ما بين رعب من الحرب، وبين أهوال النزوح ومغادرة المنازل، فضلا عن تأثر الحالة المعيشية والأمنية، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار من وقود ونقص في السلع الغذائية بسبب انقطاع المواصلات وحركة النقل من وإلى الخرطوم.
كما ان للحرب أثرها البالغ على المستوي الدولي، فأغلب دول العالم لها رعايا وأجانب مقيمين بالسودان، مما أدى إلى اهتمام تلك الدول بالشأن السوداني، ولا يخفى على أحد أن هناك إيدي معلومة وليست خفية تعبث بأمن واستقرار السودان ومقدراته.
*ما مدى العلاقات المصرية السودانية بين البلدين على مدار التاريخ؟
لا أحد ينكر دور مصر الريادي تجاه السودان وعمق العلاقة بين البلدين والشعبين، بل يكاد يكون بلدا واحدا رغم تطور وسائل التواصل بين الشعبين منذ قديم الأزل، وهناك شراكات متعددة الأوجه من حضارة نشأت على ضفاف نهر النيل وعلاقات تجارية واقتصادية ومصاهرة تجمع بين الشعبين، وكان لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي حكمة في التعامل مع بداية الأزمة في احتوائها لمراعاة لبعد الإستراتيجي بين البلدين لان السودان تمثل السند والبعد الأمني والقومي لمصر من ناحية الجنوب.
وأضاف : "أسهم دور مصر القومي كثيرا في الحد من التدخلات الاقليمية السلبية في الشأن السوداني، فضلًا عن دورها ضيافة اشقائهم من أبناء السودان في الوقت الذي اغلقت دول أخرى حدودها في وجوه السودانين.
وتابع : مصر فتحت ذراعيها لأبناء النيل النازحين من السودان، مع تقديم الدعم الكامل لهم من حيث التعاون بين السلطات في تسهيل اجراءات الدخول والعمل علي مساندة الشعب السوداني في محنته، كما لعبت الدبلوماسية المصرية دورا بارزا في احتواء الأزمة منذ نشوبها.
*كيف ترى دور القنصلية السودانية بأسوان للأخوة النازحين من السودان؟
تعمل القنصلية السودانية بأسوان على تسهيل استقبال الأخوة السودانيين منذ تحركهم لحين وصولهم إلى مقر إقامتهم سواء بأسوان أو القاهرة، ونعمل بشكل دائم على التواصل مع السلطات بأسوان والسلطات المصرية بالقاهرة والسلطات السودانية بالخرطوم والتواصل مع القائمين على المعابر والمواني بين البلدين.
*من وجهة نظرك ما هو سبب الخلاف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؟
سبب الخلاف كما هو معلوم التطلع إلى السلطة والطموح الزائد لقائد قوات الدعم السريع لتولي السلطة رغم إن قوات الدعم السريع تم إنشائها في عهد الرئيس السابق عمر البشير لمكافحة التمرد وكانت تحت قيادة الجيش السوداني وقامت بدور فعال في القضاء على حركات التمرد بمختلف المناطق، ولكن للأسف بسبب التدخلات الخارجية التي لها أطماع بالسودان ارتفعت طموحات الدعم السريع إلى أن يتولى قيادة الدولة مما جعلهم يقدمون على هذه المغامرة الانتحارية التي أدت إلى هذه الحرب التي يعاني منها الشعب السوداني بتفتيت وحدة الصف وتقسيم السودان، بل لم تكتف بذلك بل استعانت بمقاتلين من دول غرب أفريقيا.
*ما الذي يجب فعله من الحكومة السودانية في ظل الأزمة الطاحنة محليا ودوليا؟
الواجب على الدولة السودانية التصدي لهذا التمرد من قوات الدعم السريع والقضاء عليها في أقرب وقت ممكن، وفي نفس الوقت تتواصل الحكومة مع كافة أطراف المجتمع الدولي على المستوى الثنائي أو عبر المنظمات لتوضيح وشرح آخر التطورات للوضع الراهن، وفي نفس الوقت أيضا العمل على توفير كافات الخدمات للمواطنين حتى يسود الهدوء مرة أخرى بين جميع الأطراف بالسودان، والحمد لله 90 ٪ تم مواجهة قوات الدعم السريع والقضاء عليها من قوات الجيش السوداني الوطني بالولايات ولم يتبقٍ إلا مواجهات قليلة في بعض الأحياء بالخرطوم.
*كم بلغ أعداد النازحين من السودان إلى مصر حتى تاريخه؟
وفقا لأحدث الإحصائيات بلغ عدد النازحين 16 ألف مواطن سوداني، الذين عبروا خلال معبري قسطل وأرقين بمتوسط 35 إلى 40 باص وأتوبيس يوميا.
*رسالة توجهها إلى جامعة الدول العربية لإنهاء هذه الأزمة؟
نأمل من جامعة الدول العربية أن تنظر إلى الأزمة بعين الاعتبار وعدم المساواة بين الطرفين، حيث أن قوات الدعم السريع هي مليشيات متمردة على الجيش السوداني الذي يعمل على حماية الوطن والحفاظ على سلامة أراضيه، والعمل على بذل المساعي الدبلوماسية لاستعادة الاستقرار والأمن للسودان مع وجود سلطة وطنية موحدة لحكم السودان.