مبعوث سوداني خاص لمصر... ماذا يحمل في جعبته؟
مبعوث خاص يحرّك مياه السودان في دول الجوار وجامعة الدول العربية، ضمن مساعٍ لحل الأزمة التي اشتعلت بالبلاد، قبل أسبوعين.
زيارة يقوم بها السفير دفع الله الحاج علي، المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، إلى القاهرة والجامعة العربية، للبحث عن الحلول وتقديم وساطة ومناقشة المبادرات المختلفة.
المبعوث السوداني يلتقي في البداية مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، السبت، بمقر وزارة الخارجية، والأحد، مع الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، بحسب مصدر من الأمانة العامة للجامعة.
وقال مصدر مطلع بالأمانة العامة للجامعة العربية بأن وكيل وزارة الخارجية السودانية سيسلم رسالة من البرهان، إلى أبوالغيط تتعلق بتطورات الأوضاع في السودان.
وكان مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين، عقد في ١٦ أبريل/نيسان الجاري، اجتماعا طارئا عقب اندلاع الأحداث في السودان، دعا فيه لوقف الاشتباكات والعودة السريعة إلى المسار السلمي لحل الأزمة.
وأكد المجلس، استعداد الجامعة لبذل جميع المساعي لمعاونة السودان على إنهاء الأزمة بشكل قابل للاستدامة، كما دعا المجلس السفراء العرب في الخرطوم للتحرك، للمساهمة في استعادة استقرار الأوضاع بالبلاد عبر الاتصال بكل الأطراف.
ويرى رئيس مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال (جناح مالك عقار)، محمود إبراهيم، أن زيارة المبعوث السوداني جاءت لتوضيح الرؤى لمستقبل السودان والتشاور لوضع حلول تفاوضية وحسم الأزمة الأمنية في البلاد، خاصة في ظل امتلاك مصر الخبرة وباعا طويلا في حل القضايا بين الأطراف سواء في ليبيا أو سوريا سابقاً.
وأوضح أن قيادة الجيش السوداني خبراتها قليلة في تلك الملفات الحساسة، لافتا إلى أن الزيارة تهدف لمناقشة المبادرات المختلفة التي طرحتها مصر مع السعودية أو جنوب السودان، خاصة في ظل رفض الجيش السوداني الجلوس مع قوات الدعم السريع لحل الأزمة.
وقال إن السودان يحتاج الآن لحل الإشكالية من جذورها خاصة في ظل معاناة البلاد من وقف كامل للحياة ونازحين ولاجئين ومدن خالية وجفاف كامل لدولاب العمل بالبلاد، لافتا إلى أن من ضمن أجندة الزيارة مطالبة مصر بفتح المعابر بشكل كامل لتوصيل المؤن اللوجستية للمواطنين.
وتابع أن هناك تكدسا كبيرا من الهاربين من جحيم الحرب على الحدود بين البلدين ويحتاجون للتأمين ودخول للحدود المصرية بعيدا عن الحرب، مؤكدا أن جميع السودانيين يرون أن مصر آمن لهم من الحدود الإريترية أو الإثيوبية.
ومن جانبه، رأى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الدكتور طارق فهمي، أن الزيارة التي تعد الأولى على هذا المستوى تحوي في جعبتها العديد من الخيارات خاصة في ظل وجود هدنة لوقف إطلاق النار.
فهمي أضاف في حديثه بحسب "العين الإخبارية"، أن الزيارة تحمل جملة من الأمور، أولها أن هناك فرصة للحل عبر دول الجوار الرئيسية المعنية بالملف على رأسها مصر، ثانيها أن الكرة الآن في ملعب كل من القاهرة والسعودية والإمارات مدعومة بالجامعة العربية للوصول إلى حل ووقف دائم لإطلاق النار.
وأشار إلى أن الزيارة تؤكد الحضور المصري والعربي في ملف السودان خاصة في ظل تسابق الأمريكان لخطف الوساطة، موضحاُ أن نتائج الزيارة هي التي ستحدد إما اتباع المسار العربي بقيادة مصر والسعودية خاصة مع عقد القمة العربية في جدة الشهر المقبل، وإما المسار الثاني.
وعن المسار الثاني، أوضح أنه يتم عن طريق دول الإيغاد بقيادة دولة جنوب السودان والتي دخلت مع مصر في مبادرة الوساطة الأولى، مؤكدا وجود حرص سوداني على التواصل مع دول الجوار ودفعها للتدخل ولعب دور إيجابي ومهم بالمرحلة المقبلة.
وفي السياق ذاته، يقول الكاتب والمحلل السياسي المصري، أحمد رفعت، إن الزيارة الأولى تأتي في وقت شديد الأهمية مع تمديد الهدنة، وتستهدف القاهرة التي أطلقت عدة مبادرات من الساعة الأولى لاشتعال الاشتباكات بالسودان.
رفعت أوضح في حديث بحسب "العين الإخبارية"، أن القاهرة دعت لاجتماع عاجل بالتعاون مع المملكة العربية السعودية بالجامعة العربية وبعدها قدمت مبادرة مع جنوب السودان وتواصلت مع كافة المؤسسات المعنية وكذلك الدول العربية والغربية، ولم تتوقف.
وتابع: "ربما تبلورت إحدى المبادرات والمبعوث السوداني قادم لمناقشتها مع القاهرة قبل المضي قدما بها".
وعن وجود أفق للحل، أشار المحلل السياسي المصري، إلى أنه "يجب إنهاء أي وجود عسكري بعيدا عن الجيش النظامي السوداني مع وجود مفاوضات عاجلة، وطرح جميع الملفات منها الدستور وشكل النظام والمرحلة الديمقراطية والتشكيلات العسكرية".