جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 10:50 صـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

رغم الهدنة .. استمرار المعارك في أنحاء متفرقة من السودان

عناصر من الجيش السوداني
عناصر من الجيش السوداني

تستمر المعارك في أنحاء مختلفة من السودان في الخرطوم، وفي إقليم دارفور غربي السودان، رغم إعلان تمديد الهدنة في النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المستمر منذ منتصف الشهر الجاري، الذي ارتفعت حصيلة ضحاياه إلى قرابة 574 قتيلًا مع الكشف عن قتل 74 شخصًا في مدينة الجنينة، مطلع الأسبوع.

وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في بيان الجمعة إن المعارك في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، أسفرت عن 74 قتيلًا.

وأطلقت منظمات ناشطة الجمعة جرس الإنذار بشأن الوضع في دافور، حيث تدور معارك دامية، لا سيما قرب الحدود التشادية، حيث اندلع القتال في الجنينة قبل خمسة أيام.

وتحدّثت هيئة محامي دارفور عن مقاتلين مزودين ببرشاشات وقذائف آر بي جي ومضادات للطائرات في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، أطلقوا قذائف على المنازل.

وطالبت الهيئة برهان وحميدتي بوقف فوري لهذه الحرب العبثية.

وقالت نقابة الأطباء إن هناك عمليات نهب وحرق واسعة شملت الأسواق والمرافق الحكومية والصحية ومقرات منظمات طوعية وأممية والبنوك في الجنينة. وذكرت أن الأحداث الدموية لا تزال جارية في المدينة مخلفة عشرات القتلى والجرحى.

وتحدثت الأمم المتحدة عن توزيع أسلحة على المدنيين في دارفور.وحذّرت الأمم المتحدة التي علّقت نشاطها في السودان، بعد قتل خمسة من موظفيها في الأيام الأولى للمعارك، من أن خمسين ألف طفل يعانون نقض تغذية حادًا محرومون من أي مساعدة غذائية في دارفور.

وفي الساعات الأخيرة قبل انتهاء هدنة من ثلاثة أيام لم يُلتزم بها فعليًا، أعلن الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، موافقتهما -مساء الخميس- على تمديد وقف إطلاق النار 72 ساعة إضافية، بمساع أمريكية وسعودية.

ومنذ 15 أبريل، أُعلن عن هدن عدة، سجلّ خلال بعضها تراجع محدود في حدة المعارك، أسهم في عمليات إجلاء رعايا أجانب، لكنها لم يُلتزم بها بشكل ثابت.

وفي بيان مشترك بواشنطن، رحّب أعضاء الآلية الثلاثية (الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية والأمم المتحدة) والرباعية (السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة) باستعداد طرفي النزاع "لحوار من أجل التوصل إلى وقف دائم للأعمال القتالية وضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق".

وأضاف البيان أن "هذه المرحلة الدبلوماسية الأولية ستسهم في وقف دائم للأعمال القتالية، وفي الترتيبات الإنسانية وتطوير خطة لخفض التصعيد".

ورحبّت دول عدّة بتمديد اتفاق وقف إطلاق النار، ودعت إلى تنفيذه.

على الأرض، القتال يستمر، إذ أفاد شهود بتبادل قصف في الخرطوم الجمعة، تستخدم فيه طائرات عسكرية للجيش ومدفعية ثقيلة لقوات الدعم السريع.

اتهم الجيش قوات الدعم السريع باستهداف طائرة إجلاء تركية، بمطار وادي سيدنا شرق وادي حلفا، قرب الخرطوم.

وأوضح في بيان، الجمعة، أن الطائرة من طراز C130 وقد تعرضت صباحًا لإطلاق نار خلال اقترابها للهبوط بمطار وادي سيدنا، ما أدى إلى تضرر خزانات الوقود وإصابة أحد أفراد طاقمها.

وحذرت القوات المسلحة من محاولات من وصفتهم بالمتمردين، في إشارة إلى الدعم السريع، عرقلة جهود الإجلاء بهذه التصرفات الخطيرة.

في المقابل، نفت قوات الدعم السريع ببيان لاحق مهاجمة الطائرة، موضحة أن الجيش يروج وينشر الأكاذيب والادعاءات للتغطية على تصرفاته وأفعاله.

وأكدت أن قواتها ملتزمة بشكل صارم بالهدنة الإنسانية، وألا صحة لاستهدافها أي طائرة في سماء وادي سيدنا بأم درمان، موضحة أن المنطقة لا تقع تحت سيطرتها وليس لديها في محيطها أي مواقع.

كما حملت المسؤولية إلى من وصفتهم بالانقلابيين، في إشارة إلى الجيش، ورأت أن "عدم التزام القوات المسلحة بالهدنة كان واضحًا من خلال تحليق الطائرات الحربية وقصفها مواقع تمركز قواتها منذ فجر اليوم والهجوم على قاعدة جبل أولياء وقصف مساكن المواطنين في الصالحة والثورات وامبدة.

ولم يعرف السودان استقرارًا منذ عام 2019. وأطاح الجيش في أبريل من تلك السنة عمر البشير تحت ضغط احتجاجات شعبية عارمة ضده، وتقاسم السلطة بعد ذلك مع مدنيين قادوا هذه الاحتجاجات.

في أكتوبر 2021، أجرى البرهان ودقلو اصلاحات أطاحت المدنيين من الحكم، قبل أن يبدأ بينهما صراع على السلطة انفجر عسكريًا.

ويسعى سكان الخرطوم البالغ عددهم خمسة ملايين إلى الفرار من المدينة، التي تشهد انقطاعًا في الماء والكهرباء والاتصالات وأزمة وقود، إضافة إلى القصف المستمر.

وتسبّب القتال بنزوح جماعي، في البلد الذي يعدّ من أفقر بلدان العالم.

ووصل عشرات الآلاف من السودانيينإالى دول مجاورة، خصوصًا إثيوبيا إلى شرقي السودان ومصر إلى شمالها. وتقول الأمم المتحدة إن 270 ألفًا يمكن أن يفروا إلى تشاد وجنوب السودان.

ويغادر الأجانب غالبًا عبر البحر من بورتسودان (شرقا)، أو في طائرات تنطلق من قواعد عسكرية. ووصلت سفينة سعودية مساء الخميس إلى جدة حاملة 2744 شخصًا من جنسيات مختلفة أجلتهم الرياض.