مصر لم تتوانى في تقديم الدعم للسودان
دعت جمهورية مصر العربية، أطراف النزاع الجاري في السودان، على ضوء استمرار العمليات العسكرية واحتمالات التصعيد، إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية حقناً لدماء أبناء الشعب السوداني الشقيق، وتغليب لغة الحوار من أجل حل الخلافات، حفاظاً على سلامة واستقرار البلاد، وحماية مقدرات الشعب السوداني وطموحات ثورته المجيدة، وذلك حسب ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية" عن "الخارجية المصرية".
وإذ تعبر مصر عن أسفها الشديد وخالص عزائها لسقوط ضحايا ووقوع إصابات بين صفوف الأشقاء في السودان، سواء من العسكريين أو المدنيين، جراء المواجهات العسكرية الجارية، فإنها تؤكد على أنها لن تألو جهداً في القيام بالجهود اللازمة بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة، من أجل نزع فتيل الأزمة الراهنة.
وقد جاءت المبادرة المصرية السعودية بالدعوة إلى عقد إجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين ومبادرة الوساطة المصرية الجنوب سودانية، والإتصالات والمشاورات التي تضطلع بها مصر حالياً مع الأطراف المعنية داخل السودان وخارجه من أجل تحقيق هذا الهدف.
وتشدد جمهورية مصر العربية على ضرورة عدم استغلال أي طرف خارجي للتطورات الجارية في السودان من خلال القيام بأعمال تؤجج من حدة الصراع أو تهدف للنيل من سلامة أراضيه، وبما يؤثر على أمن واستقرار وسلامة الشعب السوداني الشقيق. كما تؤكد على ضرورة الحفاظ على أمن وسلامة الجالية المصرية في السودان، وكذلك المنشآت والممتلكات الخاصة بالبعثات الرسمية المصرية.
أكد السفير الصادق عمر عبدالله، مندوب السودان بالجامعة العربية، أن قوات الدعم السريع هي التي بدأت الهجوم على مقر سكن رئيس مجلس السيادة الانتقالي، بالقيادة العامة للجيش، في التاسعة من صباح أمس، علمًا بأنه كان هناك اجتماع مقررًا له مع الفريق أول عبدالفتاح البرهان، في ذات اليوم.
وأضاف «الصادق»، أن الجيش السوداني تحرك لدحر الهجوم وطرد الدعم السريع الذي انتشر بكثافة في المؤسسات الحكومية كالإذاعة والتلفزيون والقصر الجمهوري ومطار الخرطوم، معتمدين على عنصر المباغتة وكانت القوات المسلحة لهم بالمرصاد وسيطرت على الأوضاع وطرد القوات المعتدية من تلك المؤسسات.
وأشار إلى أن القوات المسلحة تمكنت من إلحاق خسائر فادحة بالمتمردين وتمشيط بعض المناطق المجاورة للعاصمة الخرطوم، كما حلت الحكومة السودانية جماعة الدعم السريع وإعلان أنها جماعة متمردة، واعتمد الجيش السوداني على الاستراتيجية المثالية لتقليل الخسائر وسط المدنيين والمرافق الحكومية والممتلكات الخاصة إلى الحد الأدنى.
وأوضح أن ما يحدث في السودان شيء داخلي وجهود الدول العربية الشقيقة مطلوبة لتهدئة الأحوال بالبلاد، ونطلب من اجتماع جامعة الدول العربية، تأكيد هذا الأمر والتوصية للسودانيين، لإنهاء التسوية فيما بينهم بعيدًا عن التدخلات الدولية، لأن المنظومة الدولية ستأخذ بتوصيات الجامعة في حال استمرار الأحداث الجارية في السودان.
قال مندوب مصر بالجامعة العربية، السفير محمد مصطفى عرفي، إن مصر لم تتوانِ في تقديم كل سبل الدعم للسودان الشقيق في شتى المجالات سعيًا لتمكين مؤسسات الحكم الانتقالي من اجتياز هذه المرحلة الحساسة في تاريخه.
وأوضح في كلمته بالاجتماع العاجل لمجلس الجامعة العربية لبحث الوضع في السودان، أن مصر أبدت استعدادًا كاملًا لنقل الخبرات وبناء الشركات المفيدة للدولتين وهي تطورات التزمت بها جميع الأطراف السودانية وعززت من مصداقيتهم، تحقيقًا لتطلعات الشعب السوداني.
وأكد مندوب مصر، أن كل ذلك أصبح مُهددًا نتيجة الأزمة الراهنة، إذ تتحسب مصر من خطورة أن يؤدي هذا إلى إهدار ثمار التضحيات التي قدمها الشعب السوداني من أجل الحرية والتقدم والازدهار، التي ظلت وتظل مصر ساندة وداعمة له باعتبار أن السودان يمثل العمق الاستراتيجي الطبيعي لمصر، سعيًا لتحقيق التكامل المنشود بين البلدين في مختلف المجالات الحيوية، استنادًا لواقع تاريخي وجغرافي أثبت أن مصلحة مصر لا تفترق عن مصلحة السودان وأن مصلحة السودان تكمن في مصلحة مصر.