جريدة الديار
الخميس 9 مايو 2024 11:27 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

”سيناريو الرعب”.. المتطرفين الإسرائيليين وتقديم قرابين الفصح بالأقصى

المتطرفين الاسرائيليين
المتطرفين الاسرائيليين

لا يضيع المتطرفين الصهاينة فرصة في ممارسة العنترية لاستفزاز مشاعر المسلمين خاصة في الاعيادة الدينية الإسلامية؛ وهذا ما ظهر جليا في تهديدات بتنظيم اقتحامات واسعة لـ"الأقصى" وتقديم قرابين الفصح في ساحات المسجد، ما ينذر بتصعيد بات يلوح في الأفق، ويهدد بنسف الهدنة الهشة.

تلك التهديدات والتي تصاعدت وتيرتها خلال الأيام القليلة الماضية، أطلقتها جماعات يمينية إسرائيلية، مطالبة الناشطين من أعضائها إلى إحضار حملان لذبحها في مجمع المسجد الأقصى يوم الأربعاء الذي يوافق بداية الاحتفالات بعيد الفصح.

إلا أن ذلك من شأنه أن يتعارض مع احتفالات الفلسطينيين بشهر رمضان، مما أطلق جرس إنذار من تصعيد محتمل يلوح في الأفق، وخاصة وأن تلك الجماعات حاولت إغراء الناشطين، بتقديم مكافآت لمن يقدم قرابين الفصح في ساحات المسجد.

السيطرة على الأقصى عام 1967

ومنذ سيطرتها على الموقع في عام 1967، حافظت دولة الاحتلال الإسرائيلي على ترتيبات قائمة منذ فترة طويلة تمنع غير المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية في المجمع الذي يضم المسجد الأقصى ومعالم دينية أخرى.

ورغم أنه لم يسبق أن قدم إسرائيليون قربان عيد الفصح اليهودي بالمسجد الأقصى، إلا أن الدعوات لمثل هذه الطقوس تثير توترًا كبيرًا. وفيما يحل عيد الفصح اليهودي يوم الخميس المقبل، يبدأ المتدينون اليهود الاحتفاء بهذه المناسبة مساء الأربعاء.

إلا أن جماعات يمينية إسرائيلية نشرت إعلانات تضمنت مكافآت مالية لكل من يتمكن من تقديم قربان عيد الفصح بالمسجد الأقصى، مشيرة إلى أن من ينجح بتقديم القربان في المسجد سيحصل على مكافأة 20 ألف شيكل (5600 دولار)، ومن يعتقل في ساحات المسجد الأقصى وهو يحمل نعجة الفصح يحصل على 2500 شيكل (700 دولار).

وبحسب الإعلانات، فإن من يعتقل داخل البلدة القديمة وهو يحمل نعجة الفصح يحصل على 1200 شيكل (330 دولارا)، أما من يُعتقل أثناء التحضير للقربان فإنه يحصل على 500 شيكل (140 دولارا).

تلك الدعوات التي يقف خلفها منظمات يمينية إسرائيلية، حاولت الشرطة التصدي لها، باعتقال نشطاء؛ بينهم اليميني المتطرف رفائيل موريس، والذي دعا علانية لتقديم قربان الهيكل في المسجد الأقصى.

وكانت الجماعات التي ينتمي لها موريس حاولت استفزاز الفلسطينيين في القدس الشرقية من خلال نشر إعلانات تعرض إخفاء قربان عيد الفصح في المنازل لحين حلول موعد عيد الفصح.

وبعد أن كانت تلك الدعوات لتقديم القرابين سرية، باتت هذه المنظمات اليمينية تجاهر بها، بدعم البلدية الإسرائيلية في المدينة، فيما نظم في السنوات الأخيرة احتفال يحاكي تقديم القرابين في الهيكل على مقربة من المسجد الأقصى.

وتشمل المراسم قيام متدين يهودي بزي "كهنة الهيكل" بذبح القربان من قبل الكهنة عند أقدام المذبح وشوائه.

ويترجم الفلسطينيون اللافتات التي تنشرها الجماعات اليمينية الإسرائيلية ويوزعوها في شبكات التواصل الاجتماعي؛ للتحذير من المخططات اليمينية ضد المسجد.

وبحسب مراقبين، فإن نجاح متطرفين إسرائيليين بتقديم قربان الفصح في المسجد الأقصى يوصف بأنه "سيناريو الرعب" للأطراف الإقليمية والدولية التي سعت منذ أسابيع للهدوء في المنطقة خلال شهر رمضان.

فمن شأن تفجر الأوضاع في المسجد الأقصى ان تفجرها في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وحتى المدن والبلدات العربية في إسرائيل.

ونفت شرطة الاحتلال الإسرائيلي أن تكون قد وافقت على تقديم متطرفين لقرابين الفصح في المسجد الأقصى، قائلة: "في اليوم الأخير، تمّ تداول منشورات كاذبة على شبكات التواصل حول التصريح والموافقة أنه يمكن إحضار المواشي إلى منطقة الحرم القدسي الشريف. هذه أخبار مزيفة بالكامل".

وأضافت: "لا يوجد تغيير في الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف منذ سنوات عديدة. لا يوجد تصريح أو موافقة، ولن يكون هناك تصريح لإدخال المواشي إلى منطقة الحرم القدسي الشريف".

وتابعت: "أي شخص يحاول إدخال أغراض محظورة إلى الحرم القدسي الشريف سيتم التعامل معه من قبل الشرطة بشكل صارم. حتى أولئك الذين يستخدمون الأخبار الكاذبة بهدف التحريض على العنف سيتم التعامل معهم أيضًا من خلال جميع الأدوات المتاحة لنا".

وأعلنت أن "شرطة الاحتلال الاسرائيلية ستستمر في عملها للحفاظ على الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف خلال شهر رمضان، والسماح بحرية العبادة للمسلمين خلال الأعياد وبشكل عام".

ومع ذلك فإن الشرطة الإسرائيلية ستسمح للمتطرفين الإسرائيليين باقتحام المسجد خلال فترة عيد الفصح اليهودي؛ بحسب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي قال لمحطة 12 الإسرائيلية إنه يؤيد اقتحام اليهود للمسجد الأقصى، لكنه لا يؤيد تقديم قرابين الفصح في المسجد.

خروج بني إسرائيل من مصر

ويمثل هذا العيد، بحسب التقاليد اليهودية، خروج بني إسرائيل من مصر حيث كانوا عبيدا تحت سيادة فرعون؛ وعمليا عيد الفصح هو عيد الحرية الذي يمثل خروج بني إسرائيل من العبودية للحرية.

وفي ليلة الفصح اعتاد اليهود الجلوس حول المائدة وقراءة حكاية الفصح (هاغادة بيسح) والتي تتضمن قصصا مختلفة حول خروج بني إسرائيل من مصر، إضافة إلى ذلك المتبع شرب 4 كؤوس من النبيذ وتناول أطعمة تقليدية وغناء بعض القصائد من حكاية الفصح؛ والأمر الأهم والممنوع على اليهود خلال عيد الفصح هو أكل الخبز الخمير (خاميتس).

والتقاليد تحكي أنه عند خروج بني إسرائيل من مصر بسرعة عن طريق البحر الأمر ساروا في الصحراء ولم يستطيعوا تحضير كل الحاجيات للطريق. وأحضروا عجيناً إلا أنه لم يختمر، لذلك أكل بنو إسرائيل الخبز العويص الماتسة وهو خبز من عجين غير مختمر.

ولذكرى قصة بني إسرائيل الذين أكلوا الخبز غير المختمر في الصحراء فقد تم منع اليهود من أكل الخبز الخمير في أيام عيد الفصح.

وفي ذلك الصدد هناك الكثير من الأمور المشتركة بين الإسلام واليهودية، فمثلا قصة خروج بني إسرائيل من مصر مذكورة بإسهاب في القرآن.

وفي الحكاية التوراتية فإن النبي موسى هو الزعيم الذي أخرج بني إسرائيل من مصر، وتشرح أيضا كل قصة حياة موسى وإن فرعون قبل ولادة موسى، أصدر أوامر صارمة لبني إسرائيل بقتل الأبناء الذكور.
وذكر القرآن الكريم ان والدة موسى والتي خشيت عليه عند ولادته بعد أمر فرعون، وضعته في صندوق وألقته في نهر النيل حيث وجدته زوجة فرعون وربته عندها.

خروج موسى والقرآن

وليست فقط حكاية خروج بني إسرائيل مذكورة في القرآن فإن شخصية النبي موسى مذكورة في القرآن بإسهاب منذ ولادته وحتى موته واسمه مذكور مرات عديدة بالقرآن إلى جانب شخصيات توراتية كثيرة أخرى.

وبدورها قالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي إن "أهم ما يتميز به هذا العيد هو الاحتفال الذي يقام في هذه الليلة وتتلى خلاله فصول من التوراة والتلمود والمزامير".

وأضافت هيئة دولة الاحتلال: "يعرف عيد (بيساح) أيضاً بـ(عيد الفطير) لفريضة أكل الخبز الفطير غير المختمر خلاله كما أنه يعرف بعيد الربيع".