الفيروسين القاتلين.. أوجه التشابه والاختلاف بين ”كورونا وماربورغ”
لا تزال أخبار فيروس كورونا (كوفيد-19) تتصدر عناوين الأخبار، لكن ثمة وباء فيروسي آخر يصيب البلدان حول العالم: إنه فيروس ماربورغ. لكن كيف نقارن بينهما، وأيهما بالفعل أكثر إثارةً للقلق؟
ويبدو أن فيروس ماربورغ هو الأكثر إثارة للقلق هذه الأيام، إذ دعت بلدان منها دولة الإمارات والسعودية والكويت والبحرين، مواطنيها لتأجيل السفر إلى دول يتفشى فيها الوباء مثل تنزانيا وغينيا الاستوائية.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان "نهيب بمواطني الدولة الموجودين هناك بضرورة أخذ الحيطة والحذر واتباع تعليمات السلامة الصادرة عن السلطات المختصة".
وطالبت هيئة الصحة العامة السعودية "وقاية"، مواطني المملكة بتجنب السفر إلى تنزانيا وغينيا الاستوائية بسبب انتشار فيروس "ماربورغ" فيهما.
فيما دعت الخارجية الكويتية في بيان نشرته على "تويتر"، مواطنيها لتجنب السفر إلى تنزانيا وغينيا الاستوائية، مشيرة إلى أن ذلك جاء استنادا على توصيات المركز الخليجي للوقاية من الأمراض ومكافحتها وتوصيات وزارة الصحة.
(كوفيد - 19) مرض معدٍ يسببه فيروس كورونا-سارس-2، وتظهر أعراض تنفسية تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة، وتم اكتشاف المرض لأول مرة في أواخر عام 2019، وانتشر في جميع أنحاء العالم، وقد يحتاج المصابون به إلى العلاج في المستشفى مع تطور الأعراض.
أما ماربورغ فهو فيروس نادر وقاتل، والمرض يكون ناجما عن عدوى فيروس ماربورغ، وهو شكل من أشكال الحمى النزفية الفيروسية، وسمي بذلك لأنه تم اكتشافه لأول مرة في عام 1967 في ماربورغ وفرانكفورت بألمانيا.
الإصابة بفيروس كورونا تكون من شخص لشخص خاصة الاتصال الشخصي بين المقربين (حوالي 6 أقدام)، وتنتقل العدوى عبر الرذاذ التنفسي، والأسطح الملوثة به.
أما ماربورغ فتنتقل العدوى عبر الاتصال المباشر مع سوائل جسم مريض أو ميت بالفيروس مثل (البول، البراز ، اللعاب، العرق، القيء، السائل المنوي والسوائل المهبلية)، وكذلك الأجسام الملوثة بسوائل الشخص المريض.
كما تنتقل عبر الحيوانات المصابة بالفيروس، وتم العثور على فيروس ماربورغ في السائل المنوي لرجال تعافوا من المرض، ومن المحتمل أيضًا وجود فيروس ماربورغ في حليب الأم وسوائل الجسم الأخرى للناجين.
تظهر الأعراض بعد يومين إلى 14 يوما من الإصابة بفيروس كورونا، والأعراض يمكن أن تتفاقم بعد الأسبوع الأول من المرض.
ومن الأعراض الأكثر انتشارا: (حمى، قشعريرة، تعب، سعال، ضيق في التنفس، آلام العضلات، الصداع، التهاب الحلق، فقدان حاسة التذوق أو الشم، سيلان الأنف، البلغم الدموي، القيء والإسهال).
تظهر أعراض ماربورغ بعد يومين إلى 21 يومًا من التعرض للإصابة، وتتطور على مدى أيام وتصبح أسوأ في المراحل الأخيرة.
ومن الأعراض الأكثر انتشارا: (الحمى، الأوجاع والآلام، الصداع الشديد، آلام العضلات والمفاصل، آلام في المعدة، الضعف والتعب، الإسهال والقيء، نزيف وظهور كدمات، تغير لون العين للأحمر، الطفح الجلدي).
أثبتت الدراسات الحديثة أن فيروس كورونا يمكنه الانتقال والانتشار عن طريق المصابين الذين لا تظهر عليهم أي أعراض.
أما الأشخاص المصابون مؤخرًا بماربورغ لا يمكنهم نقل المرض للآخرين من قبل تظهر الأعراض، لكن بعد الشفاء من الفيروس، فإنه من الممكن أن ينتشر ماربورغ من خلال السائل المنوي أو حليب الثدي دون ظهور أعراض.
مقدمو الرعاية الصحية في المستشفيات ومقدمو رعاية أفراد الأسرة من مرضى كورونا هم بشكل متكرر أكثر عرضة للإصابة بكورونا.
أما الأكثر عرضة للإصابة بماربورغ فهم العاملون الصحيون الذين يتساهلون في السيطرة على مرضى ماربورغ وأفراد الأسرة والأصدقاء الذين يكونون في اتصال وثيق مع المرضى.
وكذلك الأشخاص الذين لديهم اتصال وثيق مع الخفافيش أو بفضلاتها، أو قضاء بعض الوقت حيث تتجمع الخفافيش مثل (الكهوف والمناجم والمباني المهجورة).
ولا يشكل ماربورغ خطورة كبيرة على المسافرين أو عامة الناس الذين لم يكونوا على اتصال وثيق (على بعد 3 أقدام) مع شخص مريض بماربورغ.
كبار السن والناس من جميع الأعمار الذين يعانون من أمراض مزمنة في القلب أو الرئة أو مرض السكري، معرضون لخطر متزايد حين الإصابة بفيروس كورونا.
أما ماربورغ فيهدد النساء الحوامل والأطفال والذين يتجاهلون العلاج المبكر من الأعراض الأولى.